صرح رئيس حزب النور السلفي المصري عماد عبد الغفور الاثنين بأنه لا يستبعد التحالف بين حزبه وبين جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة لتكوين تحالف برلماني أو حكومي ، علي أن يتم ذلك في إطار ائتلاف وطني موسع ، وليس إسلاميا محضا. وقال عبد الغفور : ''لقد فهم البعض تصريحاتي علي غير المعني الذي قصدته عندما قلت أني أستبعد التحالف مع الجماعة والحقيقة. قصدت ألا يكون هذا التحالف ثنائيا أو مع تحالفات إسلامية محضة دون مشاركة أطياف سياسية أخري موجودة بالمجتمع ، لأني أفضل أن يتم تشكيل ائتلاف وطني وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة''. واستبعد عبد الغفور حدوث تصارع بين الأحزاب الإسلامية وبعضها البعض علي السلطة بعد أن أظهرت نتائج المرحلة الأولي من الانتخابات تقدم التيار الإسلامي ، قائلا: ''هذا غير وارد تماما ، وأنا أستبعد حدوثه ، ففي إطار الممارسة الديمقراطية لن يحدث أي صراع لا بين التيارات الإسلامية وبعضها البعض ولا بين تلك التيارات والمجلس العسكري ولا بينهم وبين التيارات السياسية الأخري كالليبرالية والعلمانية''. وفي معرض رده علي سؤال حول احتمالية وجود صراع بين التيارات الإسلامية المتصدرة لنتائج المرحلة الأولي وبين المجلس العسكري حول صلاحيات تشكيل الحكومة ، قال عبد الغفور: ''نحن نلتقي بقيادات المجلس العسكري بشكل دائم في إطار اجتماعهم مع القيادات الحزبية للتباحث بشأن الأوضاع السياسية بالبلاد''. وأضاف: ''تحدثنا بشكل مباشر للفريق سامي عنان (رئيس أركان القوات المسلحة المصرية) واللواء ممدوح شاهين (عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية) وقلنا لهما لا يوجد تيار سياسي يحقق الأغلبية بالبرلمان ثم يقال له اجلس في مقاعد المعارضة فهذا الأمر لا نظير له بالعالم''. يذكر أن اللواء ممدوح شاهين أكد في تصريحات صحفية قبل إجراء الانتخابات البرلمانية أن المجلس الأعلى هو صاحب الحق في تعيين الحكومة استنادا للإعلان الدستوري ، باعتبار أن النظام بمصر هو نظام رئاسي ، قائلا إن الوضع سيظل هكذا حتي يتم وضع الدستور الجديد للبلاد وبالتالي ليس من حق الإخوان المسلمين أو غيرهم إذا ما حصلوا علي الأغلبية النيابية تشكيل الحكومة. وتابع: ''برأيي ، لو تم تشكيل ائتلاف وطني موسع من الأحزاب الكبيرة التي فازت بنسبة تفوق أو تعادل 5% من مقاعد البرلمان القادم ، وتقدموا جميعا لتشكيل الحكومة ، حينها لن يجد المجلس العسكري أي حجة أو مهرب إلا أن يوكل إليهم مهمة تشكيل الحكومة''. ونفي عبد الغفور حدوث خلافات حادة أو قوية بين حزبه وبين جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي خلال الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية ، قائلا: ''الإخوان محترفون في خوض العملية الانتخابية ، ونحن مستجدون وقليلو الخبرة ، ولذا فقد تفوقوا علينا في نتائج المرحلة الأولي''. وأكد عبد الغفور أن حزبه لا يعارض التحالف مع أي تيار ليبرالي كالكتلة المصرية علي أن يكون ذلك في إطار ائتلاف وطني موسع. يذكر أن التحالف الديمقراطي من أجل مصر ، بزعامة حزب الحرية والعدالة ، تصدر نتائج الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية بحصوله على أكثر من 40% من الأصوات ، يليه التحالف الإسلامي بقيادة حزب النور الذي يمثل التيار السلفي ، بينما جاء تحالف الكتلة المصرية الممثل للتيار الليبرالي في المركز الثالث.