كان الكيان الصهيوني، لايرتاح لإدارة الدبلوماسي الداهية أحمد أبو الغيط ، لملف السياسة الخارجية المصرية في السنوات الأخيرة من عهد مبارك، وقد كشفت الوثائق الأمريكية السرية، التي سربها موقع "ويكيليكس" في آواخر عام2010، أن أبو الغيط، ممثلا لمصر، رفض دعم الطلب الإسرائيلي في حربه ضد غزة، وتسليمها ل تل ابيب بعد هزيمة حماس، علي خلفية الهجوم علي قطاع غزة نهاية 2008 وبداية2009، بما أغضب تل أبيب، وقد قالت الوثيقة: " أن رفض القاهرة وموقف أبو الغيط، كانا وراء عدم قيام اسرائيل بالقضاء علي حماس، وقد كتبت- آنذاك- وفي نفس المكان تحت عنوان " اتهامات بطعم الاشادة "، ما نصه: " لو أن أبو الغيط، أنفق نصف مايملك لتبرئة إدارته للسياسة الخارجية المصرية، من اتهامات البعض بالانحياز إل ايسرائيل علي حساب القضية الفلسطينية، ما أنصفه ذلك، ولا أسعفه ماله كله، علي نحو ما أنصفته وثائق ويكيليكس، وأذكر أن أبو الغيط، إتصل بي وشكرني، فيما كان هو الأولي بالشكر والثناء، من كل المصريين. كان أبو الغيط، رجلا وطنيا لأبعد حد، وكان حادا كالسيف حين يتحدث باسم مصر في المحافل الدولية، وقد كشفت ويكيليكس عن رؤية الجانب الأمريكي لمصر وسياستها الخارجية، حيث وصفتها إحدي البرقيات المسربة بالقول: " وعلي الرغم مما تبديه مصر من حسن التعامل مع السياسة الأمريكية، إلا أنها حليف عنيد ومتمرد" . تذكرت هذا الذي أشرت اليه آنفا، وانا أتابع فعالية تدشين البرنامج التدريبي لدفعة 48 من الملحقين الدبلوماسيين الجدد، بمعهد الدراسات الدبلوماسية بالقاهرة الأسبوع الماضي، والتي حملت اسم وزير الخارجية الأسبق أحمد ابو الغيط، ، تقديرا لمشواره الزاخر بالإنجازات والنجاحات. كان مثل هذا الاحتفال، يتم في الماضي البعيد في هدوء، ودون أن تحمل الدفعات اسم وزير سابق، حتي تولي أبو الغيط منصبه الوزاري، فأرسي تقليد تسمية دفعات وزارة الخارجية بأسماء قامات الدبلوماسية المصرية، تقديرا لجهودهم في خدمة الوطن ورعاية مصالحه، ليكون بمثابة نموذج لتواصل الأجيال، حيث الحوار المستمر بين كبار السفراء وشباب الدبلوماسيين، فضلا عن تبادل الخبرات واستخلاص الدروس المسفادة من تجارب الآخرين، وقد حانت ساعة الوفاء، ورد الجميل لتحمل الدفعة 48 اسمه. لم يبالغ صديق المحررين الدبلوماسيين، السفير الدكتور هشام النقيب مدير المعهد البلوماسي بالقاهرة، وأحد تلامذة أبو الغيط، حين لفت إلي أن الوزير الأسبق، كان ولا يزال صاحب مدرسة دبلوماسية فريدة، حيث التفاني من أجل الوطن وتنمية القدرات المهنية من خلال الاطلاع المكثف، والتعليم المستمر، والتعاطي مع مؤسسات المختلفة، وأجهزتها الأمنية والسياسية، فضلا عن اهتمامه بالحياة الإجتماعية والأسرية للدبلوماسي، باعتبارها الإطار الذي يحتضنه ويساهم في تكوينه النفسي والمهني. كان أبو الغيط خلال الحفل، فائقا في لياقته الوطنية كعادته، حين وجه الملحقون الجدد الي " العمل ثم العمل"، قبل، أن يؤكد علي أن مصر، كانت وستظل درع العرب وصمام الأمان في المنطقة، وأنها ستتخطي الأزمات، وتنتصر علي اعدائها بالداخل والخارج. مبروك علي الدفعة 48" خارجية"، اسم الوزير " الصقر" أحمد ابو الغيط. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.