دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الثلاثاء خلال افتتاحه مجلس الامة الجديد، الى التعاون بين البرلمان والحكومة لوضع حد للازمات السياسية المتتالية، كما حذر من "استدراج الفتنة" التي قال انها يمكن ان تشق صفوف الكويتيين. وقال الشيخ صباح في كلمته أمام مجلس الأمة "لا حاجة لي للتأكيد على حتمية التعاون بين المجلس والحكومة، لكي يتحقق الانجاز المأمول، ويتأتى الإصلاح المنشود". واعتبر أن "ما نلتقي ونتفق عليه أكثر بكثير مما قد نختلف حوله. لكني على يقين ثابت بأن الاختلاف لا يتجاوز حدود الاجتهاد حول سبل تحقيق الإصلاح وما ينفع الوطن والمواطنين". وأعرب الشيخ صباح عن "الثقة تامة بأننا ككويتيين قادرون على حل قضايانا ومعالجة أمور بيتنا بأنفسنا". وأضاف "لعل أوجب ما ينبغي إدراكه هو صيانة حرمة هذا البيت وألا نسمح بتدخل الغرباء للعبث بمقوماته وخصوصياته". كما قال انه "علينا ألا نسمح بأن تكون بلادنا ساحة لصراعات ومعارك الغير وتصفية حساباتهم، والحذر كل الحذر من استدراج الفتنة البغيضة التي تشق صفوفنا وتنال من وحدتنا وتضعف قوتنا". واختير أعضاء البرلمان الجديد في الانتخابات التشريعية المبكرة الأخيرة التي شهدتها البلاد في 27 تموز/ يوليو للمرة الثانية في غضون ثمانية أشهر، وذلك في ظل مقاطعة المعارضة مرة أخرى. وقاطعت المعارضة الإسلامية والوطنية والليبرالية الانتخابات التي نظمت في 27 تموز/يوليو، إلا انه بالرغم من ذلك بلغت نسبة المشاركة 52,2% مسجلة ارتفاعا ملحوظا عن نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة التي بلغت 40%. وشهدت الكويت منذ 2006 سلسلة من الأزمات السياسية المتكررة التي أجبرت 11 حكومة على الاستقالة وأسفرت عن حل البرلمان ست مرات. وأسفرت العلاقات المتفجرة بين الحكومات والبرلمانات المتعاقبة عن عرقلة التنمية في هذا البلد الغني الذي يعوم على عشر الاحتياطي النفطي العالمي والذي حقق فوائض تراكمية بلغت 400 مليار دولار بفضل ارتفاع أسعار الخام في السنوات ال12 الأخيرة. وكانت الأقلية الشيعية 30% من السكان الخاسر الأكبر في الانتخابات الأخيرة؛ ونال الشيعة ثمانية مقاعد مقابل 17 في مجلس الأمة السابق من أصل خمسين عضوا؛ وحقق الليبراليون والسنة المعتدلون تقدما مقارنة بانتخابات كانون الأول/ ديسمبر الماضي.