الذين يعرفون النجمة يسرا عن قرب لا يستطيعون اخفاء دهشتهم لحالة الضيق والتبرم التي تتملكها، في الفترة الأخيرة، كلما انتقد البعض المسلسلات الدرامية التي تقوم ببطولتها، وزادت الدهشة لتتحول إلي صدمة أحياناً، في كل مرة تنهال فيها، عبر حواراتها، بالهجوم علي النقاد والصحفيين، وهو ما لم تفعله طوال مسيرتها الفنية. من هنا يفرض الحديث مع النجمة يسرا نفسه لنتعرف علي أسباب غضبها، وثورتها، وأيضاً تفند لنا ما قيل عن مجاملتها لإلهام شاهين في أبوظبي.. وقضايا أخري. لماذا يعتريك احساس في الآونة الأخيرة بأنك تتعرضين للهجوم؟ ربما لأنني أتواجد علي الساحة الفنية التليفزيونية كل عام وأقدم عملاً تليفزيونياً يناقش قضايا مهمة شأني شأن نجوم كبار مثل: نور الشريف ويحيي الفخراني.. ولو لم أتواجد علي المائدة الرمضانية لاختلف نوع النقد وسيكون إيجابياً لكن القضايا الكبري تخلق نقداً سلبياً وهو ما بدأت أشعر به عندما انتظمت في تقديم "أعمالي" في رمضان من كل عام وعموماً النقد يختلف في السينما عنه في التليفزيون لأن النقد التليفزيوني يتعرض لحلقات قد تصل إلي 30حلقة وقبلها بأيام، وبعدها بعشرة أيام يستمر النقد ويتواصل وبذلك دخلنا في 50 يوماً من التوقعات والنقد والهجوم. ولماذا يري الفنان أن أي نقد وراءه مصلحة شخصية؟ بصراحة لأنني أستغرب جداً لأنهم ينتقدون كل المسلسلات معاً بما يعني أنهم استطاعوا مشاهدة كل هذا الكم الهائل من المسلسلات التي تُعرض في رمضان في حين أننا كممثلين وجمهور لا نستطيع مشاهدة تلك الأعمال بسبب الزحام الشديد علي الشاشات الفضائية وأعلم جيداً بأن هناك بعض النقاد يشاهدون حلقة واحدة فقط ثم ينتقدون العمل علي أساس توقعاتهم واجتهاداتهم، وهناك من ينتقد العمل علي أساس عدم حبه ليسرا، ومن خلال تصوراته عن المسلسل ولا أدري الأسباب، فهي أمور تخصهم علي أية حال. ألم يكن هناك نقد موضوعي لمسلسل "في أيد أمينة" خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقة بين رئيس التحرير والصحفيين؟ الهجوم طال المسلسل قبل أن يعرض والعلاقة بين شامل وأمينة كانت من منطلق الحب لأنهما كانا زملاء في الجامعة وكانت بينهما قصة حب لكن "أمينة" رفضت الارتباط به خوفها من طموحه المدمر لذا اضطررنا لإعادة هذا الكلام في أكثر من حلقة لكن "شامل" كان دائم الوقوف بجانبها ومواقفه السلبية تجاهها كانت ناتجة عن رفضها له في البداية، لكن المعاملة بينهما لم تكن بين رئيس التحرير وصحفية علي الاطلاق بدليل أنهما تزوجا في الحلقة الأخيرة من المسلسل. وما تعليقك علي اتهام كاتب المسلسل بالسطحية في معالجته للقضايا الكبري؟ لقد تعرض المسلسل لعدة قضايا مهمة مثل قضية البطالة وخطف الأطفال الرضع وبيعهم وقضية بيع الأعضاء وأيضاً أطفال الشوارع وزواج البنات في سن مبكر وظاهرة تعاطي المخدرات بالنسبة لأطفال الشوارع وكذلك الأزمة الاقتصادية ورغيف العيش وحوادث السيارات وبالتالي لم نستطع تقديم حلول لأننا لا نملكها وليس مطلوبا من أي فنان تقديم الحلول، لكن المطلوب منه أن يحرض ويشجع المشاهد علي التفكير في الحلول وعندما ندق ناقوس الخطر فإننا نقول إن هناك 3 ملايين طفل ليس لديهم مأوي ونلقي الضوء علي وجود خط تحت رقم 16000 لخدمة الأهالي وهو تابع لمركز الأمومة والطفولة. لكنك علي غير العادة غضبت من النقد ونظرت إليه بوصفه هجوماً؟ ما أزعجني أن الهجوم والنقد كان سطحياً فقد ركزوا علي ملابس يسرا وشكلها وشعرها وتركوا كل القضايا التي تعرضنا لها في المسلسل، مما جعلني أتساءل لمصلحة من يتم تشويه قضايا مهمة كتلك التي رصدناها؟ ولماذا توقفت علاقتك والسينما بعد فيلم "ما تيجي نرقص" مع المخرجة إيناس الدغيدي؟ لم أهجر السينما وهي موجودة في أولوياتي لكنها مؤجلة لأن المسلسل الدرامي الآن أصبح يستغرق تصويره 6 أشهر وبعد عرض المسلسل نحضر حوالي 55 ندوة عن المسلسل، وطبيعي أن أكتشف أن السنة انتهت فجأة إلي جانب أن شهر رمضان اقترب جداً من فصل الصيف وبالتالي لابد من تحضير المسلسل قبل شهر رمضان بستة أشهر وبالتالي لا أجد وقتاً للسينما، بالإضافة إلي أن مرض والدتي جعلني أحرص علي أن أظل بجانبها لأساعدها لكنها بالرغم من ذلك تطلب مني النزول لمتابعة أعمالي. وماذا عن مشاريعك السينمائية المقبلة؟ هناك ترشيحات لأفلام سينمائية جديدة من المؤلف تامر حبيب وأيمن بهجت قمر وعلمت بأنني مرشحة لفيلم سينمائي أمام الزعيم عادل إمام وأنا سعيدة جداً بهذا الخبر. معني ذلك الثنائي عادل إمام ويسرا من جديد بعد غياب طويل عن السينما؟ لقد تعاوننا منذ وقت قريب في فيلم "عمارة يعقوبيان" لكن دوري كان ضيف شرف، وبالتالي لا أخفي سعادتي الشديدة لأني سأقف مرة أخري أمام عادل إمام، فإحساسي دائماً مختلف وأنا أقف أمامه. وهل صحيح أنك هجرت الغناء إلي غير رجعة؟ من قال هذا؟ أنا أعشق الغناء ولم أهجره بدليل أن هناك أغنية أجهزها من تأليف أيمن بهجت قمر. ما مصير "الكليب" الذي صورته من قبل؟ وهل هناك نية لضم أغانيك في ألبوم واحد؟ بالفعل عملت أغنية فيديو كليب مع الفنان حسين الإمام وأخذها المنتج ووضعها "في الدرج" ثم اشترتها الفنانة إسعاد يونس ونسيتها أيضاً وذكرتها بها فوعدتني بالبحث عنها وعرضها أو بيعها لقنوات "ميلودي" ولدي أيضاً كليب "حب" الذي يعتبر رسالة سلام إلي العالم وحقق صدي كبيراً.. ولو أتيحت لي الفرصة لقمت بضم كل هذه الأغنيات في ألبوم غنائي. ما ردك علي ما أثير حول مجاملتك لإلهام شاهين عندما كنت عضواً في لجنة تحكيم مهرجان أبوظبي السينمائي؟ "باستغراب" عندما أكون عضو لجنة تحكيم في مهرجان دولي لا أجامل أبداً حتي لا أشكك العالم في نزاهتي وفي نفسي، وقد كنت رئيس لجنة تحكيم مهرجان قرطاج الدولي ولم أعط لمصر جائزة لأن مستوي الأفلام كان سيئاً جداً لكن إلهام شاهين حصلت علي إجماع اللجنة وأنا آخر عضو في لجنة التحكيم منحها صوته حتي لا أكون متحيزة لها ولبلدي وعيب أن يتم التشكيك في لأنني قاضية والتشكيك يطعن في موضوعيتي كما أن إلهام شاهين قدمت حالة رائعة في فيلم "خلطة فوزية" ولم تعلم بالفوز الا عندما اعلنها جمال سليمان علي خشبة المسرح. هل تأثرت أعمالك ونجوميتك سلباً بعد اختيارك سفيراً للنوايا الحسنة؟ إطلاقاً فهو يقوي أعمالي الفنية ويدعمها بعدما أصبحت أنظر إلي الأمور برؤية مختلفة فيها تعمق، فهناك مليون طفل يموت سنوياً في أفريقيا بسبب تلوث المياه. وماذا عن مشروعك المسرحي المؤجل طويلاً مع المخرج خالد جلال؟ منذ آخر مسرحية قدمتها من إخراج خالد جلال وهي "لما بابا ينام" ونجحت نجاحاً كبيراً مازلت أنتظر تحقيق مشروع فني سيجمع بيني وبين مجموعة من أصدقائي لكن تشغلنا بعض الأعمال الدرامية واختلاف الظروف وهو ما يعوق تنفيذ المشروع.