صورة الشهيد الصغير إيلان كردي الذي قذفته أمواج البحر المتوسط إلى أحد الشواطئ التركية قبل أن يكون لحمه الطري غذاء لأسماك البحر المتوحشة آلمتني وأوجعت قلبي - مثل أي أب أو إنسان يجري في عروقه دم ..الصورة هزت ضمير العالم وحاكمت ضمير الإنسانية وأوجعت من الجميع الضمير.. موجة من الغضب والحزن اجتاحت العالم، عقب نشر صورة جثة هذا الملاك الصغير إيلان وهو مسجى على بطنه وكانه يعطي للعالم ظهره في رسالة عتاب لضمير الإنسانية الذي تركه وأطفال سوريا يواجهون الموت يوميًا دون أن يحرك ذلك ساكنًا .. البعض سالت دموعهم، وكثيرون تألموا ..وكافة الدوائر الصحفية والإعلامية أجمعت على إن إيلان وأطفال سوريا وشقيقه لم يغرقوا وإنما الذي غرق هو الضمير العالمي وضمير الإنسانية ..المنصفون أكدوا أن الذي غرق هي أمة المليار مسلم التي لم تقدم أي دعم لهؤلاء اللاجئين وتركتهم يجوبون البحار هربًا إلى الدول الأوروبية مما تسبب في غرق ما لا يقل عن 2147 سوريا معظمهم من النساء والأطفال أثناء الهجرة غير الشرعية.. والسؤال الذي يبحث عن إجابة هل تمر صورة إيلان كما مرت من قبل صورة الطفل الفلسطيني محمد الدرة التي التقطها مصور فرنسي خلال انتفاضة الأقصى دون أن يتحرك ضمير العالم ضد وحشية إسرائيل؟! هل يتحرك أحرار العالم لإنقاذ السوريين من جحيم الحرب وجحيم البحر؟ هل تسمح الأنظمة العربية بفتح أبواب دول الأشقاء لاستقبال اللاجئين السوريين بدلا من ان نصرخ ونتوسل من دول الغرب لفتح أبوابها لهم وعددهم يقترب من 4 ملايين سوري ؟.. إنني أعتقد أن الأمواج قذفت بجثة الصغير إيلان إلى الشاطئ لتصفع ضمير العالم، حتى يبقى إيلان شاهدًا على الحال التي وصلنا إليها من جرم وخذلان، ..علينا نحن العرب ان نتوقف مع أنفسنا لأن منظرنا أصبح «فضيحة» وبلاد الكفر بعدلها وتسامحها أصبحت تفوق بلاد الإسلام التي أغلقت حدودها في وجه اللاجئين السوريين بدلا من أن تكون الأم البديل! ورغم حزني على إيلان والأشقاء السوريين إلا أنني أنحني احترامًا وتقديرًا للمصورة التركية نيلوفر دمير التي التقطت تلك الصورة التي هزت ضمير العالم وأسعدتني المهنية العالية التي تتحلى بها وهي تقول، قمت بواجبي كصحفية والتقطت صورة إيلان لتوصيل احتجاجه إلى العالم،