تحدثت فى مقال سابق منذ شهور عديدة عن ان المرحلة التى تمر بها بلادنا حاليا تحتاج الى تكاتف وتضامن الجميع من اجل اعادة بناء الوطن وتنميته بالشكل الذى نرجوه ونأمله خصوصا بعد ثورتى يناير ويونيو المجيدتين واكدت على ان الوطن فى هذه المرحلة يحتاج الى الاقتراحات والافكار المميزة لحل مشاكله المتنوعة وطلبت من مؤسسات الدولة وهيئاتها ومنظمات المجتمع المدنى ان تعمل من اجل هدف واحد وهو طرح الحلول الممكنة للازمات التى يعانيها الوطن والمواطنين فى هذه المرحلة وتطرقت فى الحديث الى دور المؤسسات الصحفية فى خدمة المجتمع خصوصا ان الاعلام لم يصبح دوره مقصورا على نقل الاخبار والتثقيف والترفيه والتعليم فقط بل تطور وتنوع الى نقل الخبرات وتنمية المهارات في مختلف مجالات النشاط الإنساني وكذلك الإسهام في حل مشكلات المجتمع بإلقاء الضوء عليها، والتوعية بها، واقتراح أفضل الحلول لمعالجتها.بالإضافة الى رفع مستوى الثقافة وتطوير الفكرالعام للمواطنين فى المجتمع . وتكوين رأي عام مستنير حول قضاياه سواء الداخلية اوالخارجية. والاهم هو معاونة قطاعات الخدمات المختلفة في تأدية رسالتها وتقويمها وتقديم الافكار والمقترحات اللازمة لتحديث وتطوير عملها. ومن هنا يتأكد لنا ان للاعلام دورا هاما فقط ومؤثر فى بناء اى مجتمع وتطويره وذلك فى اطار نظرية المسئولية الاجتماعية والتى تؤكد على اهمية الدور المجتمعى للاعلام من خلال طرح واضح وحقيقي لما يواجه المجتمع من مشكلات وتقديم الحلول الممكنة لها. ولذلك كنت قد تقدمت بثلاث اقتراحات من خلال هذه النافذة بالمسائية التابعة لمؤسسة اخبار اليوم الى المؤسسات الصحفية الثلاث الكبرى فى مصر وهى مؤسسة اخبار اليوم التى اتشرف بالانتماء اليها ومؤسسة الاهرام و مؤسسة دار التحرير وكانت الاقتراحات الثلاث محددة فالاقتراح الاول كان اقامة مجموعة من المؤتمرات والندوات وورش العمل لمناقشة وضع مصر الراهن والتحديات السياسية التى تواجها الان وكيفية الوصول الى نقطة التقاء بين كل اطياف الشعب المصرى بحيادية وموضوعية وعلى اساس علمى من خلال اراء ومقترحات الممارسين والاكاديمين فى الشأن السياسي. والاقتراح الثانى ان تقوم احدى المؤسسات الصحفية بالتعاون مع وزارتى السياحة والاثار فى دعوة اوائل طلاب جامعات العالم لزيارة مدن مثل الاقصر واسوان و جنوبسيناء وغيرها من الاماكن السياحية ومحاولة الاستفادة من هؤلاء الطلاب ليكونوا خير سفير دعائى للسياحة المصرية فى بلادهم ونقل صورة حقيقية لما يدور فى المجتمع المصرى بعد 30 يونيو والاقتراح الثالث كان اقامة مؤتمر اقتصادى موسع يشارك فيه اساتذة وخبراء الاقتصاد ليضع الكل رؤيتة ويتم التوافق على الوصول الى خارطة طريق اقتصادية بتوقيتات محددة للنهوض بالاقتصاد المصرى ويتبناها رئيس الدولة القادم ايا كان وكان هذا تحديدا ابان تولى الرئيس المؤقت عدلى منصور مقاليد الحكم فى مصر ومرت ايام طويلة ولم اجد ايا من الافكار التى طرحتها او يطرحها الاخرين يلتفت اليها احد ولم اكل ولم امل واستمريت فى تقديم افكار اخرى حول الاستفادة من مرفق السكة الحديد ومرفق مترو الانفاق وانا على يقين ان يأتى يوم واجد فيه الافكار التى تقدم من اى عقل مصرى للنهوض بالوطن قيد التنفيذ حتى جاء الاسبوع الماضى حين اعلن الكاتب الصحفى الكبير الاستاذ ياسر رزق رئيس مجلس ادارة اخبار اليوم عن اقامة مؤتمر "أخبار اليوم" تحت عنوان "مصر.. طريق المستقبل" والذى يرعاه رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى. وبحضور رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب والذى بدأ امس وتنتهى فعالياته غدا . فكنت فى غاية السعادة بتحقق حلمى ان تقوم المؤسسات الصحفية بدورها المجتمعى الذى توقعته من اجل تحقيق نهضة الوطن وانا على ثقة تامة بامكانات مؤسسة اخبار اليوم وامكانات رجالها وعلى رأسهم رئيس مجلس ادارتها فى ان يخرج هذا المؤتمر بالشكل المرجو منه وان يحقق العديد من النتائج التى تفيد الوطن اقتصاديا . وهذا المؤتمر يعتبرالاول والاكبروالاضخم فى مصر بعد ثورة يناير المجيدة ويشارك فيه العديد من الوزراء منهم التخطيط ، المالية ، التجارة والصناعة ، التضامن الاجتماعي ، البترول ، الكهرباء ، السياحة ، الإسكان ، النقل، الطيران المدني ، التموين والتجارة الداخلية ، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، الزراعة واستصلاح الأراضي ، ورئيس الهيئة العربية للتصنيع ، ومحافظ البنك المركزي.بالاضافة الى رجال الاعمال المصريين وشباب الاعمال والمستثمرين العرب والأجانب والشخصيات العامة والعديد من سفراء الدول العربية والأجنبية، وممثلو الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي. ويهدف المؤتمر، كما اكدت مؤسسة اخبار اليوم إلى توضيح توجه الدولة الاقتصادي وتوضيح سياساتها في مجالات الضرائب والطاقة والأراضي، لتشجيع وجذب الاستثمار الوطني والعربي والأجنبي، والتحديد الدقيق لمعوقات الاستثمار وسبل تذليلها من ناحية التشريعات والإجراءات . وفى هذا الاطار اعلن العديد من خبراء الاقتصاد فى مصر ان الوطن كان فى حاجة ملحة الى عقد مثل هذا المؤتمر و المتوقع له ان يقدم رؤية واضحة وشفافة لما سيكون عليه الاقتصاد المصرى فى الفترة المقبلة وان يقدم اقتراحات مفيدة لتنميتة بل واعتقد ان هذا المؤتمر سيرسم خارطة الطريق الاقتصادية لمصر من اجل النهوض بالوطن وتأخذ مصر مكانتها التى تستحقها عن طريق الاستفادة من مواردها وعلمائها وخبرائها وشبابها فى تنميتها اقتصاديا . فتحية الى كل العاملين والقائمين على هذا المؤتمر الذى نتمنى له النجاح وتحية خاصة الى الصحفى المتميز ياسر رزق لدعمه واقامته لمثل هذه المؤتمر فى مؤسسة اخبار اليوم العريقة . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.