بغداد: جدد التيار الصدري رفضه دعوة الحكومة العراقية تسليم اسلحة مليشيا جيش المهدي او استسلام افرادها، وذلك ردا على الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي . وقالت الحركة ان السلاح لن يسلم الا اذا كانت الحكومة العراقية مستعدة لانهاء الاحتلال الامريكي للبلاد. وتأتي هذه التصريحات في وقت تستمر فيه الاشتباكات والقتال الشرس بين مليشيا جيش المهدي والقوات العراقية الحكومية المدعومة أمريكيا . وقالت الشرطة العراقية ان الطائرات الامريكية قصفت منزلا في البصرة، مما تسبب بمقتل ثمانية مدنيين، من ضمنهم امرأتان وطفل. كما توسعت الاشتباكات المسلحة العنيفة لتطال احياء اخرى في مدينة البصرة ، وتقول مصادر صحية في المدينة ان عدد قتلى هذه المواجهات بلغ منذ اندلاعها الثلاثاء حتى الآن نحو 188 شخصا على الاقل، واصابة ما لا يقل عن 500 آخرين، إلى جانب سقوط قتلى آخرين في مدن عراقية اخرى. كما ذكرت مصادر طبية عراقية ان اجمالي عدد القتلى في المواجهات مع جيش المهدي يصل الى 300 قتيل. وفي مدينتي الحلة وكربلاء قتل 12 من افراد جيش المهدي، كما قتل ثمانية في المواجهات بمدينة الصدر شرقي بغداد، حيث المعقل القوي للتيار الصدري وجيش المهدي. وفي مدينة النجف اكد مكتب الصدر فيها ان الصدر امر جيش المهدي باستثناء المدينة من المواجهات المسلحة التي يخوضها ضد القوات الحكومية في بعض مدن وسط وجنوب العراق، منها الحلة والناصرية، إلى جانب البصرة. ومن المتوقع ان يوقع مجلس المحافظة وثيقة شرف مع مكتب الصدر لتكريس حالة الاستقرار الامني في النجف. من جانب اخر ابلغت السلطات المحلية في النجف جميع الفنادق في المدينة باخلاء نزلائها من غير العراقيين خلال فترة اربع وعشرين ساعة. وعلى الصعيد السياسي أشاد الرئيس الأمريكي جورج بوش بالعملية العسكرية التي تنفذها القوات العراقية ضد ميلشيا جيش المهدي. اذ قال بوش في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إن القتال الدائر حاليا" يشكل نقطة تحول في تاريخ العراق الحر"، موضحا ان المعارك تعتبر أيضا اختبارا لقيادة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. واضاف ان قرار المالكي بالتحرك نحو البصرة "أظهر تطبيقا منصفا للعدالة، ورغبة في تعقب اولئك الذي يعتقدون انهم فوق القانون". وقال بوش ان بلاده ستحتفظ بقواتها في العراق بالقدر الذي يمكنها من تحقيق النجاح. وأضاف أن النتيجة الايجابية التي ستتمخض عن ذلك ستبعث برسالة واضحة لايران مفادها انها لن تجد طريقها الى الشعوب الاخرى في الشرق الاوسط. وكانت ميليشيا جيش المهدي قد تجاهلت انذار الحكومة بتسليم اسلحتها واستسلام افرادها. وكان المالكي قد عرض دفع مبالغ ومكافآت مالية لعناصر جيش المهدي مقابل تخليهم عن اسلحتهم، لكنه مدد مهلته حتى الثامن من أبريل/ نيسان المقبل. ولا يزال مقاتلو جيش المهدي مسيطرين على معظم انحاء مدينة البصرة، اذ اعترف وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمود في مؤتمر صحفي بالبصرة أن القوات الحكومية تواجه مقاومة عنيفة من جانب المسلحين مما اجبر القوات الحكومية على تغيير خططها واساليبها. أما وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري فقال إن الحكومة اضطرت إلى التحرك ضد الميليشيات في البصرة لأن الزعماء المحليين سمحوا لها بزيادة نفوذها.