"ألف ليلة و ليلة" و "أولاد حارتنا" من أهم مائة كتاب عالميا " الأطباق الطائرة " و كتب" الطبخ" و "السحر" الأعلى مبيعا فى الغرب السلسلة لم تعتمد على جائزة نوبل فى الاختيار بسبب تسيسها المترجم " خائن " للقارئ حين يخلط أسلوبه بأسلوب الكاتب القومى للترجمة كانت مكافئة النظام ل"جابر عصفور" القومى للترجمة دمر عشرات الأعمال الإبداعية ثلث كتب السلسة فقط تصل للقارئ .. و البقية يسرقها التجار استضافت ساقية الصاوى مساء أمس الشاعر رفعت سلام للحديث عن مشروع سلسلة " المائة كتاب " الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ، و قال سلام أننا نفتقد فضيلة " إعادة الطباعة " ، لذا فالأجيال اللاحقة يفوتها الكثير ، و ضرب مثال أنه فى الستينات شهد الطبعة الأولى من " دون كيخوته " ، و لم يعاد طباعتها من جديد ، فى حين فى الخارج حينما ينفذ كتاب يسارعون فى إعادة طبعه فلا ينفذ أبدا من المطابع . لذا يقوم مشروع " المائة كتاب " على رصد أهم مائة كتاب و إعادة طباعتهم ، و عن معيار اختيارهم قال الشاعر أن الجامعات فى الغرب تقوم بعمل استمارات و ترصد فى استبيانات أهم مائة كتاب عالميا ، و من أهمهم قائمة الليموند الفرنسية ، و قائمة النيويورك تايمز ، و الكتب العربية الموجودة فى معظم هذة القوائم هم كتابان ألف ليلة و ليلة و رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ . و قال أنه استفاد من قوائم مشابهة أنتجتها الثقافات الأخرى، الفرنسية والبريطانية والأمريكية والنرويجية، ووجد التشابهات بينها كثيرة ، ومنها أعمال لدستويفسكي وتولستوي وماركيز وبورخيس وكافكا ، و تم الاستقرار على 80 عمل من السلسة ، و تم ترك 20 عمل للاختيار الحر من اقتراحات الأدباء و المثقفين ، و جمهور القراء على صفحة المائة كتاب على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك . و فى القائمة هناك بعض الأعمال مترجمة و منشورة ، و لكن ليس جميعها مترجمة بشكل جيد كرواية " زوربا اليوناني" و بعضها مشوه و محذوف منها ، و بعضها تعذر الوصول للمؤلف لأخذ أذن ترجمتها ، و أعرب الشاعر أنه استطاع بصعوبة الحصول على حقوق ترجمة د. عبد الرحمن بدوى لكتاب " دون كيخوته " منذ عام فى قصور الثقافة . كما أكد رفعت سلام أنه لم يعتمد الكتب الأعلى مبيعا فى السلسلة لأن فى الثقافات الغربية ليس دائما الأدب الجاد فى الأعلى مبيعا و فى فترة من الخمسينات إلى السبعينات كانت كتب " الأطباق الطائرة " هى المتصدرة الأعلى مبيعا و كتب الطبخ و السحر و الشعوذات . و أيضا لم يعتمد على جائزة نوبل فى الاختيار ، بسبب الانتقادات الخاصة بتسيسها و معايير اختيار الأعمال الفائزة . حتى الآن تم إصدار حوالى عشرة كتب هم : " دون كيخوته " لثيرفانتس ، و" المسخ و المحاكمة " لكافكا ، و صدر لخُوان رولفُو "بيدرُو بارَامُو " ، "لو أن مسافرا فى ليلة شتاء " لإيتالو كالفينو ،و " بيت الدمية " لهنريك إبسن ، و "الغريب "لألبير كامو ، وليم بليك " أناشيد البراءة و التجربة " ، و " الأب جوريو " لبلزاك ، و " الصخب و العنف " لوليم فوكنر ، و " أوراق العشب " لوالت وايتمان ، نفذت معظم هذة الكتب من منفذ البيع لم يتبقى منها سوى ثلاث كتب ، و هناك نسخ نفذت بأكملها فى شهر ، و ستتاح هذة الكتب فى معرض القاهرة للكتاب 2014 . 90 % من الأعمال بلا حقوق ملكية لأنها تعود للنصف الأول من القرن العشرين ، فبعد وفاة المؤلف بخمسين عاما تسقط حقوق الملكية و يكون للمترجمين الحرية فى ترجمة الأعمال ، لذا أكد الشاعر أنهم لم يواجهوا مشاكل فى حقوق الملكية سوى فى كتاب " زوربا اليونانى" ، لذا عقدوا تسوية مع مؤسسة كازاندزاكيس للحصول على الحقوق الحصرية للترجمة والنشر، لمدة خمس سنوات . و تابع الشاعر رفعت سلام أن لدينا ندرة فى المترجمين الأكفاء ، لذا قام بنفسه باختيار المترجمين المتميزين و اقترح عليهم الأعمال المترجمة ، و قال الشاعر أن الترجمة الأمينة هى التى نجد فيها السمات الأسلوبية و اللغوية و البناء الدقيق للكاتب ، و يكون المترجم " خائن " للقارئ عندما يخلط أسلوبه بأسلوب الكاتب . و قال الشاعر أن لدينا مشروع رائد " الألف كتاب " و بدء منذ الخمسينات حتى السبعينات ، و قامت به مجموعة من دور النشر . وأضاف أنه تفائل بالمركز القومى للترجمة فى تنشيط حركة الترجمة للأعمال الجيدة ، و لكن الشخصنة التى تمت فى عملية التأسيس فى شخص " جابر عصفور "جعلت ذلك لا يتم ، فأراد النظام أن يكافئه بعد خروجه من وزارة الثقافة بهذا المركز ،و عانى المركز فى بدايته من إشكالية الأخطاء البشعة فى الترجمة و معايير اختيار الكتب المترجمة ، فتم تدمير عشرات الأعمال الإبداعية العالمية ، و بعض هذة الكتب لم يعاد ترجمتها بشكل جيد ، فضلا عن الأسعار الباهظة فوق قدرة القارئ العادى ، و الميزانية التى أتيحت للمركز كانت تستطيع أن تنتج العديد من المشاريع الجيدة . أما عن مشروع السلسلة بقصور الثقافة فهو مشروع صغير يصدر 12 كتاب فى السنة ، و ينتج ثلاث الالاف نسخة ، و طالب رفعت سلام بزيادة النسخ لأن هذة الكتب ستكون مطلوبة ، و لكنهم رفضوا ذلك ، و قال سلام عن سرقة الكتب ثلث هذة النسخ تصل للقراء ، و الباقى يقوم التجار بتخزينه حتى ينفذ و يبيعه بسعر كبير ، فى حين تباع كتب السلسلة بأسعار زهيدة ، و أكد سلام أن سلسلة آفاق عالمية لن تتوقف . و عند سؤاله عن " الكوميديا الآلهية " لدانتى قال عند حصر الترجمات المختلفة لهذا العمل وصلت لأرقام فلكية كل ثقافة لديها سيل من الترجمات فى اللغة الواحدة من هذا العمل ، و كلفت أستاذ قدير فى اللغة الأيطالية بترجمة العمل منذ سنتان و حتى الآن لم يصلنا منها سوى عشر الكتاب . و قال رفعت سلام ليست مسألة سياسية كل شعب يترجم ما يحتاجه فى ثقافته ، كما نقوم نحن بترجمة ما نريد فى مصر ، و أتعجب من اقتراح أن نترجم بأنفسنا الأعمال العربية للغات المختلفة ، فما أدرانا بما تحتاجة الثقافات الأخرى ، ففرنسا دعمت حركة الترجمة من الفرنسية للعربية و لكنها لم تتدخل فى الاختيارات . و قال سلام أنه عند الترجمة عن لغة وسيطة ، يكون لكل ترجمة فاقد ، و أن الأدب الروسى بأكمله مترجم من لغات أخرى ، و فوجأ أننا فى مصر لا نملك أى ترجمة لأعمال الشاعر الروسى الكبير فلاديمير ماياكوفسكي ، و كان هو الوحيد الذى قدم له أول ترجمة للعربية عن اللغة الإنجليزية .