أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية على الدباغ مساء الاربعاء أن رئيس الوزراء العراقي نورى المالكي لن يشارك فى مؤتمر القمة العربية المقرر عقدها بدمشق اواخر شهر مارس/ آذار الجاري وذلك بسبب انشغاله بقيادة العمليات الامنية فى محافظ البصرة، واضاف أن وزير الخارجية هوشيار زيبارى سينوب عن المالكي فى حضور القمة العربية . ميدانياً، أعلنت مصادر أمنية عراقية أن غارة شنتها الطائرات الأمريكية دعما للقوات العراقية أدت الى سقوط العديد من القتلى والجرحى في بلدة الحلة جنوبي بغداد. وقال مصدر في الشرطة ان ما لا يقل عن 11 شخصا قتلوا وجرح 18 اخرون في الغارة التي شنتها الطائرات الأمريكية بعد أن طلبت قوات الأمن العراقية الدعم عقب معارك في الشوارع مع مسلحين من ميليشيا شيعية في حي الثورة بالمدينة. بينما قال مصدر اخر من الشرطة ان 29 شخصا قتلوا وجرح 39 اخرون. وقالت متحدثة باسم القوات الأمريكيةجنوبي بغداد انها تتحرى بشأن هذه التقارير. من جهته، دعا مقتدى الصدر زعيم جيش المهدي رئيس الوزراء نوري المالكي الى "مغادرة البصرة" لكنه طالب ايضا بالتفاوض "لانهاء الازمة" وذلك بعد امهال المسلحين في المدينة ثلاثة ايام لالقاء السلاح. وقال مسئول الهيئة السياسية في التيار الصدري لواء سميسم ان "الصدر طلب من المالكي مغادرة البصرة وارسال لجنة للعمل على انهاء الازمة، مؤكدا ان اللجنة السياسية للتيار مجتمعة حاليا في النجف لمناقشة الاوضاع في البصرة وباقي المدن والسبل الكفيلة لانهاء الازمة". ولم يكشف سميسم عن رد المالكي على الاقتراحات. من جهته قال مصدر رفض الكشف عن اسمه ان الصدر طلب "ارسال لجنة برلمانية للتحقيق في الاحداث التي وقعت في البصرة وتهدئة الاوضاع". وفي موقف لافت اشاد "الائتلاف العراقي الموحد" ابرز الكتل الشيعية في مجلس النواب بزعامة رجل الدين عبد العزيز الحكيم بالعملية العسكرية الجارية في البصرة منددا ب"زمر التخريب والخارجين عن القانون". وتابع ان العملية "موجهة ضد الخارجين عن القانون من الذين نهبوا ثروات البلاد وسلبوا المواطنين امنهم واستقرارهم دون الالتفات الى خلفياتهم السياسية او الفكرية". يأتى ذلك فى الوقت الذى افادت فيه قيادية بارزة فى التيار الصدرى بان الكتلة الصدرية فى البرلمان العراقى تجرى حاليا حراكا سياسيا من اجل سحب الثقة من حكومة المالكى استنادا الى الدستور العراقى ،واصفة هذه الحكومة بانها ضعيفة جدا. واضافت القيادية اسماء الموسوى ان ما يتعرض له التيار الصدرى من عمليات مسلحة خلال حقبة المالكى اشد مما تعرض له خلال معارك النجف فى عهد رئيس الحكومة الاسبق إياد علاوى 2004 . وعودة للصعيد الميدانى، فقد قتل 55 شخصا وأصيب 200 آخرون في اشتباكات بين قوات الأمن العراقية وأعضاء ميليشيا جيش المهدي في مدينة البصرة جنوب العراق. من جهتها، فرضت الشرطة العراقية الأربعاء طوقا أمنيا على جميع الأحياء التي يقطنها أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة كربلاء جنوبي بغداد. ووجه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي انذارا الى المليشيات التي تقاتل القوات العراقية بالاستسلام في غضون 72 ساعة والا سيوجهون "عقابا شديدا". وقال المالكي "هؤلاء الذين خدعوا كي يحملون اسلحة يجب ان يسلموا انفسهم ويكتبون تعهدا يقولون فيه انهم لن يقوموا بمثل هذا العمل خلال 72 ساعة". في غضون ذلك استمرت الاربعاء، العملية العسكرية الواسعة النطاق التي تقوم بها القوات العراقية ضد المليشيات في المدينة الواقعة جنوبي العراق والغنية بالنفط. وذكرت مصادر بالشرطة أن أحياء العسكري والنصر والعامل في كربلاء - التي يقطنها أتباع الصدر - تشهد حالة من الإغلاق التام للمحال التجارية، مشيرة إلى أن جميع سكان هذه الأحياء أغلقوا أبواب منازلهم، بينما تعيش الأحياء الأخرى في المدينة حياة طبيعية، وتمارس المحال التجارية والأبنية الحكومية والمدارس أعمالها. في الوقت نفسه، بدأ أتباع الصدر في كربلاء الأربعاء الاعتصام في مسجد المخيم استجابة لدعوة التيار الصدري لتنظيم اعتصامات في مختلف أنحاء العراق، احتجاجا على العملية العسكرية التي أطلقتها الحكومة في مدينة البصرة الثلاثاء ضد ميلشيا جيش المهدي المقربة من الصدر. يذكر أن كربلاء تشهد فرض نظام حظر التجوال طوال الليل، فضلا عن عدم السماح لغير أهالي المدينة بالدخول إليها، وذلك في إطار الإجراءات الأمنية المصاحبة للعملية العسكرية في البصرة والتي تحمل اسم "صولة الفرسان"، والتي أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 58 شخصا وجرح نحو 60 آخرين. وفى السياق ذاته قتل عشرون شخصا على الاقل واصابة 115 اخرين خلال اشتباكات فى الصدر شرق بغداد . كما أعلنت مصادر أمنية عراقية الاربعاء مقتل شخص وجرح 4 آخرين في قذائف هاون استهدفت المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد. وقال الجيش الأمريكي إنها أطلقت من مدينة الصدر الشيعية. من جهة اخرى, ذكرت المصادر الامنية أن 11 شخصا جرحوا برصاص أطلقه مسلحون على محلات تجارية في شارعي السعدون والكفاح. واوضحت المصادر أن ثلاثة قذائف هاون أطلقت باتجاه المنطقة الخضراء، لكن واحدة منها سقطت على أحد المباني في حي الصالحية المجاور، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين، بينما سقطت قذيفتان داخل المنطقة الخضراء لكن الخسائر لم تعرف. يذكر أن المنطقة الخضراء - التي تضم معظم المباني الحكومية وسفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانية - تتعرض منذ 3 أيام إلى قصف مستمر، تزامن مع اندلاع معارك بين جيش المهدي والقوات العراقية في جنوب البلاد. وكان التيار الصدري دعا إلى عصيان مدني احتجاجا على امتناع الحكومة العراقية عن تلبية مطالبه المتمثلة بإطلاق سراح أنصاره ووقف المداهمات. وقد تجددت الاشتباكات بين ميليشيا جيش المهدي - التابع لرجل الدين مقتدى الصدر - وقوات الأمن العراقية الأربعاء لليوم الثاني على التوالي في خمس مناطق شمال مدينة البصرة. (وكالات)