بيروت: الفنان اللبناني جورج الزعني يقيم معرضاً "متفائلاً" يشي إلى مهما طال الزمن، القمحة أخيراً هي وعد الحياة المنتظر، فلا نيأسنّ! بدأ المعرض في الرواق العلوي لقصر الأونيسكو في بيروت ليلة أول من أمس ويستمر اسبوعاً, وكما هي العادة في معارضه المبتكرة لجأ الزعني إلى صديقه الرسام الإيطالي باسكال كارينزا ليجسّد له أفكاره، لكن أيضاً ليطلع كارينزا العنان لمخيلته اللافتة في الإطار نفسه, ويلاحظ كل من رافق هذا الثنائي منذ آخر الثمانينات من القرن الماضي في لندن حتى اليوم, أن أعمالهما المشتركة تمحورت كلها حول الموضوع اللبناني, "وفقا لما كتب جاد الحاج بجريدة الحياة". اشتغل كارينزا على ثلاث موجات فأنتج ثلاث منحوتات مستوحاة من الخبز ومشتقاته، ورسم خلفية اللوحات التي حملت أمثلة وأقوالاً تدور في فلك القمحة والشعيرة على غرار: "زؤان بلدي ولا قمح الغريب"، و "أعطِ خبزك للخبّاز ولو أكل نصفه"، وأخيراً رسم كارينزا اللوحات التزيينية المعبّرة عن مراحل نموّ ينوّع وحصاد القمح... لكن في أي نطاق تقع معارض جورج الزعني المدعومة بفن كارينزا؟ معرض عن حبة البن وتراث القهوة، معرض عن العملة اللبنانية منذ فجر نشأتها، معارض استرجاع للذاكرة في مجالات الاستقلال ورجالاته، زرع أرزة في حديقة عامة مطلة على نهر التايمز لمناسبة العيد الخمسين لاستقلال لبنان، ثم الطوابع والصور والنصوص... عمل لا شبيه له في مجتمعاتنا من الخليج الى المحيط، ولا اسم له سوى العشق الذي لا شفاء منه للأرض والإنسان.