يطالب البعض برِقابة دولية علي الانتخابات البرلمانيه القادمة ظناً منهم أن هذا الطلب سيحقق لهم النجاح والحصول علي مَقاعد في مجلس الشعب وهذاحلم جميل نتمني لهم أن يعيشوا فيه لاطول فترة مُمكنة واذا كنت من أول المُعارضين لوجود رقابة دولية علي أي شيء في بلدنا التي أحبُها لدرجة العشق..والتي أصبحت لا تُبادلني هذا الحب..وتضن علي بهذا العشق..فالبرغم من أنه يصعُب علي حصر كل ما هو سيئ..وكل ما هو تجاوز..وكل ماهو مُؤلم..وكل ماهوفَاسد..استغلال نفوذ..تواطؤ..إهدار مال عام..مَحسوبيةِ..رشوة..التزوير الذي هو مَربط الفرس في هذه المقالة..إلا أنني أرفض أي ِرقابة دولية من مُنطلق وطني مُرتبط بتربيتي التي أتمني أن أتمسك بها حتي لقاء ربي..المُهم وبعيداً عن الحس الوطني فالمُطالبون بالرقابة نسوا أو تناسواالخِبرات والقُدرات الكبيرة غير المَحدودة في الخِداع والمُناورة والتزويرالتي يتمتع بها كثير من قِيادتنا الفريدة علي مُستوي العالم..والتي لو استخدموها في التعامل بها مع الدول الكبري لاستطعنا أن نجعل العالم يلفظ إسرائيل ونكون نحن المُدللين..ولكن هم يستخدمونها معنا لاستجابتنا السهلة لكل ما يفعلونه بنا والتي تجعلهم ينجحون في استخدام المُراقبين الدوليين في تزويرالانتخابات..فقد نجح الماهرون مِنهم علي مرالتاريخ القديم والحديث تدريبنا علي الهُتاف والتأييد والدعاء والشكر والامتنان لقيادتنا مهما فعلوا بنا..وصلت لأن نهتف لهم في الهزيمة والنصر والانتعاش والفقر..وحينما تغيرالعالم فأصبح قرية صغيرة سُمح لنا بترديد الشعارات من نوعية الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان..الي آخره وفهم الكثيرون الموضوع غلط..فبدأ الشعب يعبرعن نفسه ويشهد الجميع أنه كان هناك ما يسمي بسقف الحرية..بل وصل هذا السقف لان يكون كابورليه يذاع علي جميع القنوات المحلية والعالمية..وتحول الهتاف والتأييد الي اعتراض وتغيرالدعاء والشكر والامتنان الي الدعاء عليهم والحسبنة وكأننا أصبحنا نُمارس الديمقراطية علي أحسن مايكون..فحدثت مُظاهرات..احتجاجات..اعتصامات.. لم يتعرض لكثير منها احد من منطلق ان زي ماتركتك تقول اللي إنت عايزه..أنا برضه هاعمل اللي أنا عايزه وإبقي قابلني!! واذاكانت السقطة الكبيرة غير المَدروسة لنتائج انتخابات الشوري والتي جاءت خالية من مهارة التزويرلعدم الاهتمام والاستهتاربالقوي السياسية التي لانَستطيع أن نصفها كلها بالقوة ولكن لايجب ألا ننكرشعبية القليل منها..وبعد ما شاب هذه الانتخابات من تزويرأراد الرئيس مبارك إعطاء رسالة للجميع بضرورة نزاهة الانتخابات البرلمانية..واذاكنت اثق تمام الثقة في رغبة ونية ومصداقية تأكيد الرئيس مبارك علي ضرورة نزاهة الانتخابات فهو يقصد ذلك ويريده ولكنني لا أثق في كثير من القيادات ذات المصلحة التي تجد في نزاهة الانتخابات ضياعاً لمصالحهم فلم يستطيعواأن يطيقوا صبراًعلي تأكيد السيد الرئيس..فاتخذوا من الإجراءات السريعة ما يعطي إنطباعاً بعدم وصول إشارة الرئيس لهم..فحينما يرفض تليفزيون الدولة اذاعة إعلانات إرشادية بمُقابل لحزب الوفد..هذا الحزب الكبيرالذي يحاول إثراء الحياة السياسية بالطرق المَشروعة لو أخذ فرصاً حقيقية وحصل علي عدد من المقاعد لشعبية موجودة بالفعل مع فارق الإمكانات مع الحزب الحاكم تعطي انطباعاً جيداً ولوبسيطاً في مسألة النزاهة..والتي تصب في مصلحة الوطني الذي يفرط في كثير من شعبيته بمُحاولاته الدائمة للسيطرة الكاملة بكل الوسائل علي الحياة السياسية بمصر التي أحكم قبضته عليها بجذب كباررجال الاعمال لكوادرالحزب والتي وجدت السلطة والنفوذ في يد هذا الحزب..فأصبح الحزب جاذباً لكل من يطمع في السلطة والمال..وإذا تابعنا أحاديث المسئولين وكوادر الحزب عن الانتخابات القادمة والتي هي دعاية واضحة للحزب وبرغم أن الجميع يصرعلي ذكرتوجيهات الرئيس مُبارك بنزاهة الانتخابات إلا أنك لا تستطيع أن تَشعر بالثقة والصدق في أحاديثهم..ولذا يجب ألا يذهب الجميع بخيالهم بتوقع نزاهة الانتخابات ،.فكيف نتوقع نزاهة الانتخابات من الذين يسيطرون علي الانتخابات لمدة ثلاثين عاماً وان يتخلوا طواعية عن أطماعهم بين يوم وليلة?..نتمني أن تحدُث المعجزة ..فهل تحدث..نرجو ذلك..ولن نفقد الامل.