أكد عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي شريف طه، أن حزبه نصح جماعة الإخوان المسلمين مرارا بعدم التقدم للرئاسة، ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد أن وصلوا إلى الحكم. وحول خوض حزبه انتخابات الرئاسة القادمة، قال طه: "هذا ليس واردا وليس في تصورنا، نحن نرى أن أكبر الأخطاء هو تصدر التيار الإسلامي لكل المشهد في هذه المرحلة دون تدرج، نحن نريد أن نكون جزءا من المشهد السياسي ونرفض كل الدعوات المطالبة بإقصاء التيار الإسلامي، ولكن في نفس الوقت لا نريد أن يتصدر التيار الإسلامي المشهد، ويتحمل التركة الثقيلة كلها وحده". ولفت "طه" في تصريحات صحفية له صباح اليوم الجمعة، إلى أن حزب النور قد انضم لخارطة الطريق لأنه أدرك أن الرئيس مرسي لم يعد قادرا على الحكم" وأضاف في معرض رده على اتهامهم بخذلان الإخوان المسلمين أن "النور" لم يخذل الإخوان بل إن من خذلهم هم من غيبوا عنهم حقيقة المشهد وحقيقة الغضب والاحتقان في الشارع. وأشار إلى أنهم أكثر من نصح الإخوان سرا وعلانية ولا أدل على ذلك من المبادرة تلو الأخرى التي قدمها "الحزب" حتى قبل انتخابات الرئاسة ونصيحته للإخوان بعدم التقدم للرئاسة، وعدم تصدّر المشهد السياسي في تلك المرحلة، وبتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل أن يقيل الرئيس مستشاره للشؤون البيئية عضو حزب النور خالد علم الدين. وعن سبب انضمامهم لخارطة الطريق التي قضت ضمنيا بعزل الرئيس مرسي، نوه "طه" أن "النور" اختار خارطة الطريق بعد إدراكه أنه لم يعد بإمكان الرئيس مرسي أن يحكم، وأن النور اختار التنازل عن مقعد الرئاسة من أجل الحفاظ على سائر مكتسبات الثورة وحقنا للدماء. وأوضح عضو الهيئة العليا لحزب النور أن جماعة الإخوان ومعها بعض المناصرين من التيار الإسلامي في جانب، وفي الجانب الآخر الجيش والداخلية والمخابرات والقضاء والإعلام ورجال المال، إضافة إلى الظهير الشعبي، متسائلا: "فكيف يمكن للرئيس مرسي أن يحكم البلاد؟". وشدد على أن الشرعية خط أحمر طالما ظلت تحافظ على البلاد والعباد وطالما كانت تؤدي الغاية المرجوة منها، وهي تحقيق مصالح الناس ولكن الشرعية ومنصب الرئاسة صارا وسيلة لضياع البلاد والعباد ووسيلة للاقتتال والاحتراب الأهلي، والرئاسة في نهاية المطاف ليست غاية بحد ذاتها". واستبعد طه أن يتحالف حزبه مع الإخوان في الانتخابات البرلمانية، موضحا :"نحن لم نتحالف مع الإخوان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأستبعد أن يحدث تحالف معهم في الانتخابات القادمة، فنحن نرى أننا نعبر عن تيار ورؤية مختلفة في كثير من جوانبها عن رؤية الإخوان المسلمين، وأظن أن تحالفنا مع الإخوان لن يفيدنا ولن يفيدهم هم أيضا". واختتم طه حديثه قائلا " إن الشعب المصري رفض تيارا سياسيا معينا بسبب تصرفاته، ولكنه لم يرفض الإسلام أو الهوية الإسلامية".