قال الدكتور مصطفى حجازي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية إن التعريف الدقيق لمسمى الوظيفة التي يشغلها هو مستشار الرئيس للشئون الإستراتيجية، موضحا أن الشئون السياسية هي جزء من الكل. وأشار حجازي - في حوار خاص مع قناة "الحياة " مساء اليوم الأحد إلى أنه لا يستطيع أحد أن يبنى صروحا اقتصادية قوية إلا على تربة سياسية ومجتمعية وإنسانية صلبة، وتابع قائلا " إنه لا يستطيع أن يكون صادقا مع نفسه أو مع مسئوليته تجاه الدولة المصرية إلا في حالة قراءته للمشهد واحتياجاته من المنطلق الإنساني حتى تكوين مجتمع ثم فكرة وطن ثم حالة سياسية داخلية وخارجية تنتهي في نهاية المطاف إلى حالة من حالات الازدهار لهذا الشعب في شكل اقتصادي". وأكد حجازي على أن ما أصاب الفترة الانتقالية هو أن هناك معتقد بوجود صراع سياسي ..موضحا أن هذا المعتقد يرى أن بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وبسقوط رأس الدولة قد حان الوقت لجماعة سياسية ان ترث جماعة أخرى ..مشددا على أن ما نعيشه ليس صراعا سياسيا أو صراعا طبقيا ..لافتا في الوقت ذاته إلى أن هناك صراعا بين الماضي والمستقبل. وقال مستشار الرئيس "معنى كلمة الشعب يريد هي أن الشعب حينما أراد قرر وبالفعل فان الشعب يحكم من خلال ما يريد". وأوضح حجازي "أن المسألة الحقيقية في شأن المستقبل هي كيفية الوصول بهذا الشعب الذي قرر فقاد في شوارع مصر في الخامس والعشرين من يناير، ثم أكد على وجوده كمؤسسة حكم في هذا المجتمع في الثلاثين من يونيو، أن توجد له الصيغة المرتبطة بكونه هو صاحب الحكم لكي يحكم". وقال مستشار إن أخطر عيوب المرحلة السابقة اختزال الشعب المصري في الأحزاب السياسية، موضحا أن المرحلة الراهنة هي تأسيس دولة وليست مرحلة انتقالية . وأكد حجازي أن مؤسسة الرئاسة تحتاج لإعادة هيكلة كالدولة شأنها شأن جميع المؤسسات الأخرى، لافتا في الوقت ذاته إلى أن مؤسسة الرئاسة ليست طرفا في أي معادلة سياسية، وهي مسئولة عن الشعب كله. وحول محاولة اختيار وزير الداخلة اللواء محمد إبراهيم قال حجازي، إن الهدف من محاولة الاغتيال تعطيل خارطة الطريق ، مشددا في الوقت ذاته على ان مثل هذه الحادثة لن تتكرر مرة أخرى ، مضيفا أن قوة الشعب سيتصدى لكل العمليات الإرهابية لأنها أقوى من أي جهاز أمني ، ودعاء الأمهات والمصريين هم من قضوا على إرهاب الثمانينات والتسعينات. وتابع حجازي قائلا " إن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة كانا بهما حالات تهديد للمجتمع، وأن أنصار الإخوان يحاولون استمرار حالة التخويف والذعر للشعب "، مشيرا إلى أن الدولة كانت متوقعة تلك الأفعال العنيفة بسبب التهديدات المسبقة، وأن موجة الإرهاب لن تستمر لأن المجتمع كله ضدها . وقال إن الإرهابيين خرجوا من الحظر القانوني إلى الحظر المجتمعي ، وأن حالة الإرهاب في مصر ستنتهي، معتبرا في الوقت ذاته أن تنظيم جماعة الإخوان انتحرت زمانيا ، وأصبحت خارج الزمان . وحول حزب النور ..أكد حجازي قائلا " إن حزب النور إذا أراد ممارسة السياسية بشكل طبيعي، ويقدم برنامجا لحل مشكلات الشعب اليومية، عليه تقديم أصحاب الكفاءة للمناصب، وليس تقديم أشخاصا من أجل المزاحمة السياسية فقط " . وقال مستشار الرئيس للشئون الاستراتيجية الدكتور مصطفى حجازي إن مؤسسة الرئاسة ستلتقي مع ممثلي الصعيد وغيرهم كما يلتقي المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية أحمد المسلماني القوى السياسية، مؤكدا في الوقت ذاته أن الرئاسة مسئولة عن التواصل مع كل القوى المجتمعية والشعبية. وأوضح حجازي أن محاولات جماعة الإخوان لمنع كتابة الدستور الجديد لن تنجح، مشددا أن هناك حالة من الإجماع الوطني على سرعة إنهاء المرحلة الانتقالية لنبدأ في البناء. كما أوضح أن جماعة الإخوان المسلمين استخدموا عودة نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وعودة المجلس العسكري للحكم كفزاعة، مضيفا أن الشعب هو من سيقف في مواجهة مخططات الإخوان لتعطيل الدستور والمضي قدما إلى الأمام .