قبل ساعات قليلة من حلول شهر رمضان المبارك أصيبت الميادين والشوارع الرئيسية بالقاهرةوالجيزة بحالة من الشلل المروري التام، خاصة بمناطق الهرم وفيصل وميدان رمسيس وشوارع الجيش وبورسعيد في الاتجاهين من ميدان العتبة وحتي مناطق الدراسة وغمرة والوايلي وهو ما خلق نوعاً من الفوضي المرورية في هذه المناطق. وتسبب زحام المواطنين في الساعات الأخيرة قبل رمضان لشراء مستلزمات الشهر الكريم من منطقة الموسكي والعتبة في إغلاق شوارع الجيش من الموسكي وحتي ميدان باب الشعرية، وأصبحت السيارات تستغرق هذه المسافة في حوالي ساعة أو أقل قليلاً في حين أنها في الأوقات العادية لا تستغرق سوي دقيقتين أو ثلاث، ويأتي ذلك بسبب تخطي المواطنين للحواجز الحديدية المقامة علي جانبي الشارع وأمام المحال التجارية لمنع المواطنين، إلا أن التقصير الأمني جعل الشارع مليئاً بالباعة الجائلين والسيارات المركونة لأكثر من صفين علي جانبي الشارع، وهو ما يعوق حركة المرور بصورة كبيرة. أما في شارعي الهرم وفيصل فقد تسببت أعمال الصيانة التي تتم أعلي كوبري الجيزة في إصابة الحركة المرورية بشلل تام، وذلك لعدة أيام، وإن كانت تقل نسبياً في الساعات الأولي من الصباح لقلة الكثافة المرورية، والغريب أن الأعمال الخاصة بصيانة الكوبري انتهت تقريباً، إلا أن الحواجز الحديدية التي تستخدم في تحديد أماكن العمل ومنع السيارات من المرور بمنطقة العمل لاتزال موجودة حتي الآن، وهو ما ساعد علي استمرار الأزمة التي امتدت أيضاً إلي أسفل الكوبري بسبب وجود حواجز حديدية أيضاً لتحديد المناطق التي يتم تكبيرها في أرصفة الشارع لتوسيع الحارات. وأكد أحد المهندسين بمشروع الصيانة أن الكوبري عمره «26 عاماً» ولم يتعرض لأي خلل، بل يتم عمل صيانة له في الفواصل الحديدية التي بدأت في التلف، الأمر الذي يتسبب في تمزيق إطارات السيارات، وسوف تستمر أعمال الصيانة لمدة أسبوع حتي يعود الكوبري إلي وضع جيد يسمح بالسير عليه بأمان، وفي القاهرة أدت الكثافة المرورية وزيادة عدد السيارات بشارع رمسيس والمؤدي إلي امتداد رمسيس في إصابة حركة المرور به بالشلل التام وكثرة المشادات الكلامية بين ضباط المرور والسائقين، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وتوقفت تماماً حركة المرور بميدان التحرير حتي كوبري قصر النيل والمؤدي إلي ميدان الدقي بالجيزة، وعاني ميدان المطرية نفس المشكلة حتي بعد منتصف الليل. ويقول «حسين إبراهيم»: إن أنسب وقت للخروج بسيارته يبدأ بعد الساعة الثانية صباحاً بعد أن تخف حركة السير بالشوارع وأرجع «حسين» السبب في مشكلة المرور لكثرة عدد السيارات بالشوارع وأصبح كل منزل يقف تحته من ثلاث إلي خمس سيارات بعد أن أصبحت أسعار السيارات رخيصة بالنسبة للسنوات الماضية، وأصبح من السهل تملك سيارة بعد التسهيلات الكبيرة التي يقدمها أصحاب المعارض والتوكيلات، ومنها التقسيط المريح بدون أي فؤاد مما يتماشي مع جميع الإمكانيات. ويري «أحمد محروس» أن عدم انضباط السائقين والتزامهم بالإشارات المرورية والحارات وراء الازدحام الذي يؤدي إلي الشلل المروري خاصة سائقي الميكروباص الذين يقفون فجأة في منتصف الطريق لإنزال الركاب أو تحميل السيارة، وأضاف «محروس» أن ضباط المرور يقومون بعمل الأكمنة واللجان في أماكن وأوقات غير مناسبة كأوقات الذروة ويقوم الأمناء بتحرير المخالفات المرورية بطريقة عشوائية، وأشار «محروس» إلي أن السائق عليه أن يراعي ضميره أثناء سيره بالشارع ويعلم جيداً أنه لا يسير وحده بالطريق. ويؤكد «محمود شاكر» أن أهم الأسباب التي تصيب شوارع القاهرة الكبري بالاختناقات المرورية هي كثرة عدد السيارات والكثافة السكانية ومصر من أكثر من عمل الU-Tarn)) عكس باقي الدول الأخري التي تعتمد علي الأنفاق والكباري ولذلك لا يعانون مثل المصريين، فعندما تحاول أي سيارة أن تقوم بالدوران للاتجاه الآخر في أي طريق تصيب الشارع كله بالشلل وتؤدي إلي توقف باقي السيارات خلفها. وأضاف «شاكر» أن الشوارع في مصر تعاني من الفوضي والإهمال، مشيراً إلي أن الكاميرات التي تم تركيبها مؤخراً لتحرير المخالفات تقوم بالتصوير في جميع الأوقات حتي ولو لم يكن هناك سيارة تمر من تحتها، والسائقون أهملوا ربط الحزام والقانون لا يسري علي الكل، والأمناء أصبحوا يفرضون إتاوات علي السائقين، خاصة النقل والتاكسي بدلاً من عمل مخالفات فورية لهم، والتي قد تتعدي الألف جنيه.