افتتح الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرض الفنانة هناء هاشم بقاعة محمد ناجي في أتيلية القاهرة, تحت عنوان "عزف منفرد" وسط حشد من الفنانين والمتذوقين. محيط رهام محمود التحقت هناء هاشم بكلية الصيدلة جامعة القاهرة وواصلت دراستها حتى أصبحت مدرس بالكلية, ومن عشقها المستمر للفن التشكيلي منذ الصغر درست ثلاث سنوات بالقسم الحر في كلية الفنون الجميلة, ومنذ ذلك الحين وهي فنانة نشطة تشارك في الكثير من المعارض, وتقيم عروضا خاصة التي دوما ما تتناول موضوعا مميزا في كلا منهم. وفي هذا المعرض اختارت هاشم موضوع شيق وهو "العزف المنفرد", الذي كانت تفكر فيه بجدية منذ عام تقريبا, فبالألوان الزيتية والباستيل أنتجت 28 لوحة تنقسم في قاعتي المعرض. في القاعة الأولى جسدت الفنانة فكرة "العزف المنفرد" بشكل حرفي, حيث صورت بلوحاتها مجموعة من العازفين, واستخدمت الآلة الموسيقية للتعبير عن حالة الانعزال والانفراد والتأمل. تنوعت الآلات الموسيقية التي رسمتها الفنانة, وظهر العازف في لوحاتها يعزف بمفرده في عالم خاص به, فكل لوحة تحمل رموزا توحي بحالة خاصة يستشعرها العازف. ففي لوحة عبرت الفنانة عن الإرهاق الشديد الذي ينتابنا أثناء انهماكنا في العمل, فرسمت النوتة أمام العازف ولا يستطيع قراءتها, كما صورت حالة الانعزال بين الرجل والمرأه فبالرغم من تواجدهما معا, إلا أن كلا منهم في عالمه الخاص به, وفي عمل نرى من يعزف وحده على الأطلال, وفي آخر نشاهد الفتاة تتوقف عن العزف, وتضع الآلة على قدميها منشغلة في شيء آخر تفكر به. أما القاعة الثانية فلم تصور الفنانة موضوعها "العزف المنفرد" بشكله الحرفي, بل عبرت عن الأداء المنفرد والوحدة في الحياة, فهي هنا لم تستخدم الآلات الموسيقية, ولكنها صورت أشخاصها كلا منهم بمفرده في عزلة, منفصل عن من حوله حتى لو كان يجلس بجوار بعض الأشخاص. فهي تصور المرأة الحامل في حالة انعزال, والرجل الحزين الذي يجلس بجانب القبور, والفلاحة التي تجلس سارحة على باب بيتها, ومن تغلق عيونها في إلهام شديد, فجميع شخوصها في رحلات منفردة. تقول الفنانة اختياري لهذا الموضوع وراءه عدة أسباب, فأنا كنت أعزف قديما على آلات غربية كالبيانو والجيتار, كما أنني مازلت أحضر جلسات كثيرة للموسيقى والعزف والغناء, وهذا هو ما أوحى ألي بالفكرة فأصدقائي معظمهم فنانين, وهذه اللوحات هي تراكمات ومخزون ينعكس على أعمالي. أضافت: أنا أحب الرسم جدا منذ طفولتي, وأفضل أن أبنى موضوعاتي على فكرة, فأنا لا أستطيع التعاطف مع الاتجاهات الأخرى, كما أنني أعمل على الواقعية والتعبيرية والتأثيرية. تتابع: أما الإتجاة التجريدي ربما يأتي في مراحل متقدمة, لكنني أعمل بإحساسي أكثر من أي شيء آخر, وهذه هي الموضوعات التي أشعر بها الآن. استخدمت الفنانة تكوينات لونية متنوعة, لكن اللون الأزرق المائل إلى الموف هو الذي غلب على معظم أعمالها, لعبت الشفافية وهارمونية اللون دورا كبيرا في اللوحات, وقد برعت هناء في انعكاس الظلال على أسطح ضفاف النيل, كما أن القاعة كانت تبث موسيقى ناي للعازف الشهير رضا بدير, ومحمود عفت, جعلتا نسمع نغم الآلات وندخل في العالم الخاص بالفنانة. في المعرض وجدت لوحتين منفردتين هما للفنانة "ميرانا طيرا" ضيفت شرف المعرض.