علي سعيد يعالج الشكل الإنساني في 50 لوحة محيط – رهام محمود استضاف متحف محمود سعيد مؤخرا معرض الفنان علي سعيد الذي عالج من خلاله الشكل الإنساني بأساليب متنوعة، كما اتضح فيه مدى خبرته ودراسته الأكاديمية للجسد الإنساني، على الرغم من أنه لم يظهر الجسد واقعيا في لوحاته بل كان ممتزجا برؤيته الخاصة. عرض الفنان حوالي 50 عملا فنيا ما بين الرسم والتصوير، محاولا إيجاد حلول جديدة في الخط واللون والمساحة، ما بين التجريد والتعبير والمحاكاة في بعض الأحيان، فهو يخرج ما بداخله دون النظر إلي المدارس الفنية التي تصنف العمل، وخصوصا أن هذه المدارس قد انصهرت إلى حد كبير في وقتنا هذا ليحل محلها تجربة الفنان الشخصية التي لا تنتمي لأية مدرسة أو جماعة ما بحسب الفنان . شمل المعرض مجموعات من الأعمال، اتخذت كل منها موضوعا قام الفنان بالتعبير عنه، إحداها عن الموسيقى والعازفين، والذي برع سعيد فيه بتصوير تلك الشخصيات عن طريق الخطوط التي رسمها بأقلام الدوكو البيضاء على الورق الأسود، مما أبرز أشكال شخصياته، التي بالغ في نسبها وخصوصا الأطراف "الأصابع"، التي التوت ومالت وتشكلت لتتناسب مع شكل الآلة التي تعزف عليها، وكأنها تتراقص على النغمات. وقد دخل اللون في بعض اللوحات ليشكل خطوط الخلفية أو الآلة الموسيقية التي بدت تحمل أشكالا ومساحات شبة هندسية، في حين ظلت بعض اللوحات الأخرى أبيض وأسود. كما اهتم الفنان في رسم بعض الأشكال الزخرفية على آلاته الموسيقية والتي تكونت إما من كتابة النغمات الموسيقية "المحورة" وكأنها "نوته ملحن"، أو من النقط والدوائر التي تناثرت في بعض الأحيان على الخلفية بشكل مبسط. كما قسم الفنان تلك اللوحات إلى مساحات أفقية بحسب تكوين كل منها. ومن بين تلك العازفين: عازفو التشيلو، الكمان، البيانو، الأرج، الساكس، العود، المزمار. وفي مجموعة أخرى من الأعمال عبر الفنان عن العلاقة بين الرجل والمرأة والتي رسمها بأشكال مختلفة. كما صور موضوع الأمومة في بعض اللوحات. وظهرت المرأة أيضا في حالات أخرى إما تغني أو ترقص. إلى جانب رسمه بعض اللوحات التجريبية عن الجسد والخطوط. وقد استخدم في هذه الأعمال إما الحبر الشيني على الورق، أو الألوان الزيتية. قالت عن أعماله الفنانة الدكتورة أمل نصر: المتأمل لتجربة الفنان الشاب علي سعيد لابد أن يحترم إخلاصه وبحثه الدءوب في جماليات الشكل، ورحلته ذهابا وإيابا للوصول إلى إمكانات مختلفة لمفردات اللون والخط والمساحة، وهو في هذا المعرض قدم أعمالا في فن الرسم ذلك الفن الذي كدنا أن نهجره على الرغم من أنه الأبجدية الأولى للفن. قدم الفنان تجارب استنطق من خلالها أدوارا متعددة للرسم، فلبعضها جانبا تعبيريا أو رمزيا موحيا، والبعض الأخر يستجيب لتخريجات الخط الشكلية ونموه الخاص داخل العمل، كذلك يستفيد الفنان من القيمة الضوئية للخط والتعبير من خلال أضواء وظلال انتقائية لا ترتبط بمنظور واقعي. من لوحات المعرض ..