ما يحدث بنادي الزمالك أمر يندي له الجبين بعد ان تحولت قلعة البطولات والانجازات إلي "خرابة" دون ان يحرك هذا ساكن أبنائه وعشاقه المخلصين أوتنتفض الهمم لانقاذ ما يمكن انقاذه داخل هذا الصرح الرياضي العملاق الذي بدأ في الانهيار أمام أعين الجميع دون ان يتدخل أحد ويستجيب لتوسلاته التي يطلقها ويصرخ بها منذ أعوام. ووصل الحال إلي حد الهروب من تحمل المسئوليات به من جانب أبنائه سواء علي المستوي الإداري أوالفني، والغريب أننا نجد من يتولي أي مهمة بالنادي يملأ الدنيا ضجيجا بأنه جاء من أجل الإصلاح وأنه سيقاتل لعودة القلعة البيضاء إلي سابق عصرها الذهبي المليء بالبطولات والانجازات، وبمرور الوقت نجده يتنصل من مسئولياته ويفضل "الهروب" عن الاستمرار في موقعه وتتبخر وعوده مع أول مواجهة حقيقية له مع أي من المشاكل التي يعاني منها النادي. أما علي مستوي الانهيار الذي يشهده الفريق الأول لكرة القدم بالزمالك فقد فشلت جميع المحاولات التي قامت بها مجالس الإدارات المختلفة التي تم تعيينها لإدارة النادي من قبل المجلس القومي للرياضة برئاسة المهندس حسن صقر الذي يري البعض أنه شريك أساسي فيما يحدث للنادي من انهيار علي جميع المستويات لاسيما كرة القدم.. واستكمالا للفوضي التي يشهدها الزمالك إداريا كان من الطبيعي ان تنال تلك الفوضي من فريق الكرة بالنادي الذي غابت شمس البطولات عنه منذ اربع سنوات كاملة لم يحصد خلالها سوي بطولة كأس مصر الموسم الماضي تحت قيادة الهولندي رود كرول المدير الفني للفريق ومعه محمد حلمي الذي تحمل الكثير من الانتقادات ومحاربة البعض له من أجل الحصول علي بطولة لناديه، والغريب ان جزاء حلمي كان الإقالة لا لشيء سوي تنفيذ لرغبات الألماني رانير هولمان المدير الفني الذي تولي المهمة خلفا لكرول والأغرب ان هذا الألماني شرب من نفس كأس الإقالة بعد شهور قليلة من رحيل حلمي. رغبات هولمان ولم تتوقف رغبات هولمان عند هذا الحل بل امتدت لتنال من طارق يحيي المدرب العام الذي تولي المهمة خلفا لحلمي ومعه معتمد جمال المدرب المساعد الذي أراد المجلس ان يضحي بهما "كبش فداء" للألماني الذي نال حتفه هو الآخر. والسؤال الآن.. هل وصل الحال داخل نادي الزمالك ان يهرب أبناؤه من خدمته؟! لدرجة أنهم يفضلون البقاء مع أنديتهم الأقل شهرة وجماهيرية عن الدخول في عش الدبابير بالقلعة البيضاء؟! والله زمان يا زمالك.. حين كان الكثير من هؤلاء يتغنون باسمك وفضلك عليهم ويؤكدون انك صانع نجوميتهم والسبب الرئيسي فيما وصلوا اليه حاليا ولولاك ما عرفهم أحد ولا أحس بموهبتهم ونجوميتهم أحد. الحاجة المحيرة هنا ان كل شخص يتولي مهمة تدريب الفريق الكروي سواء كان خواجة "ببرنيطة" أووطني "بعقده وشنيطة" يؤكد انه قادر علي تحويل نتائج الفريق ووضعه علي المسار الصحيح الذي يستطيع من خلاله ان يحصد البطولات ويحقق الانتصارات ويتغني بمهارات اللاعبين وقدرتهم الفنية والبدنية وبمرور الوقت نجده يحمل نفس اللاعبين مسئولية الهزائم ويتهمهم بالتقصير والاستهتار واللامبالاة وعدم وجود دوافع الفوز لديهم وأنهم مثل الموظفين يخوضون التدريبات والمباريات من باب تأديه الواجب فقط. هذا ليس دفاعا عن اللاعبين لأنهم بالفعل عليهم "اللوم" الأكبر فيما وصل اليه الفريق من انهيار بسبب أدائهم المتواضع وتفريطهم في طموح الفوز بشكل يثير استياء وإشمئزاز الجميع، مما جعل الزمالك "ملطشة" أمام الفرق المنافسة، وظهوره وكأنه فريق حديث العهد بلعبة كرة القدم ومازال يتحسس خطواته ببطولة الدوري الممتاز، بعد ان فضل لاعبو الزمالك الملقبون "بالمعلميين" مصالحهم الخاصة علي مصلحة القلعة البيضاء وأصبحوا يقدمون تأمين مستقبلهم و مستقبلي أسرهم علي تأمين بطولة لصالح الزمالك. ويبقي السؤال. هل سيظل الزمالك يستجير دون ان يجد من يجيره؟! هل ارتضي أبناء القلعة البيضاء الانهيار والهوان لهذا الصرح العملاق؟ أحمد هريدي