تعتبر مصانع خشب الكونتر وورش النجارة بعزبة "خير الله " فى القاهرة قنابل موقوتة، حيث تعيش العزبة وسط تهديد نيران الحرائق و محاصرة الإهمال لها في ظل الغياب الأمني وانعدام الرقابة، مما جعل منها مركزاً للحرائق وبؤرا للبلطجة, في الوقت الذي يتقاعس فيه المسئولين عن اتخاذ ما يحمى المواطنين وأصحاب هذه الورش من النيران التي قد تشتعل في أي لحظه، فهي تفتقد لأبسط وسائل الحماية المدنية وتقع داخل مثلث تقسيم أحياء مصر القديمة ودار السلام والبساتين، مما جعل كل حي يتهرب من مسئوليته عن هذه المنطقة، ونحن نطرح هذه المشكلة التي تهدد أرواح المواطنين الأبرياء أمام المسئولين . يقول سيد على محمد احد السكان المتضررين من ورش الكونتر في عزبة خير الله أن هذه الورش أصبحت وكرا "البلطجية" الذين يقومون بتهديد السكان ويقومون بغلق شوارع المنطقة بالخشب القديم الذي يسبب الأذى للسكان، وإذا اعترض احد يلقى مالا تحمد عقباه، وقد نشب حريق هائل منذ فتره وتسبب في خسائر كبيره وكانت بدايته شراره صغيره اشتعلت في إحدى ورش الكونتر ولصغر عرض الشوارع في المنطقة وغلق الشارع بالخشب ، ولم يستطع رجال الإطفاء من الدخول إلى المنطقة والسيطرة على الحريق الذي تسبب في إحراق 5 منازل.
أما المواطن صلاح على فأعتبر إن وجود هذه الورش في المنطقة خطر على حياه السكان، حيث يتم تحميل عربات الخشب بطريقه سيئة، وتحدث في بعض الحالات أن تنقلب العربة على الطريق معرضه حياه المارة للخطر الشديد، وتقدم أهالي المنطقة بشكاوى كثيرة في أحياء مصر القديمة ودار السلام لوقوع المنطقة في مثلث التقسيم بين الحيين، ولكن "لاحياه لمن تنادى" على حد وصفه ، حتى عندما يأتي المهندس المسئول كي يحرر محضر بصحة الواقعة تحفظ تلك المحاضر في الحي ولا يتم اتخاذ أي استجابة، وتبقى الورش متحديه المواطنين في ظل غياب الرقابة من قبل المحافظة.
أما المواطن فتحي محمد فيضيف بأن تلك الورش العشوائية تعتمد على الغش وهى السبب في أزمة رغيف العيش حيث إنها تشترى الدقيق المدعم من الأفران كي تستخدمه في تزويد الغراء بالدقيق، فضلا عن خطورة تلك المواد على صحة الأهالي، مضيفاً بأن اعتبار المنطقة من بين مناطق التقسيم بين حي مصر القديمة وحى دار السلام فإن كل حي يرمى بمسئوليته على الحي الأخر، وأشار إلى أن العزبة يقطنها نحو نصف مليون مواطن، ويعتبر كل هؤلاء مهددون بشكل دائم وأبناءهم وأموالهم وممتلكاتهم بالحرق، مطالباً المسئولين بالتحرك وتخليص المنطقة من هذه الورش التي وصلت إلى أكثر من 500 ورشه ومغلق للخشب الكونتر.
وعن رأي أصحاب الورش أنفسهم تحدث احمد مرعي صاحب ورشه خشب بالعزبة، مدافعاً عن موقف أصحاب الورش، فيقول هذه مهنتنا ولا نعرف سواها وإذا تركنا المكان سنفقد الأيدي العاملة لأنهم من سكان المنطقة وإذا ذهبنا إلى إحدى المناطق الصناعية فلن نكسب لأننا لاندفع ضرائب أو تأمينات للعمال والخشب متوفر بكثرة لأننا في قلب القاهرة أما المناطق الصناعية فهي بعيده وتكاليفها باهظة لا يمكن تحملها.
أما عبد الله أحمد السيد فيضيف بأن هذه الورش تحتاج إلى أيدي عامله كثيرة لذلك نحن نحل جزء من مشكله البطالة التي تعانى منها الدولة بل نحن نوفر الأمن أيضا حيث أننا نجلب الشباب الذين يجلسون على المقاهي الذي قد يسبب أزمات للمواطنين فنعمل على تشغيله وبذلك نحن نساعد الأمن، متسائلاً : كيف تطالبونا بان نغلق عملنا وأماكن رزقنا؟، وعن أزمة الأمن الصناعي وعدم توفره أكد السيد على أن أصحاب الورش هم أول الضحايا في هذا الأمر، مطالباً المسئولين بمساعدتهم لتوفير الأمان للمواطنين بتركيب حنفيات حريق وتوفير المعدات التي تساعد على إخماد الحرائق وتوفير شبكه إطفاء متكاملة .
وعن رأي المسئولين يقول عبد المحسن طه رئيس حي دار السلام ان ورش الخشب الموجودة في عزبة خير الله تقع كلها خارج نطاق الحي، وتقع كلها في مصر القديمة بمنطقه السبع بنات وان عزبة خير الله هي ارض مخصصه لشركه المعادى للتنمية وفقا للقرار الجمهوري رقم 1140 لسنه 72 والقرار 1187 لسنه 74 ، ولا وجود لأي شكوى من جانب الأهالي للحى على الإطلاق .
وبدوره أضاف المهندس أسامه أبو سريع مدير إدارة الأملاك بحي دار السلام أن الإجراء القانوني للورش في منطقه عزبة خير الله، هو طلب رخص الورش والتأكد من وجود الترخيص من عدمه تم تحرير محضر تعدى على أملاك الدولة وقرار أزاله وتجرى الدراسات الأمنية لتنفيذ الإزالة ويتم تغريمهم ماليا .
ويضيف حسن كاظم سكرتير عام حي مصر القديمة أن الحي يقوم بعمل محاضر إغلاق وتشميع وتحرير محضر ثم يتم سحب المرافق وإصدار قرار أزاله وغرامه لا تقل عن عشره ألف جنيه.
والسؤال المطروح هو : هل مازال المسئولين يتعاملون على أساس أنهم خدم للنظام البائد أم أنهم للشعب وفى خدمه المواطن؟.