وصف "جهاد الحداد" المتحدث الرسمي لجماعة "الإخوان المسلمين"، الأحداث المندلعة في مصر منذ إعلان القوات المسلحة عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ب "انقلاب"، متهمًا الحرس الجمهوري بإطلاق النيران على كل من حاول وضع صورة مرسي على الأسلاك الشائكة في مقر الحرس. اتهم "الحداد" في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، المتظاهرين المعارضين لمرسي بالحشد للهجوم يوم الجمعة الماضي على مسيرة سلمية قادمة من جامعة القاهرة، ومتجهة إلى ماسبيرو، في حين قال المعارضون أن المسيرة كانت تتجه نحو ميدان التحرير، وأنهم أرادوا إيقافها، ولكن المسيرة المؤيدة تصر على أن الأمر لم يكن كذلك. وأضاف "الحداد"، أن الأمر المؤكد أن هذه الهجمات التي بدأها هم حشود المعارضة – حسب زعمه – الذين اشتبكوا مع المؤيدين خارج الميدان، وأن عربات الشرطة وقفت صامتة، بدون أن توقف العنف، واصفا ما حدث بالأمس ب "تراجيديا الاثنين". وقال الحداد، أنه من السهل الشعور بالتشتت في جميع ما حدث مؤخرًا في مصر، ولكنه استعرض بعض "الحقائق الصارخة" – من وجهة نظره، وهي أن المصريين استمعوا وشاهدوا هذه الأمور من قبل. أوضح "الحداد" أن الخطاب الذي تستخدمه القوات المسلحة لتبرير العنف المتصاعد هو الخطاب ذاته المستخدم من قبل النظام القمعي للرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي عملت الممارسات الأمنية العنيفة التابعة له بإلغاء الحرية، وتجاهل كرامة الإنسان، وسحق المعارضة، وهو الخطاب الذي رفضه المصريون في يناير 2011. كما أضاف الحداد، أن الحقيقة الثانية هي أن القمع العسكري بدأ منذ اللحظات الأولى للانقلاب، من خلال إغلاق القنوات التليفزيونية، والقبض على المراسلين وأعضاء المعارضة، واعتقال السجناء السياسيين، وممارسة العنف على نطاق واسع. وعن الحقيقة الثالثة، قال "الحداد" أنه في تناقض صارخ مع الأحداث الأخيرة، رفض الرئيس مرسي السماح بممارسة العنف ضد المتظاهرين، ولم يتم إلحاق الأذى بامرأة سارت في موكبه، ووفقًا للحكومة تم تنظيم 9 آلاف مظاهرة منذ يوليو الماضي، وبالرغم من ذلك لم يتم إلقاء القبض على أي متظاهر، ولم يحدث أي رد عسكري – حسب زعمه. أما بشأن الحقيقة الرابعة، فأشار المتحدث الرسمي إلى أن الحكومات الغربية التي زعمت وقوفها على الهامش تعمل على تسهيل هذه الفوضى، موجهًا لها رسالة بأنه لا يمكنها أن تصف ذاتها بالمحايدة، بينما تمول وتبرر انقلاب عسكري ضد رئيس منتخب، مضيفًا أنه من غير المعقول محاولة الحفاظ على هذا الزعم في مواجهة تصاعد العنف، ضد المتظاهرين السلميين. وفي النهاية، اختتم "الحداد" كلماته بأن مصر تعود إلى عصور الظلام، وإلى عصر مبارك وأصدقائه والقوات الأمنية والأتباع من العسكريين، والقضاء الفاسد، إلى العهد الذي يتم استخدام آلة الإعلام بمثابة ذراع الدعاية لدولة قمعية، إلى عهد العنف والقتل والتعذيب والاعتقال والانتهاكات اليومية للكرامة الإنسانية، مشددًا "إن هذا ليس انقلابًا عسكريًا فقط .. إنه انقلاب دموي".