جيبوتى : أعلن محمود علي يوسف وزير الخارجية الجيبوتي أن بلاده تعتزم رعاية مصالحة بين المحاكم الإسلامية والسلطة الانتقالية في الصومال، على هامش القمة الحادية عشرة لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا"، التي تبدأ اليوم في العاصمة الجيبوتية، ونفى بشدة تورط بلاده في النزاع المسلح هناك، مما يؤهلها للقيام بدور في عملية المصالحة الصومالية. وقال يوسف في تصريحات خاصة لجريدة " الشرق الأوسط"، عبر الهاتف من جيبوتي : "هذه فرصة سانحة وسنحاول أن نوفق بين مواقف دول الإيقاد والدول التي لها دور في الصومال، وهذا واجب على جيبوتي بحكم العلاقات الطيبة والتاريخية التي تربطها بالصومال". وفيما يتعلق بأعمال قمة الكوميسا قال يوسف : " إنها ستتركز على القضايا الاقتصادية والتجارية لدول شرق وجنوب أفريقيا، التي قطعت شوطا كبيرا فى مسيرة الاندماج الاقتصادي والتجاري"، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا العمل على خطة لاقامة اتحاد جمركي عام 2008، بالإضافة إلى توحيد العملة بين دول الكوميسا. واعتبر يوسف أن السوق المشتركة لن تكون فعالة إذا تجاهلت هذا الإطار القانوني للاتحاد الجمركي، وأوضح أن قمة الكوميسا، التي تعقد في فندق كيبمنسكي، أحدث فنادق العاصمة الجيبوتية، وتم بناؤه خصيصا لاستضافة أعمالها بمساعدة من دولة الإمارات العربية المتحدة، ستناقش أيضا مشروع إنشاء صندوق لدعم اقتصاديات الدول ذات الأوضاع الخاصة، فضلا عن جوانب أمنية تتعلق بالسلام والأمن وناقشها وزراء خارجية دول الكوميسا في اجتماعهم أمس الثلاثاء. وأكد يوسف اعتزازه بالدول الأعضاء في الكوميسا، التي حققت السلام فيها، ومنها الكونغو وجزر القمر وبوروندي، موضحا أن هناك بؤر توتر أخرى في المنطقة، ستكون القمة المكان المناسب لوضع خطط وحلول ناجعة لحلها. جدير بالذكر أن السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا" أنشئت عام 1994 لتحل محل منطقة التجارة التفضيلية، التي بدأت عام 1981 وتهدف إلى إنشاء منطقة تجارة حرة بين الدول الأعضاء. وتضم هذه السوق 19 دولة، هي مصر وانغولا وبوروندي وإثيوبيا وكينيا والكونغو الديمقراطية واريتريا ومدغشقر ومالاوي ورواندا وسيشل والسودان وسوازيلاند وأوغندا وزامبيا، بالإضافة إلى زيمبابوي وموريشيوس وجزر القمر وجيبوتي. ورغم أن الصومال ليس عضوا في الكوميسا قال يوسف : "سنحاول خلال المؤتمر توحيد موقف دول الإيقاد، وإذا توحدت المواقف والرؤية في هذا الإطار، نعتقد أن هذا سينعكس إيجابا على الوضع في الصومال". ولم يحدد وزير الخارجية الجيبوتي ما إذا كان الرئيس الصومالي الانتقالي عبد الله يوسف أو غريمه الشيخ حسن طاهر عويس رئيس تنظيم المحاكم الإسلامية سيحضران هذه القمة، مشيرا إلى أنه تجري مشاورات بين دول الإيقاد .