فتح توافق الجمهوريين والديمقراطيين، في لجنة العلاقات الخارجية، بمجلس الشيوخ الأمريكي، حول مشروع قرار جديد، يختصر مدة مراجعة الاتفاق النووي في 30يوم، ويطلب من طهران في صيغة مخففة، الالتزام بعدم تشجيه الإرهاب، اقول فتح هذا التوافق ، شهية البيت الأبيض أخيرا، للإعلان عن استعداد الرئيس أوباما ، التوقيع علي هذا المشروع المعني بالوصول الي تسوية سلمية للملف النووي الإيراني، بدلا من حرب جديدة في الشرق الأوسط، لن يتم كسبها إن لم تنجح الادارة الأمريكية في اختراق الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، وأن تقبل بحقه في مراجعة بنود الإتفاق ، بدلا من التشبث بتمريره ، من خلال حق الرئيس المنفرد في توقيعه، واستخدام الفيتو ضد أي قرار يصدره الكونجرس يعارض الاتفاق! من المعروف لكل المتابعين، أنه كان هناك جدل ذائع الصيت- إذا جاز التعبير- داخل ايران، حول مذكرة التفاهم التي تم التوصل اليها ب" لوزان" في 2 ابريل الجاري، وذلك لإعتبارين مهمين، الأول: التباين الملحوظ في القرائتين الإيرانيةوالأمريكية، للتفاهمات التي تم التوصل اليها، ففي حين إعتبرت ايران أن التوقيع علي الإتفاق النووي، يجب أن يتزامن مع رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها بعد 12 عام من المفاوضات، غير أن واشنطن تؤكد دائما ، أن العقوبات سوف ترفع تدريجيا، طبقا لمدي إلتزام إيران بتنفيذ بنود الإتفاق، وبعد تقرير يصدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد نجح رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو، في استغلال هذا الجدل في لقاء الكونجرس الأخير، والمغضوب عليه من الإدارة الأمريكية! وقد فطن أوباما أخيرا، الي أن معركته مع غريمه نتانياهو، علي خلفية سعي الأول للبحث عن تسوية سلمية للملف النويي الإيراني، لن يتم وكما سبق أن قلت، إلا باختراق الكونجرس بمجلسيه، وبذلك يكون اوباما، قد نجح في إغلاق الطريق علي فرص نتانياهو، في تقليب الكونجرس الأمريكي، خاصة الجمهوريين ضد الإتفاق، وضمن كذلك احترام حق الكونجرس ، في أن يكون له القول الأول والأخير في مشروعيته، فضلا عن أنه انهي حالة التوتر المتصاعد، مع الحزب الجمهوري، بعد العزم السابق ،علي تمرير الاتفاق دون انتظار موافقة الكونجرس! اتفاق لوزان، ومنذ الإعلان عنه، استقبله العديد من المحللين، بتشاؤم صريح، حتي وصفه البعض، بأنه اتفاق واحد، ولكن بنسخ متناقضة، رغم وجود بيان مشترك واحد، غير أن معارضيه في تل ابييب والولايات المتحدة، استغلوه أسوأ استغلال، لشن مزيد من الهجوم عل االرئيس أوباما، الذي وجد ضالته في التوافق الجمهوري – الديمقراطي الأخير، ليخرج لسانه لنتانياهو، غريمه الصهيوني! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.