دعا امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الاربعاء نواب البرلمان الجديد الذي تسيطر عليه المعارضة بقيادة الاسلاميين، الى التعاون مع الحكومة من اجل انهاء الازمات في البلاد، فيما انتخب النواب البرلماني المعارض المخضرم احمد السعدون رئيسا جديدا للمجلس. وحذر امير الكويت في كلمة افتتح بها الدورة الجديدة للبرلمان الكويتي الذي انتخب في الثاني من شباط/فبراير، من المخاطر التي تواجه البلاد داعيا الى نبذ الفتنة "والفرقة"، وذلك بعد ان تصاعدت مؤخرا التوترات السنية الشيعية، والحضرية القبلية. كما اعلن الامير الدعوة الى مؤتمر شبابي وطني، وهي دعوة تأتي في اعقاب حراك سياسي شبابي غير مسبوق. وقال الامير متوجها الى النواب "ندعوكم أن تقوموا بدور ايجابي فعال لمسؤولية التشريع لها والرقابة الجادة على تنفيذها متعاونين مع اخوانكم في السلطة التنفيذية مخلصين التفكير والعمل لمصلحة الكويت تحترمون الدستور والقانون وتحافظون على المال العام وتقبلون حق الاختلاف وتفضلون قوة الحجة على علو الصوت بعيدين عن الشطط والانفعال والتوتر والشخصانية". وقد اسفرت الازمات السياسية المتتالية ولاسيما الخلافات بين البرلمان والحكومة منذ العام 2006 الى حل البرلمان اربع مرات وتشكيل ثماني حكومات مختلفة. كما دعا امير البلاد النواب الى "التركيز على رعاية الشباب وتوفير فرص العمل واسباب الحياة الكريمة لهم وتفعيل مشاركتهم الايجابية ودورهم البناء في خدمة المجتمع". واشار الى انه طلب من الديوان الاميركي عقد "مؤتمر وطني للشباب يتوج مساعي الشباب وهم يعدون وثيقة وطنية لتمكينهم من تسخير طاقاتهم الخلاقة والاستفادة منها في خدمة وطنهم". وتأتي هذه الدعوة بعد حركة الاحتجاجات غير المسبوقة التي قادها الشباب والتي ادت في النهاية الى استقالة رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد الصباح في تشرين الثاني/نوفمبر. ونزل عشرات الاف الشباب في تشرين الثاني/نوفبر الماضي للتظاهر في الكويت للمطالبة بمكافحة الفساد وباصلاحات سياسية جذرية في البلاد. واصدر امير الكويت الثلاثاء مرسوما بتشكيل حكومة جديدة تضم عشرة وجوه جديدة، وذلك بعد فشل المحادثات بين رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح والمعارضة من اجل اشراك مزيد من النواب المنتخبين في التشكيلة الحكومية. واشار الشيخ صباح في كلمته الاربعاء في البرلمان الى ان الكويت تواجه "جملة من التحديات الداخلية والاخطار الخارجية التي تعرقل مسيرته" ودعا الى ان يهتم النواب في "اصلاح الخلل في هيكل الاقتصاد الوطني وذلك بتنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل منتجة لأبنائنا". كما اعتبر ان "التصدي لهذه التحديات والاخطار يجب ان يتصدر اولويات اعمالكم (النواب) ويأخذ جل اهتمامكم فالوحدة الوطنية وتعزيزها وترسيخ مقوماتها ومحاربة الفتنة والفرقة وتسخير وسائل الاعلام المختلفة للقيام برسالتها السامية بدون انحراف او تأجيج مع الحرص على عدم المساس بالحقوق الاساسية والحريات العامة يجب ان يكون شغلكم الشاغل على الدوام". كما دعا الامير النواب الى التاكيد على "حرمة المال العام ومبدأ النزاهة والامانة والشفافية ومكافحة الفساد" مع العلم ان الانتخابات الاخيرة خاضتها المعرضة تحت شعار مكافحة الفساد. وفاز السعدون برئاسة مجلس الامة في اشارة واضحة على تصميم المعارضة على الامساك تماما بمجلس الامة الذي تملك غالبية كبيرة من مقاعدة (34 من اصل 50). وحصل السعدون على 38 صوتا مقابل 18 لمنافسه الوحيد محمد الصقر الذي يمثل التيار الليبرالي. وعلا الصفيق في قاعة البرلمان عندما اعلن النائب خالد السلطان الذي كان يرأس الجلسة نتيجة الاقتراع. والسلطان الذي ينتمي للتيار السلفي انتخب نائبا لرئيس المجلس فيما فازت المعارضة بمعظم اللجان البرلمانية. والسعدون (78 عاما) هو اقدم البرلمانيين الكويتيين اذ انه عضو في المجلس منذ 1975 وقد فاز في كل انتخابات نظمت في الكويت منذ تلك السنة. وانتخب السعدون رئيسا للمجلس للمرة الاولى في 1985، الا ان هذا المجلس تم حله بعد سنة. وانتخب مجددا على رأس مجلس الامة في 1992 و1996. الا ان رجل الاعمال جاسم الخرافي فاز على السعدون في 1999 وجلس على كرسي رئاسة مجلس الامة حتى العام الماضي حين اعلن نيته عدم الترشح مجددا لعضوية البرلمان.