اتفق ممثلو الأديان السماوية الثلاث فى لقائهم بالقاهرة مع زعماء الأديان فى كازاخستان على أن حوار الأديان والحضارات ما زال شعارات، وأن القادة الدينيين أمامهم عبء إنقاذ العالم من الأخطار المالية والصحية والإرهاب، مؤكدين أن الإسلام يحترم حق الإنسان فى اختيار العقيدة التى يدين بها. ففى القاهرة أنهت 100شخصية من كبار المفكرين والعلماء ممثلى الأديان السماوية الثلاث مؤتمرهم مساء أمس الأول، الذى نظمته رابطة خريجى الأزهر، مؤكدين أن دعوات الحوار بين الحضارات لا تزال حتى الآن شعارات تتردد فى المنتديات والمؤتمرات دون أن تتحول إلى منهج علمى يقود إلى التقارب. وقالوا فى بيانهم الختامى إن الملتقى سوف يتبنى وضع ميثاق للحوار يقوم على الاعتراف المتبادل بين الأديان السماوية، والبحث عن القواسم المشتركة وأوجه الاتفاق لاستثمارها فى التقريب بين الأمم، وأكدوا ضرورة وضع ضوابط لأطر الحوار وحدوده والوقوف عند مناطق الالتقاء، التى تدعم فكرة الإيمان وتشيع أخلاقيات العلم والسياسة والاقتصاد. وطالب الملتقى بضرورة تسجيل رابطة خريجى الأزهر فى المجلس الاقتصادى والاجتماعى التابع للأمم المتحدة (الايكوسوك) حتى تتمكن الرابطة من تعظيم قدرتها على الحوار مع المؤسسات المدنية واستثمار طاقاتها فى تحقيق رسالة الأزهر. كما اتفقوا على إنشاء لجنة دائمة لمتابعة توصيات الملتقيات، التى تقيمها الرابطة وإيجاد الوسائل العلمية لتنفيذها وتقديم تقارير عما أنجز، وأبدت الرابطة استعدادها للمشاركة فى أى جهد عالمى يبذل لمواجهة مخاطر البيئة بما يملكه علماء الدين من قدرات على التأثير فى وجدان الشعوب. فى السياق ذاته، ومن كازاخستان أكد الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف، الذى يشارك ضمن وفد دينى رفيع المستوى يرأسه شيخ الأزهر فى قمة زعماء الأديان، الذى يشارك فيه ممثلون عن جميع الأديان احترام الإسلام لحق الإنسان فى اختيار العقيدة التى يدين بها. وأشار إلى أن احترام هذا الحق يؤدى إلى الاحترام المتبادل بين أتباع الأديان والتسامح، مشددا على أن هذا التسامح لا يعنى التنازل عن شىء من معتقدات أى دين لصالح دين آخر، بل يعنى القضاء على الأحكام المسبقة، ويصحح الأفكار الخاطئة لدى كل طرف عن الآخر، ويؤدى إلى تعرف كل دين على الأديان الأخرى بعيدا عن التعصب. وشدد على ضرورة ضلوع زعماء الأديان بدورهم فى إنقاذ العالم ومواجهة الأخطار المشتركة التى تهدد العالم كله فى العصر الحاضر، خاصة تلوث البيئة وأسلحة الدمار الشامل والأزمات المالية والاقتصادية العالمية وانتشار الأمراض الفتاكة التى لم تكن معروفة من قبل.