لكن اثيوبيا الآن تشهد نهضة اقتصادية تعتمد علي الزراعة رغم أنها ليست من الدول الغنية بالبترول. وتعتمد في صادراتها علي السمسم وشمع النحل والقهوة. الوجه الأسمر.. وارتباطه بالكنيسة المصرية والحبشة من أقدم الدول في العالم وكانت لها حضارة ملكية منذ القرن العاشر قبل الميلاد، ووجد العلماء أنها أقدم حضارة تواجدت في البشرية كما أن لها أطول تاريخ من الاستقلال حيث اجتاح الجيش الإيطالي إثيوبيا في الفترة 1936 - 1941 ومن ثم هزمت القوات الإثيوبية والبريطانية القوات الإيطالية واستعادت أثيوبيا السيادة الكاملة بعد توقيع الاتفاق الأنجلو إثيوبي في ديسمبر 1944. والأحباش كونوا لهم في القرن السابع قبل الميلاد مملكة أكسوم وعاصمتها مدينة أكسوم. وكانت مملكة أكسوم قد قامت في الشمال الشرقي من إثيوبيا الحالية. ففي سنة 500 ق.م. قامت المجتمعات المختلطة الساحلية من الفلاحين المحليين والتجار المهاجرين من جنوب شرق شبه الجزيرة العربية بتطوير لغتهم ونظام كتابتهم.. وفي منتصف القرن الرابع تحول الملك عيزانا Ezana للمسيحية وارتبط بالكنيسة القبطية المصرية. مجتمع عرقي قامت حكومة الجبهة الشعبية لتحرير إثيوبيا بتقسيم إثيوبيا إلي تسع مناطق علي أساس عرقي وهم: عفار وأمهرة وبني شنقول وقماز وجامبلا وهرري وأوروميا وأوجادين والأمم الجنوبية وتيجراي، بالإضافة إلي مدينتين لهما وضع خاص وهما أديس أبابا وديرة داوا. علاقاتها بالعرب الأمهرة هي الأقلية العرقية الحاكمة في الحبشة علي مر العصور، ولديها حساسية مفرطة تجاه مختلف الأعراق داخل اثيوبيا وخارجها وخصوصًا المصريين والعرب، حيث تؤكد كتب التاريخ أن حكام الحبشة في القرنين 16 و17 تحالفوا مع مختلف الدول الأوروبية (مثل البرتغال وهولندا وإيطاليا) ضد الدول الإسلامية المجاورة (مصر، اليمن، الصومال)، رغم أن مسيحيي الحبشة كانوا يتبعون الكنيسة القبطية المصرية (حتي عام 1974) بما تستدعيه تلك العلاقة من حميمية واحتكاكات. ورغم أن أكثر من 70% من فيضان نهر النيل يأتي من النيل الأزرق الذي ينبع من هضبة الحبشة، إلا أن الأمهرة لم ينسوا حملة الحبشة التي قادها الخديوي إسماعيل (1874 - 1877) قبل نحو قرن من تحالف سفاري المضاد للمد الشيوعي (عام 1975) (والمكون من الولاياتالمتحدة ومصر والمغرب والسعودية وكينيا وإيران) والذي اعتبره رئيس اثيوبيا وقتها منجستو هايلا مريام مؤامرة مصرية موجهة ضد إثيوبيا وفي خطبة له عام 1979 حطم زجاجات مملوءة دماً علي اسمي مصر والسعودية. ومنذ 1991 أتت إلي الحكم حكومة يتزعمها ميليس زيناوي قائد جبهة تحرير تجراي (TLF الإنفصالية سابقاً) وهي علي علاقة وثيقة بالخرطوم. شهدت علاقات إثيوبيا تحسنا ملحوظا مع كل دول الجوار العربية ماعدا إريتريا التي يحكمها إساياس أفويرقي قائد الجبهة الشعبية للتحرير التجرينية (TPLF)، والتي كانت شديدة القرب (عرقياً وسياسياً) من جبهة تحرير تجراي (TLF) خلال سني الثورة. تهجير اليهود طبقاً لآخر إحصاءِ وطني للسكان 2007 ،يشكل المسيحيون 66.5 % مِنْ سكانِ البلادَ (43.5 % أرثوذكسي أثيوبي، 19.3 % طوائف أخري)، مسلمون 30.9 %، وممارسو المعتقداتِ التقليديةِ 2.6 %. وهناك أيضا مجموعة قديمة صغيرة مِن اليهود، (يسمون ببيت إسرائيل)، يعِيشُون في شمال غرب إثيوبيا، ومع ذلك هاجرَ إلي إسرائيل عدد كبير في العقود الأخيرة للقرنِ العشرينِ بتحفيز ودعم من الحكومة الإسرائيلية، فيما يعتبر بعض العلماءِ الإسرائيليينِ واليهودِ هؤلاء الأثيوبيينِ بأنهم القبيلة الإسرائيلية المفقودة، خصوصًا أن الاسمَ "إثيوبيا" (بالعبرية كوش) مَذْكُورة في التوراةَ مرات عديدةَ (سبع وثلاثون مرة). اثيوبيا تنتخب يتمتع رئيس الوزراء ميليس زيناوي الذي يحكم منذ 19 عاما، بفرص كبيرة للبقاء في السلطة بعد الانتخابات التشريعية التي تجري الاحد في اثيوبيا بينما تتحدث المعارضة ومنظمات حقوق الانسان جوا من الترهيب بعد اعمال العنف التي سبقت اقتراع 2005. وكانت المعارضة التي سجلت افضل اداء في تاريخها ومراقبو الاتحاد الاوروبي أدانوا حينذاك المخالفات في فرز الاصوات. وقتل 193 معارضا في قمع التظاهرات وسبعة من رجال الشرطة، حسبما ورد في تقرير برلماني. وصدرت بحق المعارضين الرئيسيين احكام قاسية بالسجن قبل ان يتم العفو عنهم. وحدها زعيمة المعارضة الشابة بيرتوككان ميديكسا اعيدت الي السجن في نهاية 2008 لانها رفضت العفو، حسبما تؤكد الحكومة. ولهذه الانتخابات التعددية الرابعة في تاريخ البلاد، تعهد ميليس بتنظيم "اقتراع حر وعادل وشفاف". ومع ذلك قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان الحزب الحاكم ضاعف الضغوط والتهديدات للحد من تأثير المعارضة "عبر تعزيز مراقبته للادارات منذ الانتخابات المحلية التي جرت في ابريل 2008 وادت الي فوزه ب 99.9 بالمائة من الاصوات" اذ ان المعارضة قاطعت الانتخابات. ويعول ميليس الذي اكد كل المراقبين انه الاوفر حظا للفوز في الانتخابات، علي تمسكه ببناء السدود علي نهر النيل إضافة إلي ادائه الاقتصادي بنمو يبلغ حوالي عشرة بالمائة وسيطرته علي التضخم وارتفاع الصادرات. ويشكل هذا البلد نقطة اساسية في مكافحة الارهاب. واكد دبلوماسي غربي "عندما يتعلق الامر بالاستقرار علي الامد البعيد في البلاد والمنطقة فان افضل خيار يبقي ميليس" زيناوي. واكد الخبير الفرنسي في شئون اثيوبيا رينيه ليفور ان سكان الارياف 83 بالمائة من اصل ثمانين مليون نسمة "ليسوا مهتمين بالاقتراع" لانهم "واثقون من انه محسوم سلفا". وتضم الجبهة الشعبية الديموقراطية الثورية الاثيوبية الحاكمة احزابا من كل المنطقة ملتفة حول حركة تحرير تيجريه المترمدة السابقة بقيادة ميليس الذي اطاح في 1991 الديكتاتور منجستو هايله ميريام.