في معرضها الأخير اتجهت الفنانة نادية التطاوي للتبسيط، فبعد بدايتها التأثيرية، انتقلت تدريجيا للتجريد، متمسكة أحيانا بالتأثير في بعض أجزاء من اللوحة، وأحيانا أخري متخلية عنه تماما، وهو ما ظهر واضحا في معرضها الأخير، الذي أقامته في قاعة الفنون التشكيلية بالأوبرا تحت عنوان "أناشيد"، الذي يمثل تجربة جديدة في مشوارها الفني. اتخذت الدكتورة نادية التطاوي من "الموسيقي" موضوعا لمعرضها، فرسمت العازفين في أثواب مختلفة، تعبر عن جميع أنواع الموسيقي الغربية والشرقية والصوفية والنوبية..... ويعتبر هذا المعرض امتدادا لمعارض سابقة للفنانة، التي رسمت بها العازفين علي استحياء. في مجموعة من لوحاتها عبرت عن عازفي قبائل الطوارق، المنتشر تواجدهم في شمال أفريقيا، وهم صوفيون يتمتعون بموسيقي وإيقاع خاص بهم، فهم يقرعون الدفوف في مجموعات، يرتدون ملابس بيضاء تبرز لون بشرتهم السمراء، وتنعكس علي ثيابهم ألوان الصحراء الساخنة. ومن الآلات الموسيقية التي تناولتها الفنانة الكمان، والعود، الدفوف، التشلو، الطبول، الربابة.... وقد استخدمت الألوان بجرأة شديدة في أعمالها، التي يصل عددها في المعرض إلي خمسين لوحة، أعدتها الفنانة خلال أربع سنوات، وقد نال اللون الأحمر الساخن نصيبا كبيرا من أعمالها، كما غلب اللون الأزرق السماوي علي مجموعة أخري من اللوحات، كما تخللت أعمالها موسيقي خافتة يشعر بها المتلقي من خلال هارمونية اللون. وعن موضوع المعرض قالت "التطاوي": عبرت عن الموسيقي لأنها لغة عالمية موحدة، يستطيع المتلقي فهمها أيا كانت جنسيته، كما أن تنوع الموسيقي وكذلك الآلات يحفز الفنان علي تناولها في العديد من الأعمال والمعارض، هذا إلي جانب أنني أعشق الموسيقي، ولابد أن استمع للموسيقي حينما أرسم؛ ولذلك عبرت عنها. وتابعت: الإضافة في هذا المعرض تكمن في تطور الأسلوب والتناول، فأنا حاليا أميل إلي اتجاه تأثيري تجريدي، حيث إنني وجدت أنه كلما تناولت الأشياء ببساطة كلما يعني فهمها بشكل أكبر، مما يبرزها لتصبح سهلة التناول والتلقي، فالإضافة هنا أن أصبحت أنظر للموضوع بعمق أكثر، فإحساسي هو الذي يضيف للوحة بشكل أكبر، فأنا أهضم الموضوع جيدا وأستوعبه ثم أعود لأصوره بوجداني بشكل بسيط كي يكون واضحا، لكن الغموض لم يكن مفهوما في الأعمال الفنية وصعب تلقيه. كما أنني قدمت في هذا المعرض لوحة تختلف في موضوعها وتناولها عن باقي أعمال المعرض، وهي عن الفضاء، أعتبرها مقدمة لمرحلة جديدة، لكن يربطها بالمعرض أنني تخيلت عازفي الفضاء وآلاتهم؛ ولذلك رسمتهم يرتدون الخوذات الفضائية وتحيط برءوسهم هالات، أما عن ألواني الجريئة فأنا لا أخشي اللون واستخدمه حسب احتياج اللوحة.