منطقة السبتية.. من أقدم المناطق التجارية المكدسة مروريا وسكانيا.. فقد أصبحت من مصادر الإزعاج والتلوث البيئي. والسبب أن تجار الخردة وأصحاب الورش ومغالق الخشب, يحتلون الأرصفة بل الشوارع لعرض وشحن الحدايد والأخشاب. وتتسبب سيارات النقل عند تحميلها في توقف الطريق وتعطيل حركة المرور, بالإضافة إلي قيامهم بحرق الخردة من كابلات وغيرها وسط الشارع, حتي يصبح الجو معبأ بالأدخنة السوداء للحصول علي النحاس أو الحديد, دون رقيب أو حسيب, ولكن إلي متي سيظل هذا الوضع؟.. ولماذا لم يتم نقل هؤلاء التجار إلي المدن الجديدة وتعويضهم بمحلات أكبر لتسع بضاعتهم, خاصة أن المترددين عليهم وعملاءهم يأتون إليهم بسيارات نقل؟! شكاوي سكان السبتية يصرخ المواطن عبدالعظيم إبراهيم, أحد سكان منطقة السبتية من الضوضاء الصاخبة والتلوث المتفاقم من المنطقة بسبب محلات ومخازن الخردة والأخشاب, التي استولي أصحابها علي المنطقة بالقوة, فوضعوا بضاعتهم خارج مخازنهم ومحلاتهم وفرشها وعرضها علي الأرصفة بل احتلوا مساحة كبيرة من الشارع بما فيه ولا يتمكن أحد من مواجهتهم. بينما يؤكد أيمن محمود أن معظم أصحاب محلات الخردة ومخازن الحديد يقومون بحرق الخردة البلاستيكية للحصول علي النحاس سواء كانت كابلات كهربائية أو غيرها في وضح النهار وسط الشارع, ولا يجرؤ أحد علي الاعتراض, فتجار السبتية قوة مسيطرة ومتحكمة بنفوذهم وأموالهم وعلاقاتهم بكبار المسئولين, مثل أعضاء مجلسي الشعب والشوري والمجلس المحلي ورؤساء الأحياء, فهؤلاء التجار يقومون بمجاملة هؤلاء المسئولين في الانتخابات بالملايين التي تنفق علي الدعايات الانتخابية.. فهل بعد كل ذلك يمكن التصدي لهم؟! في حين تري سنية عبدالرحيم أن منطقة السبتية من المناطق التي يطلق عليها النقاط السوداء في المرور للتكدس والجلطات المرورية, خاصة عند شحن وتفريغ البضاعة وسط الشارع, فالسيارة تحتاج أكثر من ساعة ونصف الساعة للتحميل, بالإضافة إلي وجود مخازن ومحلات للأخشاب تفتقد إلي الإجراءات الخاصة بالأمن الصناعي, ففي بداية شارع السبتية يوجد نحو15 مخزنا ومحل أخشاب كبيرة تفتقد للأمن الصناعي وأدوات الإطفاء الحديثة اللازمة لإنقاذ المنطقة من الحريق, فإذا نشب حريق في أحد هذه المخازن سوف تدمر المنطقة تماما. فأين تفتيش الجهات المسئولة عن الأمن الصناعي وأجهزة الإطفاء.. وهل هم لا يتحركون إلا إذا حدثت كارثة حقيقية؟! ويضيف أحد سكان المنطقة أن كبار التجار يستولون حاليا علي90% من المباني الموجودة بالسبتية, ولأن معظم المباني الموجودة قديمة وعمرها أكثر من75 عاما, فمعظمها آيل للسقوط وعند هدم أي مسكن يقوم التاجر بشراء المكان وتحويله لمخزن له سواء خردة أو أخشاب, رغم أنها كما يقال أرض أوقاف.. فلماذا لا يتم نقل هذه المحلات والمخازن إلي المدن الجديدة حفاظا علي حياة المواطنين وقاطني منطقة السبتية؟.. فلقد تم نقل سوق الخضار وشادر السمك.. فلماذا لا يتم نقل محلات الخردة ومخازن الأخشاب أيضا إلي المدن الجديدة والبعيدة عن المناطق السكانية وتعويضهم بمحلات أكبر مساحة ومساكن قريبة منهم؟! ويستغيث أحد سكان المنطقة بالمسئولين قائلا: لقد أصبحت منطقة السبتية مقسمة إلي جزءين النصف الأول مغالق أخشاب, وهي كارثة لأنه لو سقط عقب سيجارة سهوا أو وقع ماس كهربائي ستدمر المنطقة بأكملها, ولا توجد أي وسائل إسعاف أو إطفاء في هذه المحلات أو المنطقة بصفة عامة, ومع التكدس المروري المستمر في شارع السبتية سيكون من الصعب وصول المطافئ لإطفاء الحريق, بينما النصف الآخر خردة وحداييد وهي أيضا كارثة لأنهم يقومون بإشعال النيران فيها وسط الشارع وبجوار الأخشاب. التجار يعترضون وعلي الجانب الآخر.. يعترض تجار الخردة وأصحاب مغالق الخشب علي فكرة نقلهم ويرفضون أي قرار بهذا الشأن ويؤكدون أنه لم ولن يصدر أي قرار بنقلهم من منطقة السبتية إلي أي مكان آخر لعدم وجود أي مشاكل في المنطقة, وأن هذه المنطقة ورثوها أبا عن جد منذ أكثر من خمسين عاما.. فهذه المنطقة حق لا يمكن لأي تاجر التنازل عنه مهما حدث فالسبتية مسقط رأسهم ومصدر رزقهم. ويقول أحد أصحاب محلات الخردة: في هذا المكان ولد أجدادنا وعاشوا وماتوا في السبتية ولا يحق لأي مسئول إخراجنا من بيوتنا ومن مكان رزقنا, فنحن معنا عقود تمليك ولا نقبل ترك المكان لأي سبب ومهما كان التعويض بمسكن أكبر أو أحدث أو محلات بمساحات كبيرة تضاعف المساحات الموجودة بالسبتية, وهذا ليس عنادا وانما تمسك بحقنا ورزقنا فعملاؤنا في جميع المحافظات يعرفوننا ويعلمون مكان محلاتنا, فهو قريب لجميع المحافظات لأنه في وسط البلد, ويؤكد البعض أنهم تأقلموا منذ زمن طويل علي هذا المكان ولا يمكن أن يتنازلوا عن بيوتهم ومحلاتهم لأي سبب, خاصة أنه لم تحدث بالمنطقة أي كوارث لا قدر الله كما أن نقلنا ولو إلي مدينة بدر أو الشروق سيزيد علي المواطنين الأعباء بمعني زيادة أجر العمال لبعد المسافة وتكاليف نقل البضاعة سواء علي التاجر أو المشتري, وهذا غير معقول لأن الحياة لا تستوعب أي زيادة لذا نرفض أي قرار أو حتي أي فكرة لنقلنا من السبتية إلي أي مكان آخر. أما بخصوص أجهزة الإطفاء وما يقال عن غياب الأمن الصناعي, فالحمد لله لم يحدث حتي الآن أي حريق أو ما شابه ذلك, فطفايات الحريق موجودة بكثرة في جميع محلاتنا ومغالقنا للسيطرة علي أي شرر يحدث في بدايته لأي سبب. لابد من الخروج وبسؤال اللواء علي صدقي عبدالسلام رئيس حي بولاق أبوالعلا عما إذا كان هناك قرار بنقل ورش ومخازن الخردة والأخشاب إلي إحدي المدن الجديدة؟.. أكد أنه لا يوجد أي قرارات بهذا الشأن, رغم أنه يؤيد فكرة انتقال هذه المحلات والورش إلي إحدي المدن الجديدة خارج الكردون بمساحات أكبر وأفضل لتخفيف الضغط عن القاهرة, ولكن كيف يتم ذلك وجميع المحلات والورش سواء الخردة أو الأخشاب لها ترخيص من سنين طويلة.. وهل يمكن نقلها مثل مدينة الحرفيين؟! ولكن من المؤكد أننا لا نسمح بتغيير الأنشطة, فلا يمكن لأي شخص بالمنطقة تحويل السكن لورشة أو مخزن, وذلك بناء علي توجيهات وتعليمات محافظ القاهرة, فالعقار القديم الذي ينهار أو يتم هدمه لا نسمح لصاحبه أو للمشتري بتحويله لمخزن أو ورشة, وغالبا فإن85% من المباني قديمة جدا ويقدر عمرها بنحو مائة عام أو أقل بقليل. وعن كيفية مواجهة أي كارثة تحدث بالمنطقة مثل نشوب حريق مثلا.. فيقول رئيس الحي إن هناك إدارة متخصصة بجهاز الحماية المدنية يقوم علي العمل بها ضباط شرطة يتولون مراجعة وسائل الدفاع المدني من أجهزة الإطفاء داخل هذه المحلات والورش, كما أن الحي يقوم بمراجعة هذه الإجراءات والتفتيش المفاجئ والدوري عليها, فلا يوجد أي محل أو ورشة إلا وبها الوسائل الآمنة لإخماد الحريق, كما أن المحليات تقوم بالمتابعة والتأكد من التراخيص ولا يتم تجديد رخصة أي عقار يتم هدمه أو تحويل نشاطه من سكني إلي تجاري سواء مخزن أو ورشة أو محل وحتي الشقق السكنية تتم متابعتها في الوقت الذي نتلقي فيه أي شكوي من سكان منطقة السبتية لأي مخالفة تحدث من أي شخص مهما كان, ونتحري الدقة والتأكد من الحقيقة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في مثل هذه الأحوال.