تحت عنوان "الثقافة وسؤال الهوية" عقدت المائدة المستديرة، أمس الاثنين، لقاءً بعنوان "اللغة العربية وأعمدة الهوية"، شارك فيها عدد من الباحثين والمهتمين باللغة العربية. قال الكاتب حزين عمر، نائب رئيس تحرير جريدة المساء، إن اللغة العربية لم تفُرض على أى شعب للتحدث بها، ولم تكن لغة غزاة حتى يحذرها الناس أو لغة عنف، وأضاف بأنه تم فرض على المصريين اللغة اللاتينة واليونانية القديمة. وأشار حزين عمر إلى أن العرب الفاتحين ظلوا يتداولون اللغة العربية حتى اقترب منهم المصريون، وأضاف بأننا نجد صلة قديمة بين مصر والمصريين واللغة العربية التى وصلت إليهم على يد الفاتحين الذين وجدوا فيها ضالتهم، وعندما قدم القرن الرابع الهجرى كان معضم المصريين يتحدثون بها. وأوضح أن اللغة العربية مكوناً اساسياً من مكونات الشخصية المصرية، مشيراً إلى تنافس المدارس العربية الكوفة والبصرة فى تعليم اللغة العربية، لكن مع سقوط الخلافة العباسية أصبحت اللغة العربية مهددة مع المغول وجاءت المدرسة المصرية لتحمى اللغة العربية. وأكد حزين عمر أن المصرى يفكر ويتثقف باللغة العربية التى كانت صداً فى وجة الاستعمار الذى غزا مصر وحاول أن يشيع اللهجات العامية المنتشرة فى مصر. موضحاً أن اللغة العربية ليست فى حالة عداء مع هذه العامية أو اللهجات المحلية لأن اللغة العربية هى أم لهذه اللهجات، حيث إنها تأخذ بعض مفردات اللغة وتحرف فيها. وأشار حزين عمر إلى وجود حالة من حالات القلق تنتاب بعض المتحمسين للغة العربية، حيث يرونها فى حالة خطر، ولكنى أرى أنها فى حالة جيدة لأننا فى حالة ازدهار ثقافى إذا حكمنا على الثقافة بالإنتاج الفكرى. كما أوضح أن اللغة العربية فى حالة إزدهار، وأن الصحافة قدمت لغة متوسطة ما بين لغة الأدب ولغة الشارع، كما أن القلق على اللغة العربية ليس بالخطر الكبير وهذه اللغة سوف تزدهر إذا ربطنا اللغة وتاريخها بمخترعات حديثة. وقالت الدكتورة أمانى الجندى، رغم احتلال الاستعمار الإنجليزى لمصر والذى استمر 82 عاماً، إلا أنه لم يسطع فرض لغته على مصر. وأشارت "الجندى" إلى نص الدستور فى المادة الثانية، والذى قال إن الإسلام دين الدولة وأن اللغة العربية هى لغتنا. وأشارت إلى الهوية العربية التى تتكون من عدة سمات أهمها الدين والثقافة التى تشكل من الموقع الجغرافى المتميز الذى يعُد مطمعاً للاستعمار. وأشارت أمانى إلى مجمع اللغة العربية باعتباره يحافظ على اللغة ويصدر أبحاثاً لتعريب العلوم، اللغة العربية قوية قادرة على تطوير نفسها. كما أكدت أمانى على وجود تراجع كبير فى الاهتمام باللغة العربية، مشيرة إلى دور الإعلام والنت له دو فى هذا التراجع. كما استعرضت بعض الأمثلة على ذلك ومنها، أى مخاطبات رسمية بها أخطاء كبيرة فى اللغة، لافتات المحلات معظمها تم اقتباسه من الغرب، الحديث الذى يدور بين الشباب يكون معظمه باللغة العامية. فى نفس السياق قالت هالة عبد السلام، مديرة أحد المدارس وأحد المهتمين بالدمج التعليمى لذوى الاحتياجات الخاصة. أن الهوية المصرية وهى تفرد الشخصية المصرية بمجموعة من الصفات والخصائص التى تميزها عن باقى الشعوب، التى تتضمن اللغة والدين والعادات والتقاليد والتى أصطبغت بصبغة الإسلام منذ أزمنة عديدة. وأوضحت "هالة عبد السلام" بأن اللغة العربية هى أحد أهم الركائز، لأنها لغة القرأن الكريم دستور هذه الأمة، وأن إضعافها يعنى إضعاف وهدم أحد أهم الركائز. وأشارت إلى أن اللغة العربية تعانى الآن من ضعف ملحوظ نتيجة المحاولات التى تقوم بها القوى الصهيونية العالمية، موكدة أن اللغات تتقدم وتتأخر مثل الأمم نفسها. وأضافت بأن هناك علاقة جدلية صحبحة بين حصاروة الأمه ومكانة اللغة. والواقع الذى نعيشة يثبت ضعف اللغة، وأرجعت ذلك إلى ازدواجية اللغة بين المجتمع والمؤسسات التعليمة. حيث يتعلم الطالب اللغة العربية بقواعدها وأصولها ويمارس اللهجات المختلفة خارج سور المدرسة. بالإضافة إلى ضعف القائمين على تعليم هذه اللغة، لأن معظمهم دخلوا كليات التربية ودار العلوم والآداب رغماً عنهم عن طريق مكتب التنسيق. كما أكدت على ضرورة تطوير اللغة العربية بما يتواكب مع العصر الحديث. مؤكدة على وجوده العديد من التحديات التى تواجهنا فى هذا المجال.