على المائدة المستديرة دارت وقائع ندوة "اللغة العربية من أعمدة الهوية المصرية" وشارك فيها حزين عمر، نائب رئيس تجرير جريدة "المساء"، والكاتبة الدكتورة أماني الجندي، وهالة عبد السلام، مدير مدرسة الكمال التجريبية للغات، وأدارت الندوة الدكتورة سهير المصادفة . من جانبها قالت الكاتبة الدكتورة أماني الجندي أن الهوية المصرية مرت بمتغيرات عبر التاريخ، تشكلت عدة مرات، لكنها استقرت بوضعها الحالي في القرن الرابع الهجري، واعتبرت اللغة العربية أحد دعامتها، بعد دخول الإسلام مصر، وأصبح أغلب سكانها مسلمين، واختفت اللغات القبطية واليونانية حينها، وكانت القبطية هي لغة التخاطب الرسمية، واليونانية هي لغة الأدب والشئون الرسمية، بعد دخول الإسلام في عصر عمر بن الخطاب مصر نضجت فكرة الوطن العربي، وغار على مصر ما غار من محتل، وبقيت بهويتها كما هي. على عكس دول أخرى، مثل المغرب العربي التي اعتبرت لغة المحتل أولى رغما عنها، فضاعت هويتها من ضياع اللغة، وأصبحت هي اللغة الرسمية لشمال إفريقيا، احتل مصر الإنجليز لمدة 82 سنة، ولم يستطيعوا فرض لغتهم علينا. كذلك نجد نص المادة الثانية في الدستور، أن الدولة دينها الإسلام واللغة العربية لغتها الرسمية، وللأزهر دور كبير في الحفاظ على اللغة ومجمع اللغة العربية، ولكن للأسف هناك تراجع في استخدام اللغة من أسبابها عدم كتابة المراسلات باللغة الصحيحة، إضافة إلى اللهجة العامية، وعدم وجود من يراجع مناهج تدريسها في المدارس والجامعات، لغة الإعلام المتدهورة، فلا يوجد تدقيق لغوى، حتى تحولت اللغة لنصف عامية. تؤكد رأيها هالة عبد السلام مديرة مدرسة "الكمال" التجريبية للغات تقول: تعتبر اللغة أحد أهم الركائز في تشكيل الهوية العربية الإسلامية، لأنها لغة الأمة من آلاف السنين، وهى لغة القرآن الكريم، وهدمها أو إضعافها، يعد هدم الأمة، واللغة تعانى من ضعف ملحوظ، نتيجة محاولات تقوم بها قوى الصهيونية العالمية. تواصل: يرجع هذا لازدواجية اللغة بين المجتمع والمؤسسات التعليمية، إضافة لضعف المدرسين القائمين بتعليمها، وضعف اللغة يعد مؤشرا لضعف الهوية العربية، ويكمن الحل في دراسات متعمقة، من خلال مفاهيم جديدة، أي وجود لغة حية قادرة على مواكبة كل تطور، ونعتبرها أداة حضارية قادرة على التعامل مع شركات الحاسب الآلي وشركات الانترنت، بما يواكب العصر، ويواكب تفكير أبنائنا، وعلينا بالدمج التعليمي، والذي يهدف لتعليم ذوى الإعاقة، ولن نجد أفضل من استخدام اللغة العربية السليمة . من جانبه، يؤكد حزين عمر نائب رئيس تحرير جريدة "المساء" أن اللغة العربية كانت من أكثر اللغات انتشارا، إضافة إلى أنها أكثر ثراء على مستوى المفردات، دخلت مصر بهدوء شديد، لم تكن لغة غزاة حتى يحذرها المصريون، ولم تكن لغة عنف ودماء حتى يقاوموها. فرض على المصريين اللاتينية والرومانية وظل العرب يتداولون لغتهم فيما بينهم، حتى انتشرت تلقائيا. كان هناك لغة عربية سامية، إضافة للغة عربية خاصة بمكة، فخرجت اللغة العربية المستحدثة، هذا يعنى أن السيدة هاجر علمت ابنها اسماعيل اللغة، من هذا المزيج خرجت لنا اللغة العربية التى نعرفها الآن والتي تسمى اللغة العربية الحديثة، بهذا أجد صلة بين اللغة العربية القديمة واللغة التي وصلت على يد الفاتحين. وتابع: حين جاء القرن الرابع الهجري، كان أغلب المصريين يجيدونها تماما، ويداولونها كلغة رئيسة فيما يمارسونه من أعمال، بلا فرض من أحد. وكانت إدارة الدواوين حكرا على المصريين، دون فرض اللغة عليهم، بل هم سعوا إليها، وكما نعرف اسبانيا كانت تتحدث العربية، إضافة إلى أغلب دول أوربا، من هنا تظهر اللغة كمكون أساسي من الهوية المصرية، وظهرت المدارس النحوية، مع سقوط الخلافة العباسية سنة 656 هجرية أصبحت اللغة مهددة على يد المغول الذين دمروا كل ما يخص اللغة. وتأسست فى مصر مدارس لها، وسميت المدرسة المصرية، وهى التي حمت اللغة منذ 656 هجرية حتى الآن، وقدمت لغة تخلو من أية شائبة، واحتضن الأزهر اللغة في باحاته وكلية دار العلوم وكلية الألسن، حتى تأصلت اللغة كجزء رئيس من الجسد المصري، وأصبح المصري حارسا لها، وكان حائط صدا لكل غاز حاول طمس هويته التي أول قوام فيها هي لغته.