عرضت صحيفة الواشنطن تايمز كتاب " الإخوان : عدو أمريكا العظيم القادم " للكاتب إريك استكلبلك ، والمؤلف من 256 صفحة ، ويباع بقيمة 27.95 دولار أمريكي . يبدأ الكاتب عرضه بإقرار الإطاحة الأخيرة لحكومة الإخوان في مصر ، وبدء الإسلاميين مواجهة أزمة سياسية خطيرة منذ بداية نشاطها السياسي من 85 عاما . وكان الرئيس محمد مرسي قد وعد سابقا بالسعي بقوة للنهوض بمصر من خلال حكومة شاملة جميع الاطراف السياسية ، كما وعد بالنهوض بحركته الإسلاميه المنتمي إليها وتنفيذ الشريعة بشكلها الصارم – كما وصفها الكاتب – والتي أسماها بالقانون الإسلامي . كل ذلك أدى للنفور من حكم محمد مرسي ، حيث كان متوقعا أن تكون من نتائج ثورة 2011 مجتمع اكثر تعددية وانفتاحا من نظام الرئيس مبارك . طٌرد الإخوان من الحكومة ، وانكشف طبيعة هذه الحركة من خلال نشر نظريات المؤامرة المشوبه بجنون العظمة و بالتحريض على التعرض لأنصار الجماعة ، لتظهر هذه المظاهرات الحاشدة . وفي المقابل ظهرت حشود ضد الحكومة الإنتقالية التي يقودها الجيش في مصر . يعرف الكاتب الإخوان المسلمين بأنهم أعظم بلاء يمكن أن يصيب الأمبراطورية الأمريكية . فهم يعملون بالقرب من كل العمليات السياسية في العالم وفق جدول متطرف ثيوقراطي ، مثل تنظيم القاعدة الذي يعمل على إحلال الشرعية بالعنف . ينهج الإخوان نهج النمل الأبيض في عمله وتنظيمه ، فهو يعمل ببطء ويختبيء عميقا في المجتمع متناولا طعامه ببطء اعتاد عليه . يكتسب النفوذ خلف الكواليس في الحكومة والأوسط الأكاديمية ووسائل الإعلام ، كما يعمل على القاعدة الشعبية من خلال المساجد والمدارس الإسلامية . ويدسون أنوفهم حتى مع الفصائل المتباينة معها أيدولوجيا ، فالهدف هو تحقيق مصالحها الخاصة في النهاية ، لتبدأ بعد ذلك المرحلة النهائية من اكتساب النفوذ ، بحسب الكتاب. ويمكن أن تتخذ المرحلة النهائية عدة أشكال حسبما يوضح المؤلف ، فمثلا يكون من خلال سلطة الحكم رسميا بخوض الإنتخابات والفوز بها كما حدث في مصر وتونس . ويمكن أن يكون ذلك بتكوين كتل معارضة كبرى في الدول التي لم تستطع الوصول فيها للسلطة مثل الاردن وليبيا والمغرب . ويعتبر مشروع الإخوان الأساسي هو قهر أوروبا وأمريكا ليس بالسيف ، ولكن من خلال الدعوة " التبشير كما وصفها الكاتب " ، مثل بناء الجمعيات الإسلامية في الولاياتالمتحدة والمعهد الدولي للفكر الإسلامي ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية للطلاب المسلمين . وهو ما يعتبر تقدم لما يسمى بالتطرف الإسلامي في المجتمع الأمريكي ، على الرغم من سلمية وضمان عمل النظام الامريكي وفق الحفاظ على الحقوق مستغلا حرية التعبير هناك . بل وتسعى بعض الدول الإسلامية لإقامة الخليفة الإسلامية وبسطها عالميا مثل إيران وتركيا ، غير أن الإخوان يهاجموهم بقوة لأن الأتراك ليسوا عربا وكذلك الإيرانيين . وبعد فترة من النشوة تم الإطاحة بالإخوان من السلطة ، مما جعلم يلجأون إلى القوة ضد الحكومة الشعبية المصرية الإنتقالية ، رغم محاولات الحكومة ضبط النفس في التصرف معهم باستمرار مما يفتح ملفا جديدا في تاريخ الإخوان المسلمين في مصر .