أعلنت جامعة عين شمس مؤخرا على لسان رئيسها دكتور ماجد الديب منع عضوات هيئة التدريس المنقبات من التدريس فى الجامعة أو إلقاء المحاضرات، وأن الجامعة ستسند لهن مهام أخرى إدارية مثل أعمال الكنترول وغيرها من الأعمال الإدارية! الخبر مر دون أن يسترعى انتباه أحد، بكل ما يعنيه من أن هؤلاء السيدات المنتقبات كن يقمن بالدراسة فى عهود سابقة على الدكتور الديب، بما فى ذلك عهد الدكتور أحمد زكى بدر، الذى عرفت عنه الشدة والحزم، خاصة مع الجماعات المتطرفة فى الجامعة! كما يعنى بالطبع أن الجامعة الكبيرة، ظلت فى غفلة لسنوات لا نعرف عددها، وهى تقدم شكلا من أشكال التطرف على انه النموذج الذى يحتذى به الطلبة، وبالتالى نحن لا نعرف عدد الطالبات اللائى اتخذن من هؤلاء المنقبات مثالا واتبعنهن فى ارتداء النقاب! خاصة انه من المعروف أن الأستاذ قبل أن يقدم علمه، هو يشكل فى المقام الأول نموذجا ومثلا أعلى ينظر إليه الكثير من الطلاب كقدوة يتبعون خطواتها ويتأثرون بها، فهل كانت القدوة التى تقدم لطلبة جامعة عين شمس هى نموذج الأستاذة المنقبة التى تقدم علمها من وراء ستار؟ أين كان السادة رؤساء الجامعات السابقون؟ ولماذا سمحوا بتلك المخالفة الفجة! فإذا كان السيد وزير الأوقاف قد أدرك خطورة هذا، ومنع المنقبات من الوعظ وإلقاء الدروس الدينية، بينما هن يتوجهن لسيدات فى عمل دينى، فكيف تترك مؤسسات علمية خطيرة مثل الجامعة، من المفترض أنها أرقى أنواع المؤسسات العلمانية والمدنية، ليدرس فيها من نعلم جيدا توجهاتهم الاجتماعية والسياسية والدينية؟ إذا كانت جامعة عين شمس قد اتخذت تلك الخطوة المهمة والشجاعة من رئيسها، فترى كم جامعة أخرى فى مصر مازالت تحجم عن اتخاذ مثل تلك الخطوة؟ طبعا الفترة المقبلة التى سوف نشهدها، هى تظاهرات تخرج على رأسها هؤلاء المنقبات، وتلميذاتهن اللائى اتبعنهن ، ثم رفع دعوى قضائية، وجامعاتنا ووزارة التعليم العالى إذن من طين وأخرى من عجين!