توالت الأزمات التى مر بها حزب النور - الذراع السياسي للدعوة السلفية - بداية من أزمات فردية للنواب كأزمة النائب ''أنور البلكيمي'' وانشقاقات ومشاكل بأمانات الحزب بالعديد من المحافظات ووصولاً للأزمة الكبري التى عصفت بالحزب ووضعته في مواجهه الرياح . بدأت الأزمة حينما أعلن الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب وقتها عن تحويل بعض الأعضاء للتحقيق نتيجة لقائهم بالفريق شفيق قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، وإعلانه عدم استكمال الانتخابات الداخلية للحزب، وهو الأمر الذي أدى لاجتماع الهيئة العليا للحزب والدعوة السلفية وإقرار تعيين " السيد خليفة" رئيساً للحزب وإقالة "عبد الغفور" . ورغم تلك الإجراءات إلا أن الأزمات والصراعات داخل الحزب لم تنتهي، وهو الأمر الذي دفع البعض لإلقاء أصابع الاتهام على الحزب الحاكم بمصر "الحرية والعدالة"، فربما يرى البعض أنه وراء ما يحدث لحزب النور، وهو الحزب الذي ينافس "الحرية والعدالة" على الكتلة البرلمانية . فهل بالفعل هناك أصابع خفية لقيادات "الحرية والعدالة" وراء أزمة النور بحيث يتبع نفس أساليب الحزب الوطني المنحل في تصفية الأحزاب المنافسة، أم أن الأمر مجرد خلافات داخلية بين قيادات النور ولا دخل لأي طرف أخر بها. طرح "مصراوي" النقاش حول تلك القضية لمعرفة مدى جدية تلك الاتهامات، التي يتداولها الكثير من المصريين، فأكد محمود فتحي - رئيس حزب الفضيلة - قائلاً:" مثل هذه الأقاويل لا مجال لتصديقها أو إمكانية أن تكون حقيقة؛ فحزب الحرية والعدالة ليس له علاقة بخلافات قيادات النور وليس من مصلحة أي من الأحزاب ذات المرجعية الدينية، أن يحدث ما حدث بالنور؛ لأن هذا بالطبع مثل السيئة التي تعم على الجميع وتؤدي لتشويه صورة الأحزاب الدينية بشكل عام " . وأضاف فتحي:" هذا الأمر يدعو للتكاتف بين الأحزاب ذات المرجعية الدينية، خاصة وأن هناك حملة إعلامية لتشوية تلك الأحزاب وبالأخص تجاه الحرية والعدالة والنور، ولهذا فمهما اختلفت مناهج تلك الأحزاب فإن عليهما التوحد معاً لمواجهة تحالف الأحزاب الليبرالية ". ويكمل : " ولكن طالما لم يتحالفوا بالانتخابات الماضية فمن غير المتوقع أن يحدث تحالف بالفترة القادمة بين تلك الأحزاب، رغم أن هذا سيؤدي للتأثير على حجم المقاعد التي سيحصل عليها التيار الإسلامي بالبرلمان القادم ". ويؤكد طارق الزمر - عضو الجماعة الاسلامية - قائلاً:" إن تلك الإشاعات صادرة عن التيارات الليبرالية ذات الأرضية الضعيفة بالشارع السياسي، كما أن هناك تحالف بين الأحزاب الإسلامية، وإن كان غير مرئي فهناك تحالف في المنهج والمشروع الإسلامي، ولكن الأمر يحتاج إلى مراجعة ومحاسبة من قبل قيادات النور من أجل استرجاع الشعبية مرة أخرى ". ويعلن الزمر: "سيكون هناك تحالف إسلامي معلن قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهذا ما نسعى له منه الآن ولكن مازال في مرحلة الإعداد ". ومن جانبه، أكد عبد الغفار شكر - رئيس حزب التحالف الاشتراكي - قائلاً:" إن إطلاق التخمينات دون دلائل أمر غير مقبول سياسياً وبالتالي لابد ممن يطلق مثل تلك الاتهامات أن يعلن عن الأسباب المنطقية والدلائل لذلك، وعلينا أن نعي أن هناك إعلام موجه ضد الإخوان المسلمون ". وعلى النقيض، يقول أحمد بهاء الدين شعبان - مؤسس الحزب الاشتراكي المصري - عن المتسبب وراء أزمة حزب النور: " إن جماعة الإخوان المسلمين تشعر أن "النور" كتلة منافسة لها وتستخدم نفس الأرضية وتعمل على نفس نوعية الجمهور وهو ما جعل النور منافس قوى بالانتخابات البرلمانية الماضية وحصل على النسبة الثانية، رغم كونه حزب وليد في مجال السياسية وبالتالي أصبح البديل الثاني في حال فقدان الإخوان شعبيتهم، كما أن "النور" يتميز عن الحرية والعدالة في تشددهم الديني وبالتالي قوتهم ومصداقيتهم أعلى لدى الجمهور وهي أمور يعلمها الإخوان المسلمون جيداً" . ويكمل بهاء الدين: " إن هناك أزمات خفية بين الحرية والعدالة والنور من قبل الانتخابات الرئاسية؛ حينما دعموا أبو الفتوح ثم دعموا بشكل غير كامل دكتور محمد مرسى، وجاء الإخوان للرئاسة لم ينفذوا وعودهم عند تشكيل الوزارات ولم يحصل النور على ما وعدهم به الإخوان، وكذلك عند تشكيل التأسيسية واستمر نقض القيادات السلفية لسياسية الإخوان وهو الأمر الذي أزعج الإخوان المسلمون، وبالتالي كان لابد من العمل على نقصان شعبية القيادات السلفية قبل الانتخابات البرلمانية، وهو الأمر الذي دعا البعض للإلقاء أصابع الاتهام تجاه الإخوان المسلمون، في حدوث أزمات النور رغبة منهم في القضاء على شعبية الكتلة المنافسة لهم بالشارع السياسي مثلما كان يفعل الحزب الوطني مع منافسيه من الأحزاب؛ حيث الضرب تحت الحزام ". ويتابع مؤسس الحزب الاشتراكي المصري: "أنه رغم كل تلك الصراعات الخفية إلا أن تلك الأحزاب سيتم التحالف بينهم بناءاُ على توصيات شيوخ السلفية حتى لا يتساقطوا، أما تحالفات الأحزاب الليبرالية التي ربما تحصل على مقاعد متساوية مع الأحزاب الدينية التي فقدت شعبيتها بالشارع المصرى، ومن المؤكد أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون نتيجتها مثل الانتخابات الرئاسية الماضية؛ حيث الفروق الطفيفة بين التيار الإسلامي والليبرالي" . وبالمثل لا يستبعد هيثم الشواف - المتحدث الإعلامي لتحالف القوى الثورية - تورط الإخوان المسلمين فى "أزمة النور" قائلاً:" لا يمكن استبعاد تورط "الحرية والعدالة" في مشاكل حزب النور، وإن كان التورط ليس بشكل كلى أو منهجي، وإنما من قبل بعض قيادات الحزب، فمن غير المعقول أن لا يعلم الإخوان المسلمون عن تحالفات قيادات النور مع الفريق شفيق، ولكنهم يستخدمون أوراقهم في الأوقات المناسبة من أجل إسقاط أعدائهم، لأنهم لم ينسوا أن حزب النور خذلهم بالانتخابات الرئاسية وأن الحزب الثانى بعدهم وربما يصبح الاول إذا استشعر المواطن بعدم جدواهم ومن ثما فاتباع سياسات "الوطنى" هي الملاذ هنا "، على حد قوله .