فجرت الدكتورة مني محرز رئيس المعمل المركزي للرقابة علي الانتاج الداجني مفاجأة خطيرة في ملف انفلونزا الطيور حينما كشفت امس عن ورشة عمل نظمتها منظمة الفاو عن مؤشرات علي تحور جديد في فيروس مرض انفلونزا الطيور اكثر شراسة، وهو ما يتطلب تغيير اللقاح المستخدم في مقاومة المرض. وتأتي هذه التطورات لتزيد من مخاوف تحدد الفيروس وانتقاله بين البشر خاصة مع تزايد معدلات الاصابة في مصر والتي وصلت حتي الآن الي 34 اصابة بشرية ووفاة 14 اخرين واوضحت ان هناك مخاطر جسيمة تواجه مصر نتيجة للطيور المهاجرة حيث يمر علي مصر 5.4 مليون طائر مهاجر في 65 موقعا مما يؤدي الي وجود انواع مختلفة من الفيروس مشيرة الي ان هناك خطورة اخري من جانب الدول المحيطة والتي ليس بها خدمات بيطرية بالقوة المطلوبة مما يشكل خطورة علي مصر واعترفت بفشل الحكومة في السيطرة علي الطيور المصابة حيث انها مازالت تتحرك بين المحافظات دون رقابة. وقالت محرز ان اجمالي البؤر المصابة بانفلونزا الطيور منذ بداية الازمة حتي الآن بلغ حوالي 1271 حالة مصابة منها 856 حالة بالمزارع و 415 بالتربية الريفية موزعة علي 21 محافظة مشيرة الي ان اعلي اصابات كانت في محافظة الشرقية تليها القليوبية والجيزة. واضافت ان المعمل قام بفحص 124 الف عينة منها 22 الفا بالمزارع و 102 الف بالقطاع الريفي. وفيما يتعلق بالحالات البشرية ذكرت د. محرز أنه منذ بداية انتشار المرض تم اصابة 12 طفلا وتوفيت 19 سيدة منهن 15 سيدة بالاضافة الي اصابة ثلاثة رجال توفي منهم شخص وانتقدت د/ محرز عمليات التحصين مؤكدة انها لا تتم بالكفاءة المطلوبة حيث ان هناك حاجة لتوعية وتدريب العاملين بالطب البيطري والقطاع الريفي علي اجراءات التحصن. ودعت المنظمات والجهات الدولية الي ضرورة دعم ومساعدة مصر للتخلص من المرض ولكي تستطيع الخدمات البيطرية القيام بدورها. واشارت الي ان اجمالي التعويضات التي تم صرفها علي المتضررين من المرض حوالي 15 مليون جنيه بمصر مما تسبب في مشكلة كبيرة وهي قيام بعض المربين بإعدام طيورهم رغبة في التعويض ولمعرفتهم الجيدة بأنهم غير قادرين علي بيعها. ومن جانبه اكد الدكتور صابر عبد العزيز مدير عام الادارة العامة للاوبئة وامراض الدواجن بالهيئة العامة للخدمات البيطرية أنه لم يتم حتي الآن اتخاذ القرار السليم في عمليات تعويض المزارع مشيرا الي انه لم يتم الاتفاق بين الجهات الحكومية المعنية علي كيفية تعويض اصحاب المزارع المتضررين واضاف ان هناك ضرورة لتعويض المربين بالقطاع الريفي لتشجيعهم علي الابلاغ عن الاصابات والتعاون دون خوف. واشار الي انه تم تحصين 700 مليون طائر بالمزارع حتي الآن بالاضافة الي 5 ملايين طائر بالقطاع الريفي موضحا وجود 21 مليون جرعة جديدة سيتم تخصيصها لتحصين التربية الريفية. واوضح ان التربية الريفية في حاجة الي 600 مليون جرعة سنويا نظرا لأن اعداد الطيور في هذا القطاع تبلغ 300 مليون طائر يتم تحصينها مرتين سنويا واعترف بوجود عجر في المجازر مؤكدا ان طاقة المجازر لا تستوعب سوي 30% من الانتاج.