في خطوة جديدة لإعادة افتتاح المعارض النوعية، التي توقفت لظروف مختلفة، يشهد قصر الفنون بالأوبرا حاليًا عودة معرض "الجرافيك القومي" في دورته الرابعة، بعد توقفه لمدة عشر سنوات. كرم المعرض تسعة فنانين من رموز فن الجرافيك الذين أثروا الساحة الفنية بإبداعات متنوعة الرؤى والأساليب والتقنيات ومنهم: الدكتورة مريم عبد العليم، والدكتور حسين الجبالي، وفتحي أحمد، وحسن الأعصر، وسعيد حداية، وصبري حجازي، وحازم فتح الله وأحمد نوار. شهد المعرض الذي تولى خلاله الدكتور هيثم نوار العمل كقومسير عام، وسارة شلبي قومسيرا مساعدا، مشاركة أكثر من مائة فنان من مختلف الأجيال الفنية. ومن ثم تجاورت أعمالهم مع أساتذتهم إلى إطار إجراء حوار فني بين الأجيال. في تعليقه على المعرض قال الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، ل"بوابة الأهرام": عودة المعرض لم تكن مجرد فرصة جيدة لعودة المعارض النوعية، بقدر ما كانت ترصد مؤشرا بالنسبة لي لعودة هذه المعارض أم نتأنى بعض الشيء؟. وأضاف د. سرور: خيل لي، أو وصلت لي، قناعة مؤخرًا في الحركة التشكيلية أن الجرافيكيين أصبحوا سلعة نادرة، ولكن افتتاح اليوم أثبت أن مصر ولادة. لدينا حفاريون جدد. يقدمون أعمالا تحمل إحساسًا عاليًا لفنانيها. فضلا عن أن العرض كان مميزًا. وأشار إلى أن الفنانين الذين تم تكريمهم في هذه الدورة قد أنشأوا أجيالًا مهمة، وأسسوا لمدارس مختلفة في تكنيكها، وأصبح من السهل تمييز تلاميذهم ومعرفة أستاذ كل فنان من خلال أسلوبه الذي ينتهجه في العمل. وفيما كان فن الجرافيك قد تعرض لظلم مقارنة بمجالات الفن التشكيلي الأخرى، كما ردد البعض، رأى سرور أن هذه المقولة غير صحيحة. وإلا ف"سيكون الخزف والنحت يعانيان نفس الظلم". وتابع: الفنانون هم من يظلمون أنفسهم؛ إذ نجد من يقول بأن سعر لوحة الحفر زهيدة ومن ثم يقوم بعمل عدة نسخ منها، فيما يتجه آخرون لمجال التصوير؛ نظرًا لارتفاع سعر لوحته، لكن هذا المعرض يؤكد قوة الحفارين في مصر وإبداعهم المتفرد ويدحض مقولة "الجرافيك فن مظلوم".