بكام الفراخ البيضاء؟ أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الأربعاء 8 مايو 2024    أخبار السيارات| أرخص موديل زيرو في مصر.. أول عربية من البلاستيك.. وأشياء احذر تركها في السيارة بالصيف    بعد احتلال معبر رفح الفلسطيني.. هل توافق أمريكا مبدئيًا على عملية رفح؟    الخارجية: توقيت تصعيد الجانب الإسرائيلي الأحداث في رفح الفلسطينية خطير للغاية    القنوات الناقلة لمباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    المدرج نضف|«ميدو» عن عودة الجماهير: مكسب الأهلي والزمالك سيصل ل4 ملايين جنيه    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة    تغير يكرهه المصريين، الأرصاد تحذر من طقس اليوم حتى يوم الجمعة 10 مايو    ياسمين عبد العزيز تكشف سبب خلافها مع أحمد حلمي    مقالب بطفاية الحريق.. ياسمين عبدالعزيز تكشف موقف لها مع أحمد السقا في كواليس مسرحة «كده اوكيه» (فيديو)    حسن الرداد: مش شرط اللي دمه خفيف يعرف يقدم كوميديا وشخصيتي أقرب لها|فيديو    عاجل.. أول رد من صالح جمعة على إيقافه 6 أشهر    مكاسب الأهلي من الفوز على الاتحاد السكندري في الدوري المصري    القاهرة الإخبارية: تعرض رجل أعمال كندي يقيم بالبلاد لحادث إطلاق نار في الإسكندرية    مفيد شهاب: ما قامت به إسرائيل يخالف اتفاقية السلام وتهديد غير مباشر باستخدام القوة    وفاة شقيقين مصريين في حريق شقة بأبو حليفة الكويتية    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    عيار 21 يسجل أعلى سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    البيت الأبيض يعلق على السخرية من طالبة سوداء في تظاهرات دعم غزة    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 8 مايو.. «هدايا للثور والحب في طريق السرطان»    محمد رمضان: فرق كبير بين الفنان والنجم.. واحد صادق والتاني مادي    تليجراف: سحب لقاح أسترازينيكا لطرح منتجات محدثة تستهدف السلالات الجديدة    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    نشرة التوك شو| تغيير نظام قطع الكهرباء.. وتفاصيل قانون التصالح على مخالفات البناء الجديد    واشنطن: القوات المسلحة المصرية محترفة ومسئولة ونثق في تعاملها مع الموقف    بالمفتاح المصطنع.. محاكمة تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    شاهد.. ياسمين عبدالعزيز وإسعاد يونس تأكلان «فسيخ وبصل أخضر وحلة محشي»    ندوة "تحديات سوق العمل" تكشف عن انخفاض معدل البطالة منذ عام 2017    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    قبل مواجهة الزمالك.. نهضة بركان يهزم التطواني بثلاثية في الدوري المغربي    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. محمود عزب مستشار شيخ الأزهر:
لا نقبل الجلوس مع أي إسرائيلي دور الأزهر وطني وليس ممارسة السياسة گلنا سلفيون ولا يحق لأحد أن يغتصب الگلمة ويدعي أنها ملگه وحده
نشر في الأخبار يوم 13 - 09 - 2011

د. محمود عزب خلال حواره مع محرر الأخبار »يعتبر الدكتور محمود عزب أستاذ الحضارة بجامعة السوربون من أكثر مستشاري الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر نشاطا فهو مشارك وعضو فعال في كل المبادرات التي طرحها الأزهر مؤخرا ومنها مبادرة بيت العائلة ومركز الحوار بالأزهر وأخيرا وثيقة الأزهر، كما أن له آراءه المهمة في العديد من القضايا المطروحة علي الساحة.. »الأخبار« حاورت د. عزب حول التغييرات الايجابية في دور الأزهر مؤخرا فأكد أنها تأتي في سياقها الطبيعي حيث يبرز دور الأزهر في اللحظات الفارقة من تاريخ مصر من باب الوطنية وليس لعبا في السياسة وأن د. أحمد الطيب شيخ الأزهر نقطة فاصلة وهو مصمم علي استعادة دور الأزهر في مصر والعالم، وشدد علي رفض الأزهر للحوار مع أي إنسان تحت سماء إسرائيل وتطرق في حواره إلي كواليس وثيقة الأزهر وفوضي المصطلحات في مصر، مشيرا إلي رفض كلمة الدولة المدنية في الوثيقة لأنها غامضة ومستوردة وأن مصر لا يصلح لها إلا الدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة. وأكد رفضه لاغتصاب البعض لكلمة »سلفية« والادعاء بأنها تخصه وحده حيث إن جميع المسلمين سلفيون«.
بداية سألته عن مركز الحوار بالأزهر ومبادرة بيت العائلة والمستجدات فيها؟
مركز الحوار هو أقدم من بيت العائلة وهو لم يعد كما كان من قبل، فليس هناك شيء اسمه حوار الأديان، الأزهر لا يقول هذا، وليست هناك لجنة لحوار الأديان ولا حتي حوار الحضارات، وإنما هو مركز الحوار بالأزهر الشريف لماذا؟ لأنه إذا فهمنا كلمة الحوار ومنطلقاته وأهدافه، فإننا سنفهم هذه التسمية.. الحوار هو أخذ ورد ونقاش بناء فعال بين مختلفين لا ليقنع أحدهما الآخر ولكن ليفهم كل منهما الآخر، للاتفاق علي الحد الأدني المشترك من القيم العليا، التي يقبلها الجميع، مسلما ومسيحيا ويهوديا وملحدا وهي قيم الحق والعدالة والجمال، والانتاج والحرية المسئولة، والديمقراطية والمساواة بين الناس والتنمية وهي قيم لا يختلف عليها إلا مجنون أو شيطان.. ومن القيم التي يركز عليها مركز الأزهر، القيم الدينية الكبري، وذلك للاتفاق علي المشترك والاتفاق علي كيفية تحقيقه في مجتمع ما مثل مجتمعنا المصري.. وهذا الحوار ينقسم إلي شقين: حوار مع المجتمع الواحد والتيارات المختلفة الموجودة فيه، المجتمع الواحد قد يكون مصر بالدرجة الأولي، أو عالمنا العربي والإسلامي.. يعني المذاهب الإسلامية المختلفة.. حوار بين السنة والشيعة والاباضية ومع الزيدية وغيرها من المذاهب. حوار ما يسمونهم بالعلمانيين والمدنيين وهذا ما حققه الأزهر بنجاح في الشهور الأخيرة عمليا.. ونظريا وهناك حوار مع المختلف دينيا مع المسيحيين.
إلا إسرائيل
هل هناك حدود لمن يتحاور الأزهر معهم؟
نتحاور مع اليهود ما عدا الموجودين في إسرائيل، الأزهر لا يقبل وليس له أدني علاقة بالحوار معهم، وهذا خط أحمر وشيخ الأزهر ومن خلفه مؤسسة الأزهر لا تقبل أي تواصل مع أي إنسان تحت سماء ما يسمي بإسرائيل المغتصبة، لأنها يقودها التعصب الديني اليميني المتطرف الصهيوني وعندما نقول كلمة تطرف فإن كلمة حوار لا ترد علي الاطلاق، لأن المتطرف لا يعرف الحوار.. وفيما عدا هذا فالحوار موجود أولا مع المسيحيين علي أرض مصر مع المسيحية الوطنية التي كانت موجودة قبل الإسلام والتي خلال 41 قرنا لم يحدث معها صدام علي الاطلاق ولم تحدث حرب دينية واحدة في مصر. ويذكر الأقباط أن الفاتحين منذ عمرو بن العاص، لم يمسوا كنائس الأقباط ولا معابد الفراعنة بأي سوء علي الاطلاق، وإنما حدث علي العكس فقد أنصف الإسلام المسيحيين من ظلم البيزنطيين الرومان المحتلين وهذا هو الفرق ما بين فتح إسلامي حضاري وما بين احتلال، ثم الانتقال مع المسيحية في مصر عبر الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية وهي كنيسة الإسكندرية التي كانت تهيمن علي كنائس وادي النيل حتي أثيوبيا، ثم الكنائس الأخري الكبيرة الموجودة علي أرض مصر مثل الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الأسقفية والكنيسة الكاثوليكية، ثم الخروج إلي المسيحية العربية التي لها في تاريخ الإسلام خصوصية حيث فتح الإسلام عينيه فوجدها تسبقه علي أرض العرب، فعاملها داخل الجزيرة وخارجها برفق ولم يصطدم بها ولم يحاربها وعندما استقر الإسلام وخصوصا في العصر العباسي حافظ علي علاقته بالمسيحيين وكان الرهبان هم الذين سجلوا في دار الحكمة لدي المأمون دورا كبيرا في النهوض بالترجمة من اليونانية والفارسية إلي العربية وقد أطلق عليهم فلاسفة الإسلام، وهم جزء من الحضارة الإسلامية أعطوها وأخذوا منها.
وماذا عن الحوار مع المسيحية في العالم كله ومع اليهود؟
نتحاور مع المسيحية العالمية كلها وبكل مذاهبها نتحاور مع الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذوكس، وقد كان هناك حوار مع الفاتيكان إلا أنه جمد منذ فترة لأسباب معروفة والأزهر ينتظر أن يتراجع عن الاساءات التي أثرت في العالم الإسلامي وفي الأزهر، فأوقف الحوار مؤقتا لكنه يحاور المسيحيين في أوروبا حتي اليوم وكل يوم ماعدا الفاتيكان وكان للأزهر اتفاقيات مع بعض الجهات في أوروبا حول الحوار وتم في نوفمبر الماضي عقد مؤتمر كبير تحت قبة الأزهر مع الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية التي مقرها كانتربري في إنجلترا والمرة القادمة في ديسمبر في لندن حيث يعقد بالتناوب.. أما الحوار داخل مصر فقد تم بزخم شديد قبيل الثورة مباشرة وزاد معها لأن الإمام الأكبر شيخ الأزهر أعلن أثناء الثورة أن الأزهر مفتوح للحوار مع الجميع اخوانا مسلمين وسلفيين وعلمانيين وأقباطا برئاسة نجيب ساويرس.
ماذا عن وثيقة الأزهر وما سبقها من حوار مع المثقفين والمفكرين؟
هي امتداد للحوار وضربة قوية ناجحة أثبت بها الأزهر أنه بيت الأمة المصرية يجمعها وقت الخطر ويوحدها ويقربها ويؤمن مصر تماما وهذه هي رسالته التاريخية، جاء المثقفون مسلمين ومسيحيين رجالا ونساء، كتابا ومفكرين وشعراء وروائيين، كلهم جاءوا ممثلين لكل تيارات المثقفين في اجتماعات كان الواحد منها يستمر أكثر من 5 ساعات لمناقشة ماذا تريدون لمصر الحديثة بعد الثورة؟ الدولة أولا.. شكل الدولة والدستور وقد خرجنا من هذه اللقاءات بوثيقة الأزهر التي ساهم فيها العقل المصري بكل أطيافه، وهي وثيقة استرشادية ليست إلزامية، وإن كان العالم بعد أن تم تداولها قد أبدي اعجابه الشديد بها خصوصا في أوروبا وكذلك بعض البلاد العربية مثل الأردن ولبنان مازالتا تطالبان بأن نذهب إلي هناك لعقد مناقشات حولها فقد لاقت اهتماما في الخارج أكثر من مصر، وبعض معاهد العلوم السياسية في أوروبا تطلبها، وكل من زار الأزهر من أفراد وممثلين لمؤسسات أوروبية كبري مثل البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي ومجلس شيوخ بلجيكا ومجلس اللوردات ومجلس العموم البريطاني، تكلم عن الوثيقة وحيا الأزهر الذي يقوم بدوره الوطني في هذه المسألة وكل هؤلاء يجري معهم حوار، وهذا جانب كبير جدا لم يتحقق في الأزهر ولا في مصر قبل العام الذي تولي فيه العالم الكبير الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر، وهو يفتح أبواب الأزهر دون أي »تابلوهات« أو تحريم لأي شيء في المناقشة فكل الموضوعات قابلة للنقاش والأخذ والرد.
نقطة فارقة
هل يعد الدكتور أحمد الطيب نقطة فارقة في تاريخ الأزهر؟
طبعا، وأنا انتهزهذه الفرصة، لأقول إن الأزهر كأي مؤسسة كبري في العالم له لحظات صعود وهبوط غالبا ما ترتبط بقوة الجالس علي قمته والمدير لشئونه مثل مصر التي عندما رزقت زعيما عالميا قويا مثل جمال عبدالناصر أصبحت تفرض وجودها علي العالم، والكل يتحدث عنها ويحترمها أو يخشاها، وعندما يتدني حاكمها أو الجهاز الحاكم فيها إلي الصغائر ويتجه إلي الانفتاح والاثراء وحرية رأس المال يتراجع الوطن، كذلك الأزهر ففي تاريخه عمالقة ارتفعوا به ومنهم الدكتور أحمد الطيب لأنه من نوع خاص جدا فهو اضافة لدراسته في المعاهد الأزهرية في صعيد مصر وعلي مناهج الأزهريين القدماء وفي جامعة الأزهر بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين سافر إلي فرنسا لدراسة الفكر الفلسفي الغربي، فهو يجمع بين الأصالة والحداثة والعقلية العلمية البحثية الأكاديمية لأنه كان رئيسا لجامعة الأزهر ل7 سنوات وهي الجامعة العملاقة التي تضم 07 كلية من أعرق وأضخم جامعات العالم وكان يفتحها علي العالم الخارجي، وقد أنشأ الرابطة العالمية لخريجي الأزهر من 601 دول فهو قبل أن يأتي لمشيخة الأزهر مارس القيادة العالمية والريادة وهو يريد للأزهر أن يستعيد ريادته العالمية وقد قطع شوطا في ذلك وهو مستمر لا يتراجع.
ما تقييمك لما أنجز في المرحلة الأخيرة وما هي التطلعات الجديدة؟
تقييمي لما أنجز في الأزهر في المرحلة الأخيرة تقييم ايجابي تدعمه الشواهد العلمية الناطقة التي تدل عليه والشارع يحس به وهناك نقطة أخري في رصيد الأزهر تحسب له، فلم تكن ثقة غير المسلمين والمسيحيين خصوصا في مصر في الأزهر أكبر مما هي عليه الآن قط، ورصيد شيخ الأزهر لدي الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية والكنائس المسيحية والمسيحيين عموما ورجل الشارع كبير، لأن شيخ الأزهر مصمم علي استعادة دوره في مصر وفي العالم، ودور مصر في المنطقة وفي العالم، ويسمي البعض هذا لعبا في السياسة وما هو بلعب في السياسة وإنما هو لعب في الوطنية، وهناك فرق بين الوطنية والسياسة، لأن دور الأزهر ريادي وطني وليس دورا سياسيا لأنه ليس حزبا وليس له أجندة محددة ولا يبغي الوصول إلي البرلمان أو الحكم وإنما هو مدرسة العقل العربي الإسلامي.
انتخاب شيخ الأزهر
البعض قلق إزاء تأخر تعديل قانون الأزهر لتحقيق استقلاله؟
أرجو من الذين يحبون الأزهر ولاشك أنهم من الغيورين عليه أن يدركوا ان الأزهر منذ عام 1691 عندما صدر القانون 301 وهو يتغير ويتطور، كما تتغير مصر الآن فهو من أكبر مؤسساتها وبالتالي فإن شيخ الأزهر كان له نداؤه من قبل الثورة زاد معها بضرورة الاصلاح عن طريق دراسة قانون الأزهر وإعادة بناء مؤسساته من جديد، ومن ضمن لائحة التطوير التي يجري دراستها إعادة هيئة كبار العلماء الذي سيعيد تشكيلها والتي ستنتخب بدورها شيخ الأزهر لأنه لن ينتخبه رجل الشارع، هو عالم ينتخبه علماء ومفكر ينتخبه مفكرون ورجل روحي كبير ينتخبه أهل الروح وأهل الإيمان وأهل العقل ولا أعتقد أن المدة التي مرت منذ أن تولت لجنة تعديل قانون الأزهر دراسة القانون 301 طويلة، فهي لم تتعد (5) أشهر لأنها تدرسه من جميع الجوانب، وأيضا تشمل إلي جانب مشكلة استقلال الأزهر مشكلة اصلاح التعليم الأزهري وبرامجه ودراسته هل سيعيد الأزهر مناهجه القديمة التي تعود تلاميذه علي التنوع وحق الاختلاف أم لا؟ وكذلك دراسة هل علوم الأزهر الثمينة الكثيرة هل سيسعها ما حدث من تغير في سنوات التعليم الذي أصبح 3 سنوات للاعدادي و3 للثانوي أم سيعود الأزهر العملاق 4 سنوات للاعدادي و5 للثانوي والذي عاصرناه نحن؟ هل نعود إلي هذا؟ والوقت ضروري للدراسة، لأن ما ينجز بدون دراسة قد تشوبه أخطاء كثيرة، لأننا لا نريد أن نعود للتغيير كل يوم، نريد تغييرا واحدا يدفعنا فترة طويلة للأمام وزيادة المدة المحددة للجنة شهرا أو شهرين ليس مشكلة، فقد مرت 03 سنة دون أن يطالب أحد بالتغيير فأرجو اعطاءنا شهرين حتي يأتي التغيير مناسبا لدور الأزهر.
من المسئول عن فوضي المصطلحات في مصر وتسطيح الوعي؟
الحقيقة أن هناك 3 مؤسسات في مصر تشكل الوعي لدي الشعب والشباب وزارات التعليم والإعلام والثقافة، وقد حدث فيها ترو مماثل للذي حدث في كل المؤسسات فكان رد فعله علي الشعب سييء جدا وحدث نوع من تسطيح الوعي، منها استخدام الكلمات الغامضة وغير الواضحة أو غير ذات المعني أو غير المفهومة علي الاطلاق لأنها مزروعة ومستوردة من ثقافة أجنبية ولها سياق، فأنت بدون سياقها فهي لا تصلح للاستخدام، والحقيقة هي أننا نعتبر انه من العيب أن نقول إننا غير فاهمين ولا أحد في مصر يستطيع أو يريد أن يقول لا أعرف أبدا، مع ان ذلك في الإسلام ميزة، فمن قال لا أدري فقد أفتي، وإذا سئلت عن شيء لا تعلمه فقل لا أعلم لأن هذا إنجاز كبير جدا حتي لا تضلل غيرك.
ما ملاحظاتك علي استخدام كلمة »السلفية« مؤخرا؟
كلمة »سلفية تطور استخدامها كثيرا جدا السلفية هي اتباع السلف الصالح ولا أحد يختلف عليها والسلف الصالح هم الصحابة الذين »بأيهم اهتديتم اقتديتم« أنت تفضل سيدنا عمر بن الخطاب أكثر من كل الخلفاء الراشدين وهذا يفضل الخليفة أبا بكر الصديق وكلهم من مصدر واحد هو رسول الله صلي الله عليه وسلم، وعندما تأتي إلي الفقه الإسلامي فقد تكون سلفيا تتبع الإمام أحمد بن حنبل ومن حقي أن أتبع الإمام أبو حنيفة أو الإمام مالك أو الشافعي وكلنا سلفيون بهذا الشكل، لكن الكلمة تطورت فأصبحت وكأنها تعني أن هذا وحده هو السلف وغيره لا!!
ما الجديد في مشروع بيت العائلة؟
بيت العائلة من اكتشاف فضيلة الإمام الأكبر والأزهر ساهم بعد ذلك في تبني الفكرة والتخطيط لها، وذلك عشية ضرب كنيسة سيدة النجاة ببغداد وقبل أن يقع تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية فقال بالحرف الواحد: لن ننتظر حتي يأتي ذلك إلينا في بيتنا في مصر، خصوصا مع ارتفاع تهديدات القاعدة فوضع المشروع علي الورق وأعد جيدا وذهب وقد ترأسه الإمام الأكبر ويضم المفتي ووزير الأوقاف إلي البابا شنودة لتهنئته بعيد الميلاد وتعزيته في ضحايا كنيسة القديسين وقدم المشروع إليه ورحب به وأخذ وقتا لدراسته وتكون هذا المشروع وأخذ مسمي »بيت العائلة«.
هيئة قومية
يفهم البعض بيت العائلة علي أنه هيئة مصالحة صغيرة؟
لا هو هيئة قومية عليا تتكون من الأزهر والكنيسة القبطية والأرثوذوكسية والكنائس الأسقفية والأنجيلية والكاثوليكية ثم فريق آخر مع هؤلاء من المسلمين والمسيحيين من غير الكنيسة والأزهر.. علماء اجتماع وتاريخ وحضارة وقانون وشريعة وتاريخ أديان وعلم الأجناس وغيرها، وبيت العائلة يتكون من مجلس أمناء يحدد سياسة البيت ويرأسه الإمام الأكبر لمدة 4 سنوات بالتناوب مع قداسة البابا شنودة، وقد وافقت الكنائس علي رئاسة الإمام الأكبر للدورة الأولي لأنه هو من طرح الموضوع. وهناك مجلس تنفيذي يضم عدة لجان مهمة.. هذا البيت باختصار ذات شقين: المهمة الأولي هي اصلاح الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي والعودة إلي المصادر الإسلامية والمسيحية الصحيحة وانقاذ الخطاب الديني من أيدي من أصابوه بالضعف والتركيز علي القيم العليا المشتركة والاتفاق علي مناقشة ذلك عبر وسائل الإعلام بالاشتراك بين المسلمين والمسيحيين وقد يعمم في الكنائس والمساجد العودة إلي القيم القرآنية العليا والقيم الآتية من الكتاب المقدس أيضا، وكذلك اصلاح التعليم باستعادة روح التسامح التي كانت سائدة في مصر وربما بتدريس منهج مشترك يتكلم عن العدالة والخير والحق في الأديان كلها. والهدف الثاني من بيت العائلة هو رصد ما يحدث في مصر من مشاكل احتقان طائفي وتحديد ما هو ديني فعلا وما يلصق بالدين، مثل علاقة بين ولد مسلم وبنت مسيحية.. إذن فعدم تديين المشاكل مهمتنا، وإذا كانت مشكلة دينية سببها انحراف الخطاب الديني أو إساءة من رجل دين ضد الطرف الآخر فمهمتنا التدخل فورا والاتصال بالجهات المسئولة لحسم الأمر.
بيت العائلة أقر به مجلس الوزراء ويقر به الآن المجلس العسكري علي انه هيئة قومية عليا، وفي مشكلة امبابة أرسلنا لجنة تقصي حقائق وأقررنا أن المشكلة مشكلة ارهاب وهي جريمة إرهابية وعلي الدولة اتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة بعد المحاكمة العادلة لمحاسبة كل من يثبت تورطه من قريب أو بعيد في هذه الأعمال، وايقاع العقوبة الشديدة ويطلب منا في العديد من مؤتمرات أوروبا الحديث عن بيت العائلة ووثيقة الأزهر لأنهما يعدان إنجازا لمصر وللأزهر.
تطبيق العدالة
هل نحتاج في مصر إلي قوانين جديدة لمشاكل الاحتقان الطائفي أم لتفعيل الموجود؟
عندما يحدد بيت العائلة نوع المشكلة تخاطب الدولة بنوعية المطلوب لعلاجها ونحن نري أن أكبر مشكلة في مصر هي عدم تطبيق القانون.. مصر غنية ومليئة بالقوانين ولكن المشكلة في التسيب والخروج علي القانون. ونحن نوصي في كثير من المشاكل بأن تأخذ العدالة مجراها وقد حدث تجرؤ علي القوانين في السنوات الأخيرة ويجب الرجوع إلي مظلة القانون ومن يذهب لاشعال كنيسة أو قتل أحد باسم الدين. فهذا مجرم لأنه أحرق وقتل وليس المهم اسم من قتله لابد أن يحاكم في اطار قانون مدني وقضاء نزيه وأن توقع عليه العقوبة التي يراها القاضي سواء كانت السجن أو الاعدام.
نحن في الأزهر نقف من جميع الفرقاء علي مسافة واحدة بدليل أنه يعد الوثيقة دعونا مرشحي الرئاسة والأحزاب والطوائف كلها ولأول مرة يجتمعون في مصر 3 أو 4 ساعات بدون صدام، فبالتالي نحن نريد من الجميع أن يعترف بالآخرين وأن يعترف بحق الاختلاف ونحن نريد أن نتعلم أدب الخلاف وأدب الحوار، أنا مسلم لا أنتمي الآن لأي جماعة سلفية رسمية، ولكني أنتمي للسلف الصالح وأحاول أن أطور فكرة بما لا يخالف أصول الإسلام هل من حقي هذا أم لا، أظن أن هذا يجب أن نتفق عليه لكن ليس من حق أحد أن يغتصب مصطلحا ولا كلمة ليقول أنها تمثله وحده.. نريد تسامحا واسعا وكل من لا ينكر شيئا مما علم من الدين بالضرورة فهو مسلم يحق له أن يجتهد وأن يبدي أصول اجتهاده وقواعده.. نقول ان الأزهر هو مصدر الخطاب الإسلامي الصحيح ولكن لا يحتكر ذلك وهو لا يقصي الآخرين إذا توفرت فيهم شروط الاجتهاد، فعلينا أن نتفق علي مرجعية ثابتة.
بالنسبة للدولة المدنية وغيرها؟
في المادة الأولي من المواد ال11 من وثيقة الأزهر وجدنا أن كلمة دولة مدنية كلمة غامضة لأنها جاءت من أوروبا في مواجهة دولة دينية ثيوقراطية وبما أن الإسلام لم يعرف الدولة الثيوقراطية الكهنوتية، فالمصطلح غامض ووجدنا بعد مناقشات طويلة كأننا نستورد مشكلة غير موجودة فالدين الإسلامي لم ينحز أبدا للأغنياء وكان الأزهر طوال تاريخه معقلا للكفاح ضد الطغيان سواء الداخلي أو الاستعمار. وكان الناس يفزعون للفقهاء ضد الحكام الظالمين والسلاطين والإسلام لم يظهر في سياقه دولة كهنوتية ثيوقراطية، لكن حتي يزال هذا الغموض. ناقشنا الأقانيم الأربعة كلمة دولة وطنية ديمقراطية دستورية حديثة دولة وطنية تنتمي للوطن حسب خصوصياته وتاريخه، وديمقراطية ولاشك أن كلمة ديمقراطية هي الكلمة الحديثة للشوري في الإسلام بما يعني تداول السلطة والتشاور والأخذ والرد وعدم الاستبداد بالرأي، ودستورية الحكم فيها دستوري يجمع القوانين وليس القبلية ولا الأعراف، دستور بالمعني الحديث للكلمة يشمل كل المراجع وتفاصيل الأشياء. وحديثة بالمعني العالمي المعروف للكلمة. وهذا ما تم الاتفاق عليه وقلنا انه لا داعي لكلمة مدنية لأنها تثير الغموض والبعض مصمم حتي الآن علي كلمة مدنية بالمعني الذي أحدثك عنه وما اتفقنا عليه، فليس لدينا مشكلة ولكننا لا داعي لذلك حتي نكون أكثر احتياطا وحذرا وحتي لا نقع في مفاهيم خاطئة.
لا مشاكل مع العلمانية
كلمة العلمانية ترجمة لكلمة العالم وقد نشأت في أوروبا وتجلت علي أحسن مايكون في فرنسا لأنها الدولة التي استبدلت بعد ثورتها الحكم الكنسي بالحكم المدني العلماني الذي يعني انه لا دين رسمي للدولة وأن دين الدولة أصبح »حرية مساواة اخاء« وهي عبارة مكتوبة في كل مكاتب الدولة ومؤسساتها.. وهي لا تلغي الدين ولكنها تستبعده من التدخل في شئون البرلمان والدستور وبالتالي العلمانية الإسلام ليس له معها مشاكل ولكن هل ممكن المجتمع الإسلامي أو أحد البلدان الإسلامية أن أصبح مجتمع علماني بالمفهوم الفرنسي فهذا يعد مشكلة كبيرة لأن ذلك له علاقة بثقافة في سياق وثقافة مختلفة لا تشبه ما لدينا وبالتالي نستطيع أن نقول أننا نحترم العلمانية من بعيد ولكن من حقنا أن نقول أنها لاتوافق شعبنا بالمفهوم الفرنسي.
والعلمانية جاءت في فرنسا في سياق وثقافة مختلفة لاتشبه ما لدينا وبالتالي نستطيع أن نقول أننا نحترم العلمانية من بعيد ولكن من حقنا أن نقول أنها لاتوافق شعبنا بالمفهوم الفرنسي.
وهناك علمانية في تركيا مختلفة عن علمانية فرنسا. وانا أدعو لان تحافظ كل أمة علي مبادئ تطورها التي تتمشي مع روحها ومع تراثها وألا تنخدع وتسقط في طرف متطرف سواء كان ذلك بالنسبة لاقصي اليمين أو اقصي اليسار والمناسب لمصر هي الدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة وهذا مانقبله ولانظن ان أحدا يعارضه.
لك مقولة أن الثورة مازالت في أولها؟
دائما أقول ان الثورة بدأت ويجب ألا تنتهي والثورة ليست الاضرابات ولا الاعتصامات وإنما الثورة هي زرع فلسفة التغيير في عقول المصريين بما يعني أننا نقوم بتغيير شيء أو شيئين كل يوم ونحن نعمل دون تعطيل للعمل والانتاج التغيير بقدر مانستطيع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.