القاهرة: وافق شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي على عقد الاجتماع المقبل للجنة المشتركة للحوار بين الأديان بالازهر الشريف والكنيسة الأنجليكانية في القاهرة يوم 25 فبراير المقبل. وتناقش اللجنة حسبما أوضح وكيل الأزهر الشيخ عبد الفتاح علام، لجريدة الرياض السعودية ، موضوع الإيمان بالله ومحبة الآخر وذلك على مدى يومين بمقر مشيخة الازهر. وأضاف دكتور علام :"أن اللجنة تنعقد مرتين سنويا بالتناوب في مقر الكنيسة الانجليكانية وفى القاهرة لمناقشة كل ما يتعلق بسبل تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين ونشر مفاهيم الاخوة والمحبة والسلام وتوضيح مفاهيم الاديان السماوية في نبذ العنف وتشجيع الحوار لتحقيق الخير للانسانية". هذا وتحظى قضية حوار الأديان بجدل كبير في عالمنا العربي والإسلامي، حيث يرحب فريق من العلماء والمفكرين الإسلاميين بالحوار لدعم علاقات التعاون والتآخي بين المسلمين والمسيحيين والتخلص من كل رواسب الماضي التي افسدت العلاقة بين الطرفين، بينما يتحفظ فريق من العلماء والمفكرين حول جدوى الحوار الديني في ظل فشل المؤتمرات واللقاءات التي تمت بين عدد من علماء الإسلام ورجال الدين المسيحي في تحقيق التسامح الديني خاصة من جانب المسيحيين ومحاولات الغرب المستمرة توظيف مؤتمرات حوار الأديان لتحقيق أهداف سياسية ودعائية للغرب الذي لم يتخل حتى الآن عن مواجهة الإسلام. ويؤكد العلماء أن الحوار الديني هو أحد أشكال الحوار الحضاري الذي يفرض نفسه وتفرضه ظروف العصر وتحدياته بل هو الجانب الوحيد الذي يتم فيه الحوار بشكل مباشر وتعقد من أجله الندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية في الغرب أو في دول العالم الإسلامي .. والحوار الديني يكتسب أهمية كبرى في هذا العصر ويمثل أرضية ضرورية للحوار في المجالات الأخرى سياسية أو اقتصادية أو ثقافية ، لأن هدف الحوار الديني إشاعة روح التسامح بين أهل الأديان السماوية وإزالة كل أسباب التعصب الديني وعندما يتحقق هذا الهدف على أرض الواقع تتحقق باقي الأهداف وهي تحقيق التفاهم والتعاون في المجالات الأخرى ، فالتعصب الديني يقف وراء كل أو معظم الأزمات والصراعات التي حدثت في الماضي وتحدث في عالمنا المعاصر بين الغرب والعالم الإسلامي .