تنخفض 360 جنيهًا بالصاغة.. أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024    التموين: حررنا محاضر ضد مخابز مخالفة لقرار الأسعار وتحويلهم للنيابة    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024 (آخر تحديث)    بحث الملفات القديمة وفرصة أكبر للمخالفين.. مميزات قانون التصالح الجديد قبل تطبيقه    مياه الشرب بالجيزة: عودة المياه تدريجياً لمناطق كرداسة والهرم    استشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط غزة    لا بديل ولا غنى عنه للشعب الفلسطيني.. بوريل يشيد بتقرير الأمم المتحدة حول الأونروا    الخارجية الأمريكية: التقارير عن المقابر الجماعية في غزة مثيرة للقلق    بينهم نتنياهو.. مخاوف إسرائيلية من صدور قرارات اعتقال لمسؤولين بدولة الاحتلال    «القاهرة الإخبارية»: تطور نوعي في العمليات العسكرية بالجنوب اللبناني    مواعيد أهم مباريات اليوم الأربعاء 24- 4- 2024 في جميع البطولات    تأهل 3 مصريين لنصف نهائي بطولة الجونة الدولية للإسكواش    شقيق العامري فاروق: الأهلي سيعلن قريبًا عن التمثال الخاص بالراحل    رئيس البنك الأهلي: نريد العدالة في توزيع حقوق بث المباريات    رئيس «البنك» يكشف كواليس مفاوضات الأهلي مع أبو جبل    الفرح تحول لحزن في البحيرة وكفر الشيخ.. وفاة صديقة الزوجة وإصابة العروسين أثناء «الزفة»    عاجل - درجات الحرارة ستصل ل 40..متنزلش من البيت    متشغلوش التكييفات.. تعليمات عاجلة للمواطنين في الموجة الحارقة اليوم    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    «المتحدة للخدمات الإعلامية» تطلق أكبر برنامج لاكتشاف المواهب والوجوه الجديدة    «رب ضارة نافعة»..أحمد عبد العزيز يلتقي بشاب انفعل عليه في عزاء شيرين سيف النصر    عصام زكريا: الصوت الفلسطيني حاضر في المهرجانات المصرية    قد تشكل تهديدًا للبشرية.. اكتشاف بكتيريا جديدة على متن محطة الفضاء الدولية    طريقة عمل الجبنة القديمة في المنزل.. اعرفي سر الطعم    كم مرة يمكن إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية؟.. تساعد على نمو البكتيريا    رئيس هيئة الاستعلامات: الكرة الآن في ملعب واشنطن لإيقاف اجتياح رفح    قيادي بالشعب الجمهوري: ذكرى تحرير سيناء درس قوي في مفهوم الوطنية والانتماء    الأشد حرارة خلال ربيع 2024.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024    تحذير شديد بشأن الطقس اليوم الأربعاء .. ذروة الموجة الخماسينية الساخنة (بيان مهم)    محافظ الغربية: ضبط طن رنجة غير صالحة للاستخدام الآدمي وتحرير 43 محضر صحي    تراجع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024    تراجع جديد لأسعار الذهب العالمي    تعرف علي موعد تطبيق زيادة الأجور في القطاع الخاص 2024    الخطيب يفتح ملف صفقات الأهلي الصيفية    حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 24-4-2024 مهنيا وعاطفيا.. الماضي يطاردك    أول تعليق من نيللي كريم بعد طرح بوستر فيلم «السرب» (تفاصيل)    السياحة توضح حقيقة إلغاء حفل طليق كيم كارداشيان في الأهرامات (فيديو)    مشرفة الديكور المسرحي ل«دراما 1882»: فريق العمل كان مليء بالطاقات المبهرة    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    بعد تأهل العين.. موعد نهائي دوري أبطال آسيا 2024    أرسنال يحقق رقمًا مميزًا بعد خماسية تشيلسي في الدوري الإنجليزي    واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأمريكية بعد هجومين جديدين    الاعتماد والرقابة الصحية توقع بروتوكول تعاون مع جامعة المنوفية لمنح شهادة جهار- ايجيكاب    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    ما أهمية بيت حانون وما دلالة استمرار عمليات جيش الاحتلال فيها؟.. فيديو    أمين الفتوى: "اللى يزوغ من الشغل" لا بركة فى ماله    اتصالات النواب: تشكيل لجان مع المحليات لتحسين كفاءة الخدمات    "بلومبرغ": الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تتعامل مع روسيا    «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا بمنطقة المهندسين في الجيزة    اللعبة الاخيرة.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الرابع في أكتوبر    11 معلومة مهمة من التعليم للطلاب بشأن اختبار "TOFAS".. اعرف التفاصيل    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    محافظ قنا يستقبل 14 مواطنا من ذوي الهمم لتسليمهم أطراف صناعية    افتتاح الملتقى العلمي الثاني حول العلوم التطبيقية الحديثة ودورها في التنمية    رسميا .. 4 أيام إجازة للموظفين| تعرف عليها    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    اتحاد عمال مصر ونظيره التركي يوقعان اتفاقية لدعم العمل النقابي المشترك    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المصريون" ترصد الآثار السلبية للتعليم الأجنبى فى مصر
نشر في المصريون يوم 04 - 08 - 2012

71.5% من طلاب الجامعة الأمريكية لا يعرفون لون العلم المصرى أو ترتيب ألوانه و 38.5% يعتبرون ارتداء الحجاب مظهراً للتخلف ومؤشراً للفقر
- تضييع الهوية الوطنية والإسلامية.. والبوابة الخلفية للأنشطة التنصيرية وتفكيك البنيان الاجتماعى
- د. فتحية البيجاوى: سبب الانتشار ضعف التعليم الحكومى مما اضطر أولياء الأمور إلى هذه المدارس خاصة أنها تدرس بعض المواد مثل الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية بهدف الفخر الاجتماعى
- د. جعفر عبد السلام: الاستعمار التقليدى افتتح المدارس الأجنبية التى تدرس لغته أولاً ثم دخلت القوات والجيوش وعندما طردته المقاومة عاد إلينا من جديد عبر هذه المدارس والجامعات الأجنبية
- د. حامد عمار: هذا التعدد يؤدى إلى تفكيك الوطن خاصة أنه يوفر أنواعًا متعددة من التعليم وكل طبقة تلتحق بما تتناسب مع إمكانياتها المادية ويسبب ما يمكن أن نطلق عليه "التمزق الاجتماعى" الذى يقسم فئات المجتمع لشرائح متعددة
- أولياء الأمور: أدخلنا أبناءنا هذه المدارس من أجل تعلم اللغات وبسبب اعتماد شهاداتها عالميًا ولكنها ليست على المستوى المطلوب
تواجه مصر وهى على أبواب عام جامعى جديد وسط سيل من الجامعات الخاصة والاجنبية العديد من التحديات الدولية، والإقليمية، والمحلية، التى تهدد هويتها وقبلها إرادتها، فى وقت يدق البعض ناقوس الخطر ويدعو للتحرك نحوبتطوير التربية التى أضحت خياراً إستراتيجياً لا بديل عنه إذ ليس أمامنا خيار آخر، فإما أن نواجه هذه التحديات وإما أن نعيش على الهامش.
تاريخ نشأة المدارس الأجنبية
كانت أول شرارة قدحت فى افتتاح المدارس الأجنبية فى بلاد المسلمين فى (بيروت)، بإنشاء مدرسة للبنات فى الإمبراطورية العثمانية سنة 1830م، لأن البنات سيكنّ أمهات فإذا تربين فى هذه المدارس ذات الثقافة المختلفة قد يؤثّر ذلك على أولادهن!!
وفى مصر عام 1840م من خلال البعثات التنصيرية قام الآباء بتأسيس الكلية الفرنسية بالإسكندرية والجمعية الإنجيلية البروتستانتية، ثم تبعتها مدارس الآباء اليسوعيين عام 1880م مقدمة لاحتلال مصر عام 1882م وبلغ عدد مجموع الطلاب من المسلمين 7117 طالبًا مسلمًا حتى عام 1891م وكان انتشار المدارس الأجنبية فيها مكثفًا حتى أنها الآن تبلغ عشرات الآلاف من المدارس ويبلغ نسبة الدارسين فيها من المسلمين 52% من الطلاب بمصر. ويشير مؤرخو المدارس الأجنبية أن الجالية اليونانية كلما حلوا فى بلد أنشأوا فيه كنيسة ومدرسة كما فعلوا فى الإسكندرية عام 1843م ثم فى المنصورة، وطنطا، وبور سعيد، والسويس، والقاهرة وغيرها. ثم تطور بهم الحال إلى إنشاء الكليات للتعليم العالى وكان أولاها فى بيروت سنة 1862م التى تحولت فيما بعد باسم: (الكلية السورية الإنجيلية) ثم هى اليوم: (الجامعة الأمريكية فى بيروت)، ثم فى القاهرة وهى الآن الكلية الأمريكية.
أنواع المدارس الأجنبية فى مصر
ولدينا 185 نوعًا من المدارس الأمريكية منتشرة فى 132 دولة, من بينها 50 مدرسة كبرى لكل منها فروع كثيرة فى البلدان العربية والإسلامية وتخضع مباشرة لإشراف وزارة الخارجية الأمريكية من خلال مكتب خاص يسمى مكتب المدارس الأمريكية عبر البحار وتعمل على غرس القيم الأمريكية مثل الاختلاط بين الذكور والإناث فى جميع المراحل والترويج للثقافة وأسلوب الحياة الأمريكية.
بعض أسماء المدارس الأجنبيّة فى بلادنا تنصيرية صريحة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
المدرسة اليسوعية.. مدرسة المطران المارونية.. الفرير.. المعمدانية.. التراسنطا.. راهبات ماريوسف.. الراعى الصالح.. المطران.. المانويت.. راهبات الفرنسيسكان.. الكلية الأهلية.. ميتم الأرض المقدسة.. هانوميان بوزباستيان البيلار.. المدرسة الأمريكية.. والأرمن الأرثوذكس.. طاركنشاتس.. الشبان المسيحية.. الأفنستت.. المخلص.. السالزيان.. الصناعية.. السبئيين.. راهبات سيدة الرسل.. الكلية البطريركية.. اللاتينية.. الناصرى.. الإنجيلى.. التقارب.. المسيحى.. راهبات الوردية.. الثقافة الأرثوذكية.. السريان.. راهبات صهيون.. القبطية.. دار الطفل.. الشهيدة دميانة.. سيدة البشارة.. السلام.. المحبة.. القدسية مريم.. القديس نقولا.. العائلة المقدسة.. المدرسة الليسية.. الراهبات الفرنسيسكان.. الكلية الفرنسية.. كلية الجيزويت.. كلية الفرير.. كلية فكتوريا الإنجليزية.. كلية سان مارك الفرنسية.. كلية سانت كاترين.. مدارس أم الإله.. مدارس بنات الإحسان.. مدارس العازاريين.. مدرسة القلب المقدس.
بعض المدارس غيرت الأسماء للتعمية مثل: "مدارس الأفق الأمريكية" و "مدارس الأفق العالمية" و"مدارس نافذة المستقبل العالمية"، و"الأكاديمية العالمية" و"المدرسة الأمريكية" و"المدرسة الكندية" و"المدرسة البريطانية".. البطريركية اللاتينية.. جمعية القدس والمشرق.. المجمع الكنسى.. بطريركية الأرمن.. إرسالية المعمدانية.. جمعية المانونيت.. الأسقفية الإنجليكانية لكنيسة المعمدانية.. راهبات الفرنسيسكان.. أخوة المدارس.. المسيحية.. الآباء الفرنسيسكان.. الرهبنة السالية.. الكنيسة اللوثرية.. الاتحاد اللوثورى العالمى.. مؤسسة الأمريكان.. جمعية اتحاد القدس.. جمعية السريان الخيرية.. إرسالية الأفدنستت.. بطريركية الروم الكاثوليك.. وبطريركية الروم الأرثوذكس.. بطريركية الأرمن الكاثوليك.. مطران السريان الأرثوذكس.. جمعية التقارب المسيحى وهناك مدارس تابعة للسفارات الأجنبية ولهذا تجدها مدارس: "فرنسية" و"ألمانية" و"أمريكية" أو غيرها وهى مشهورة باسم "مدارس الجاليات".
التأثير الاجتماعى والدينى على الطلاب
من خلال دراسة أجراها الدكتور أحمد ثابت دكتور العلوم السياسية عن دراسة عن الهوية العربية الإسلامية ودور المؤسسة التعليمية فى تشكيلها، من خلال عينة من طلاب الجامعة الأمريكية حيث تبين وجود عدد من الظواهر:
71.5% من طلاب الجامعة الأمريكية لا يعرفون لون العلم المصرى أو ترتيب ألوانه.
38.5% يرون أن ارتداء الحجاب يعد مظهراً للتخلف ومؤشراً لسلوك الفقراء.
27.5% على شوق جارف للحصول على الجنسية الأمريكية.
19.5 % يرون فى تبادل القبلات بين الطلبة والطالبات مسألة حضارية ولا تتنافى مع التقاليد المصرية.
75% يرون أن الوجود الأوروبى الاستعمارى فى مصر كان تعاوناً وتنويراً ولم يكن استعماراً، وأن مشاكل المجتمع المصرى عندهم هى فى قلة أماكن اللهو، وضوضاء أماكن العبادة، وعدم وجود أماكن لانتظار السيارات، وسوء فهم المجتمع للاختلاط بين الجنسين وحتى اللهو فى هذه المدارس يتميز بالانحلال الأخلاقى، حيث تقام حفلات مختلطة مستمرة على أنغام الديسكو، وتعرض تمثيليات قصصية مترجمة منها ما هو عن المسيح وغيره من الأفكار الغربية المنحلة، وذلك فى مناسبات الكريسماس وغيرها من الاحتفالات التى حلت مكان الاحتفالات الدينية كعيد السنة الهجرية وعيد المولد النبوى.
بعض هذه المدارس ليست غزوًا دينيًا فقط بل لا دين بها أيضًا بدليل أنه يتم فى بعض المدارس إقامة شعائر الصلوات النصرانية والترانيم وإثارة الشبة حول الإسلام وتلقينها لهذه النفوس البريئة وعرض الكتب التى تطعن فى الإسلام. ووصل الأمر إلى وجود بعض المدارس التى تدعو إلى الإلحاد أو الديانات الوضعية.
روبرت ساتلوف مدير قسم السياسة والتخطيط فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى كتب فى تقرير له يقول: "المدارس الأمريكية فى البلاد العربية والإسلامية ليست مجرد صروح تعليمية رفيعة المستوى بل هى سلاحنا السرى فى معركة أمريكا الأيديولوجية لأمركة المجتمعات العربية والإسلامية.
قال مسئول أمريكى كبير
"إن المدارس الأمريكية فى البلاد العربية والإسلامية هى سلاحنا السرى فى معركة أمريكا الأيديولوجية لأمركة المجتمعات العربية والإسلامية".
أسباب انتشار التعليم الأجنبى
فى البداية، ترى الدكتورة فتحية البيجاوى أستاذة متفرغة بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية ورئيس شعبة بحوث المعلومات بالمركز أن "سبب انتشار" أنواع التعليم فى مصر فى الفترة الأخيرة هو ضعف التعليم الحكومى مما اضطر أولياء الأمور إلى هذه المدارس خاصة أنها تدرس بعض المواد مثل الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية بهدف الفخر الاجتماعى.
وقالت إن هذه المدارس تؤدى بشكل مباشر إلى تدهور اللغة العربية فى المجتمع وهو ما حدث فى الفترة الأخيرة حيث بات أغلب شباب الجيل الجديد يتحدثون اللغة الأجنبية الأولى "الإنجليزى" بطلاقة ولا يعرفون شيئًا عن اللغة العربية بل لا يحبون استخدامها!
وأكدت أن المتعارف عليه عالميًا فى نظام التعليم وخاصة فى المرحلة الابتدائية تركيز المنظومة التعليمية فى كل مناهجها على اللغة الأم ولا يمكن أن يدرس الطالب أى لغة أخرى إلا بعد إتقان لغته الأساسية، ولكن للأسف هذا لا يحدث فى مصر خاصة فى ظل وجود مدارس متعددة الاتجاهات فى مصر سواء كانت "عربى" أو "لغات"، وأوضحت أن الطالب يتعلم لغته الأساسية بجانب التعليم فى البيت والشارع والمدرسة لذا لابد أن ندعم الطلاب فى إتقان اللغة الأم وليس لغة أجنبية أخرى قد تشوش على عقول الطلاب وتفقدهم ثقافة ولغة وطنهم.
معلومات خاطئة
وأوضحت أن الأمر لم يتوقف عند التشويش على ثقافة وعقل الطفل بين اللغات بل تسرب إلى مد الطلاب بمعلومات خاطئة عن بلدهم وقالت هالنى أن أجد مدرسة أمريكية فى التجمع تدرس للطلاب الحضارة المصرية بشكل خاطئ وأن القائمة على إعداد المنهج الدراسى فى مادة التاريخ غير مصرية وبالتالى لا تعرف شيئًا عن الحضارة المصرية.
وأضافت قائلة: لا أعرف أين الأجهزة الرقابية فى وزارة التربية والتعليم عن هذه الأمور وغيرها وهذا الصمت فى رأيى يعتبر مشاركة فى ارتكاب جريمة فى حق الوطن.
وأوضحت أن الطالب فى هذه الحالة سيخرج للحياة وهو لا يعرف شيئًا عن عادات وتقاليد وتاريخ وثقافة المجتمع الذى يعيش فيه وللأسف فإن أغلب هذه المدارس تلقن الطلاب ثقافات خارجية لا تتناسب مع المجتمع، إضافة إلى أنها تدمر اللغة العربية والوطن والمواطنة.
وقالت إن هناك بعض الدول العربية مثل سوريا قامت بتعريب كتب الطب للحفاظ على اللغة العربية، إضافة إلى ذلك أن الطلاب يستطيعون الابتكار ويصلون إلى أعلى معدلات الفهم إذا ما تمت دراسة المناهج العلمية بنفس لغة بلدهم.
ضعف الرقابة
وأرجعت ذلك الإهمال الذى يحدث فى المدارس الأجنبية والخاصة إلى ضعف الرقابة من ناحية وزارة التربية والتعليم وقالت إن الوزارة لا تمارس أى نشاط رقابى جاد وأن دورها يتوقف عند تحديد الامتحانات وفترة الإجازة فقط.
وطالبت بضرورة الإشراف الكامل من وزارة التربية والتعليم على هذه المدارس وخاصة فى المناهج التعليمية.
وترى الدكتورة قارعة حسن أستاذة المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس أن عدم الاهتمام باللغة العربية والضرب بها عرض الحائط أحد القضايا الخطيرة التى تهدد التعليم فى مصر، وأوضحت أن الدراسات الأمريكية التى أُجريت أخيرًا لقياس مهارات الطلاب فى القرن العشرين أكدت ضرورة تعليم الطلاب 9 مواد أساسية من ضمنها اللغة الأصلية و4 مواد دراسية أخرى مثل التربية المدنية والاقتصاد، وتساءلت عن سبب تجاهل بعض المدارس للغة العربية، رغم أنها أساسية وقالت إن المشكلة الكبرى فى المدارس الدولية إنها تهتم بتدريس وتطبيق المعايير الدولية فى الدراسة، وبهذا الشكل لا يوجد فرصة لتدريس اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا وهنا يتم تخريج أجيال لا تعرف شيئًا عن وطنها أو ثقافة بلدها وتاريخها وخاصة مادة التربية الدينية.
اللغة العربية مهددة:
وأوضحت أن هذه المدارس تهدد باختفاء اللغة العربية والهوية المصرية، وطالبت بضرورة فرض وزارة التربية والتعليم سيطرتها على هذه المدارس ومتابعة شكل ومضمون الدراسة بها حتى لا نقضى على الهوية المصرية.
اللغة الأم. أولاً:
كما حذر د. عبد الرحمن النقيب "أستاذ التربية" من انتشار المدارس والجامعات الأجنبية التى تدرس بلغة أجنبية تخلع الشعب من ثقافته ودينه وهويته وتهدده بالتشرذم الثقافى والانخلاع من كل ما يمت بصلة إلى الثقافة العربية الإسلامية.
وطالب بتحسين التعليم الحكومى "الوطنى" وإلا ستقع كارثة وهى اكتساح اللغات الأجنبية للغة العربية وستجرى هذه اللغات على ألسنة الناس ملء السمع والبصر فى حديثه الدارج كما يحدث الآن.
جرائم تربوية بالجملة
من جهة أخرى يؤكد الدكتور جعفر عبد السلام.. الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن المدارس والجامعات الأجنبية غالبًا ما يكون خريجوها منسلخين عن ثقافتهم ولغتهم ودينهم وتاريخهم لأنها تتجاهل ديننا الإسلامى وتاريخنا العربى والإسلامى وتدرس كتبًا ومواد تخالف تاريخ وتقاليد وعادات المجتمعات العربية.
وطالب بضرورة إصلاح مدارسنا وجامعاتنا الحكومية وأن يكون لدينا أنظمة تعليمية متطورة والاهتمام بتدريس اللغة الإنجليزية لغة عالمية فى مرحلة سنية ما بعد العاشرة حتى يجيد طلابنا لغتهم الأم أولاً.
وأوضح أن الاهتمام بتدريس اللغات الأجنبية بحجة أن التعليم فى الغرب متقدمًا جدًا ومن مصلحتنا استقدام المعلمين والخبرات التربوية الغربية إلى بلادنا ليس معناه الاستسلام التام وإهمال لغتنا وإسلامنا بل علينا أن نحمد الله أن جعلنا عربًا مسلمين نتحدث بأرقى وأقدم لغة ستستمر إلى قيام الساعة لأنها لغة القرآن وقد شرفها الله بإنزال القرآن بها حيث قال: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الآية2: سورة يوسف]. وعلينا أن ندرك المدارس والجامعات الأجنبية حيث إنها تمثل بؤر تغريب واستعمار ثقافى فى المنطقة بدليل أنه عندما دخل الاستعمار التقليدى بلادنا العربية افتتح المدارس الأجنبية التى تدرس لغته أولاً ثم دخلت القوات والجيوش وعندما طردته المقاومة عاد إلينا من جديد عبر هذه المدارس والجامعات الأجنبية، ولهذا لابد أن تكون هناك مواد فى جميع مراحل التعليم.
وتساءل الدكتور جعفر: هل انهيار وتدهور التعليم الحكومى فى عالمنا العربى والإسلامى كان متعمدًا وهدفه بالدرجة الأولى ضرب الثقافة العربية الإسلامية بمساعدة دعاة التغريب والتطبيع؟. وهذا السؤال جاء على ذهنى بعد أن قرأت أن كتاب الثقافة العامة بإحدى المدارس الأمريكية يوضح أن الأماكن الدينية فى الوطن العربى بأنها القدس وبيت لحم وجبل نبو والأهرامات دون أى ذكر لمكة المكرمة والمدينة المنورة. وكذلك لم تحتو مناهج الدراسات الاجتماعية إلا على صفحتين فقط عن الحضارة العربية الإسلامية فى حين تم التوسع فى الهولوكوست لتهيئة الطلاب لمساندة اليهود الصهاينة. وعندما سئل أحد الطلاب عن عمر بن عبد العزيز؟ فقال هذا ملك الراب بالجزائر. ولم يعرف طالب واحد أمهات المؤمنين ولا العشرة المبشرين بالجنة بل مدرسات التربية الإسلامية فى بعض المدارس ليست مسلمات وكثير من هذه المدارس الأجنبية لا ترفع علم الدولة الموجودة بها ويعتبر المعلمين الأجانب فيها أن اللغة العربية أصبحت من الماضى لتنفير الطلاب منها فى حين يتم اختيار أفضل المعلمين لتدريس اللغات الأجنبية التى يتم تدريس المواد بها ليتكون لدى الطالب عقدة الإحساس بقصور وضعف لغته عن عصر العلوم وتاريخه ودينه كان مشوبًا بالنقص والاحتقار.
وأكد الدكتور حامد عمار شيخ التربويين العرب أن تعدد المدارس التعليمية زاد فى مصر بهدف اقتصادى خاصة عند إعلان المجتمع عن ارتباطه الوثيق بالسوق العالمية، ومن هنا فكر المستثمرون فى إنشاء مدارس خاصة تعليمية أجنبية تقدم وجبة تعليمية جيدة وتوفر أيضًا عائدًا ماديًا يأتى بتكاليف الإنشاء بعد مروره 5 سنوات على أكثر تقدير وهكذا أصبحت لدينا مدارس خاصة لكل المستويات التعليمية تبدأ برياض الأطفال وتنتهى عند الجامعة وأضاف قائلا فى رأيى أن هذا التعدد يؤدى إلى "تفكيك الوطن" خاصة أنه يوفر أنواعًا متعددة من التعليم وكل طبقة تلتحق بما تتناسب مع إمكانياتها المادية ولكنه فى نفس الوقت يسبب ما يمكن أن نطلق عليه "التمزق الاجتماعى" الذى يقسم فئات المجتمع إلى شرائح متعددة.
التعليم أصبح سلعة
وأضاف قائلاً: بهذا الشكل أصبح التعليم فى مصر سلعة وكل فرد يشترى ما يناسبه حسب إمكانياته المادية، ولا شك أن هذا التعدد له تأثير خطير على اللغة العربية حيث إن جزءًا كبيرًا من هذه المدارس يهمل تعليم اللغة العربية للطلاب بشكل صحيح ويركز على اللغات الأجنبية الأخرى.
وتساءل كيف لا نشكو فى ظل هذا التعدد الكبير؟ خاصة أن طه حسين كان يشكو من التعليم الأجنبى رغم أن عدد المدارس الأجنبية فى ذلك الوقت كان لا يتعدى 15 مدرسة ولكن الآن الأعداد أصبحت غفيرة لا عدد لها فى كل المراحل التعليمية تبدأ من رياض الأطفال وتنتهى بالجامعة أى أصبحت منظومة أجنبية متكاملة.
وطالبت الجهات المعنية بضرورة تشديد الرقابة على هذه المدارس وخاصة فى مناهج اللغة العربية التى دمرتها بعض هذه المدارس ولا تهتم بها نهائيًا.
آراء مجموعة من المدرسين فى المدارس...
فى البداية تحدث إلينا محمد عبد العظيم مدرس أول تاريخ بالثانوية العامة والذى ذكر أن المدارس الأجنبية ذريعة من ذرائع الاستعمار وكانت فى بدايتها مدارس إرسالية تبشيرية حيث تم إنشاؤها بموجب الامتيازات الأجنبية فى مصر أو فى الدول العربية أيام سلطان الدولة العثمانية المنهك.
وأضاف أيضًا أن الحل يكمن فى وجود مدارس حكومية على مستوى عالٍ وأن المدارس الأجنبية مثل الجزر المنعزلة لا يسيطر عليها أحد وأن لها مطلق الحرية فى اختيار الوسائل والمناهج دون الرجوع إلى الوزارة مما يتسبب فى خروج جيل عليل وفاسد.
من ناحيته أبدى سعيد عبد الجواد مدرس لغة عربية بالمرحلة الثانوية – أسفه على اللغة العربية وعلى الكتاب الذى علمه مبادئ القرآن والسنة، وأنه يجد تلاميذ فى المرحلة الثانوية لا تعرف مبادئ النحو أو الصرف أو لا تعرف حتى معنى الكلمات العربية وقال إن هذه كارثة ومعضلة كبيرة.
أما عبد الواجد مدرس اللغة العربية على المعاش – فقد رمى بقنبلة فى وجه الوزارة قائلاً: أين كان الوزير والوزارة عندما كان الطلبة يدخنون المواد الممنوعة فى هذه المدارس وكنت أريد إدخال ابنى فى إحدى هذه المدارس ولكن نظرًا لما رأيته من مهازل فى التربية ومن انحطاط فى الأخلاق عدلت عن رأيى.... وعقب قائلاً: كلامى إلى المسئولين هذه المدارس "تجارة باسم التعليم".
آراء أولياء الأمور
تقول إيمان سيد، طبيبة: أدخلت أولادى للمدارس العالمية من أجل اللغة، ولأن شهاداتها كانت معترفًا بها عالمياً، وأشعر أن أبنائى قد استفادوا من الدراسة ولكن ليس بالمستوى المطلوب، وأيضاً أشعر أنها دولية بالاسم فقط، حيث إن المدرسين ليسوا أكفاء, وطرق التدريس ليست مُثلى حتى إن المنهج لا يدرس بالكامل, وأهم سلبياتها انعدام الجانب الدينى مما يضطر الأهل للبحث عن معلمين من خارج المدرسة لتعليمهم الدين وهذا ما قمت به.
أما مدحت الشاذلى، مهندس: فيرى أن من أهم ما يميز المدارس الدولية أنها تعلم الطلاب طريقة التفكير، وتربيهم على التحليل لا الحفظ المجرد، فطلاب بعض المدارس العربية لا يستطيعون الإجابة عن سؤال أجابوا عليه من قبل حتى لو أجريتَ عليه قليلاً من التحوير، ومن يعلموهم مع الأسف من نفس النمط.
كما أن المدارس العربية لا تربى الطالب على الولاء لدينه إنما تربيه على الولاء للبلد التى يدرس مناهجها.
وزارة التربية والتعليم والتعامل المرتبك
أصدر الوزير الأسبق زكى بدر قرارًا بتحويل المدارس الأجنبية والدولية والملحقة بالسفارات إلى مدارس تجريبية. ووقف كافة التراخيص لمثل هذه الأنواع من المدارس وتم إصدار القانون فى عام 2009. وتم العمل بالقانون طيلة فترة وزارة زكى بدر، وكان هذا الكلام يعنى تحويل المدارس الدولية إلى تجريبية أى أنها تقوم بتدريس المواد المقررة فى المدارس الحكومية والتابعة لجمهورية مصر العربية ولكن باللغة الإنجليزية.
ولكن د. أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم قام بإصدار قرار بإلغاء قرار زكى بدر المتقدم وأمر بإعادة باب منح تراخيصها بعد قيام الوزارة بوضع لائحة منظمة لعملها كما تحدد شروطًا للتراخيص وذلك بتقديم المدرسة لإقرار بالتزام المدرسة بتدريس مناهج اللغة العربية والتربية الدينية والتربية الوطنية والتاريخ والجغرافيا المصرية باللغة العربية للطلاب المصريين للقضاء على انفصال الملتحقين بهذه المدارس عن المجتمع المصرى وذلك بالقرار الوزارى رقم 235 لسنة 2011. ووضعت الوزارة 9 شروط لتراخيص المدارس أولها: تقديم نص اتفاقية موقعة مع الجهة المانحة للشهادة ويكون معتمدًا من الملحق الثقافى المصرى بسفارتنا بدولة الجهة المانحة فى حالة تدريس مناهج غير معدية عن أن يوضح مدة الدراسة والسلم التعليمى وسن القبول طبقًا لاشتراطات وزارة التربية والتعليم مع تقديم نموذج من الشهادة النهائية التى يصدرها المانح الأصلى للشهادة أو من هيئة الاعتماد المختصة فى حالة تدريس المناهج لغير المصرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.