مجدي البدوي: تضافر الجهود النقابية المصرية والإفريقية للدفاع عن فلسطين| خاص    أسعار الذهب في منتصف تعاملات ثاني أيام عيد الأضحى    الخرفان أولًا والعجول آخرًا.. تدرّج في الطلب بسبب تفاوت الأسعار    شعر به سكان تركيا، زلزال بقوة 5.2 ريختر يضرب اليونان    "التعاون الخليجي" يرحب بقرار "العمل الدولية" رفع صفة فلسطين إلى دولة مراقب    زيزو يصل ميامي استعدادًا لظهوره الأول مع الأهلي في كأس العالم للأندية    السجن ثلاث سنوات، مطالبات بالتحقيق في واقعة عجل بورسعيد بعد تعرضه للضرب    ورش للأطفال وحكايات شعبية في احتفالات قصور ثقافة الجيزة بعيد الأضحى    مها الصغير: أتعرض عليا التمثيل ورفضت    إعلام إسرائيلي: يحتمل وجود جثامين لمحتجزين إسرائيليين بمحيط المستشفى الأوروبي    تمركز عيادة متنقلة بدمنهور لتقديم خدماتها المجانية للمواطنين خلال العيد    المالية: صرف المرتبات للعاملين بالدولة 18 يونيو المقبل    الصناعة: حجز 1800 قطعة أرض في 20 محافظة إلكترونيا متاح حتى منتصف يونيو    "الزراعة": إزالة 20 حالة تعد في المهد بعدد من المحافظات    12 عرضا في قنا مجانا.. قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بجنوب الصعيد    تعرف على الإجازات الرسمية المتبقية فى مصر حتى نهاية عام 2025    مصر وقبرص يتفقان على استمرار التنسيق للحد من التوترات في المنطقة لدعم الأمن والاستقرار    زلزال جديد في اليونان منذ قليل بقوة 5.2    موسكو تتهم كييف بتأجيل تبادل السجناء    اعتراض دورية ل "اليونيفيل" في جنوب لبنان    مرسال: اتحاد العمال يرسخ مكانته الدولية في مؤتمر جنيف| خاص    40 مليون من أجل زيزو في 24 ساعة.. كيف صنع الأهلي الرقم الصعب في 110 ثانية؟    اتحاد تنس الطاولة يناقش مستقبل اللعبة مع مدربي الأندية    رونالدو: الحقيقة أنني لن أتواجد في كأس العالم للأندية    المعاينة الأولية لحريق كنيسة العذراء بإسنا في الأقصر: ماس كهربائي وراء الحادث    ضبط 156 شيكارة دقيق بلدي مدعم وتحرير 311 مخالفة فى الدقهلية    نتيجة الصف السادس الابتدائي 2025 بالاسم ورقم الجلوس    الأحوال المدنية: استمرار عمل القوافل الخدمية المتنقلة بالمحافظات| صور    لبنان.. حريق في منطقة البداوي بطرابلس يلتهم 4 حافلات    ثاني أيام عيد الأضحى المبارك.. رفع نسب الإشغال بفنادق الغردقة ل95%    البابا تواضروس الثاني يعيّن الأنبا ريويس أسقفًا عامًا لإيبارشية ملبورن    تعرف على أسعار الحديد مساء ثاني أيام عيد الأضحى    ذبح 35 رأس ماشية وتوزيع لحومها على الأسر الأولى بالرعاية في سوهاج    بشرى تتألق بإطلالة صيفية أنيقة في أحدث جلسة تصوير لها| صور    رسميًا.. غلق المتحف المصري الكبير في هذا الموعد استعدادًا للافتتاح الرسمي    محمد سلماوي: صومعتي تمنحني هدوءا يساعدني على الكتابة    وزارة النقل: الأتوبيس الترددى يعمل طوال أيام العيد فى هذه المواعيد    «الفيروس لم يختفِ».. الصحة العالمية تحذر: كوفيد 19 يعود بمتحور جديد    البحيرة.. عيادة متنقلة أمام النادي الاجتماعي بدمنهور لتقديم خدماتها المجانية خلال العيد    رئيس جامعة المنوفية: معهد الكبد القومي يخدم أهالي المحافظة والدول العربية    عميد طب كفر الشيخ يتفقد أداء المستشفيات الجامعية خلال إجازة العيد    الداخلية ترسم البهجة فى العيد.. رعاية شاملة للأيتام فى مشهد إنسانى مؤثر.. احتفالات وعروض وإنقاذ نهرى.. اشترت ملابس العيد وقدمت الهدايا للأطفال.. وتنفذ برامج المسئولية المجتمعية لتعزيز قيم الانتماء الوطنى.. صور    شهباز شريف: باكستان تسعى دائما إلى الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة    إصابة 8 أشخاص نتيجة انقلاب «ميكروباص» بطريق أسيوط- الفيوم الغربي    وزير الري يتابع الموقف المائي خلال إجازة عيد الأضحى    عواد: أنا وصبحي نخدم الزمالك.. وسيناريو ركلات الترجيح كان متفقا عليه    العيد أحلى بمراكز الشباب.. فعاليات احتفالية في ثاني أيام عيد الأضحى بالشرقية    السيسي يقود أحدث إنجازات الدولة في تطوير التعليم الجامعي    الصين: تقدم كبير في مباحثات السيارات الكهربائية مع الاتحاد الأوروبي    دعاء يوم القر مستجاب للرزق والإنجاب والزواج.. ردده الآن    دار الإفتاء تكشف آخر موعد يجوز فيه ذبح الأضاحي    الأزهر للفتوى يوضح أعمال يوم الحادي عشر من ذي الحجة.. أول أيام التشريق    الطبطبة على الذات.. فن ترميم النفس بوعى    محمد الشناوي: كنا نتمنى حصد دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي    دوناروما: أداء إيطاليا لا يليق بجماهيرنا    محمد عبده يشيد ب " هاني فرحات" ويصفه ب "المايسترو المثقف "    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفتنة الطائفية فى مصر .. ظاهرها الدين وباطنها السياسة
نشر في محيط يوم 08 - 04 - 2013

- السادات استعان بالمتطرفين لمواجهة الناصريين فبدأت سلسة الأحداث الطائفية .
- وصف المسلمين بأنهم عرب غزاة والاستقواء بالخارج يزيد من حالة الاحتقان
- عساكر: الفكر الوهابي غزا مصروهو ضد المرأة والأديان

تحقيق- سهير عبد الحميد

ما حدث أخيرا فى الخصوص ثم الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ،وما حدث قبله منذ بضعة أسابيع فى شبرا ..هل هو جزء من سلسلة طويلة من الأحداث الطائفية التى شهدتها مصر منذ سبعينات القرن الماضى ،أم هو جزء من حالة العنف والتخبط والبلبلة التى تعيشها مصر فى محاولة داخلية خارجية لإسقاط مصر وإجهاض الثورة ..أم أنه استخدام قديم جديد لورقة الطائفية التى طالما استخدمتها الأنظمة المستبدة والإمبريالية المتعاقبة على مصر لضمان الهيمنة والسيطرة

يبدو التفسير الأخير الأكثر تعبيرا عن حوادث الطائفية فى مصر وهو ما يمكن التدليل عليه من خلال التأريخ لجذور الفتنة الطائفية التى بدأت بسبب ممارسات السادات السياسية حيث أراد فى بداية حكمه القضاء على بقايا الناصريين الذين كانوا يعارضونه فعمل على التحالف مع الإخوان المسلمين ومن هنا بدأت تنشأ الجماعات الإسلامية السياسية فى مصر التى عملت على تكفير الآخر ، وقام محمد عثمان إسماعيل أحد مساعدى السادات بتمويل الجماعات الإسلامية و تدريبها وتسليحها بالجنازير والسنج والأسلحة البيضاء وأخذت تلك الجماعات تتوغل شيئا فشيئا إلى حد أن السادات لم ينجح فى كبح جماحها رغم تحالفه معها وانتهى الأمر إلى أنها هى التى قتلته فكأن السادات قتل بسم الثعبان الذي قام بتربيته فى حجره . هذا بالإضافة إلى انتشار الفكر الوهابى مما أدى إلى تعمق التشدد الفكر الدينى والعقائدى".

المفكر الإسلامي عبد الفتاح عساكر يؤكد ان الفكر الوهابي قد غزا مصر بأموال البترودولار وهو فكر ضد الحضارة الحديثة وضد المرأة وضد الأديان والعقائد الأخري وهو الذي أفتي بتحريم البدء بالسلام على المسيحيين وعدم تهنئتهم بأعيادهم وعدم القصاص لهم تنفيذا للفتوى " لا يقتل المسلم بالكافر " والمرأة وفق هذا الفكر مجردة من إنسانيتها لا تسير فى وسط الطريق بل عليها أن تسير بجوار الجدار حتى تلتصق ملابسها به وإذا كشفت عن وجهها فمصيرها جهنم وإذا تعطرت فهي زانية .

ومن أغرب فتاواهم تحريم لعبة البوكيمون وتحريم اللغة الإنجليزية لابن عثيمين وتحريم إهداء الزهور للجنة الإفتاء الدائمة وفتوى تحريم رنات المحمول للشيخ محمد صالح المنجد وفتوى تحريم الجغرافيا وفتوى تحريم لعبة كرة القدم لعبد الله النجدي وفتوى الشيخ بن باز بتكفير كل من يقول بدوران الكرة الأرضية حول الشمس . ويؤكد عساكر أن :السلفية ليست من الإسلام ،فكل عمل يسىء إلى أى إنسان فى الكرة الأرضية ليس من الإسلام وهو ما تفعله السلفية الذين يهدمون قباب وأضرحة الأموات وهم إن تولوا الحكم أقاموا أضرحة وقبابا للأحياء .

وتاريخيا هم مرفوضون من كل العقلاء ومصدرهم الوهابية السلفية . والوهابية فرقة نشأت على يد مستر همفر رجل المخابرات الإنجليزى الذي ذكر تفاصيل مثيرة فى مذكراته التي نشرت بعدة لغات ومنها العربية إذ قال : تأكد للساسة الإنجليز أن العائق الوحيد لاستعمار المنطقة هو الدين الإسلامي فاوفدتنى وزارة المستعمرات 1710 م ومعي تسعة من الإنجليز إلى مصر والعراق وطهران والحجاز والآستانة وبغداد " وفى التفاصيل أنهم وجدوا ضالتهم فى محمد بن عبد الوهاب فى الحجاز وزوجوه فتاة إنجليزية وقد بدأت ثورة الوهابية بهدم مقابر الصحابة فى البقيع وهدم بيت الرسول وهدم منزل أبو بكر الصديق ولولا تصدي إبراهيم باشا ابن محمد على لهؤلاء لهدمت أعظم الاثار الإسلامية . وقاموا بقتل كل مؤذن يقول سيدنا محمد لأنه لا سيد إلا الله تعالي

الأمة القبطية

على الجانب الآخر تشير أصابع الاتهام إلى البابا شنودة الثالث الذي وصفه البعض بالتعصب إشارة إلى الجمعية التى أسسها فى شبابه تحت عنوان " الأمة القبطية" التى كانت تستهدف إقامة دولة مسيحية فى مصر وأصحاب هذا الرأى يدللون على ذلك بأن وقوع أول حادث طائفي جاء بعد تولى البابا رأس الكنيسة وذلك فى الخانكة 1972 عندما قرر بعض الأقباط تحويل منزلهم بالخانكة بالقليوبية إلى كنيسة مما أدى إلى مواجهات بينهم وبين جيرانهم المسلمين وقام البابا شنودة بإرسال من يقوم بأداء الشعائر الكنسية فى هذا المنزل الكنيسة مما أدى إلى مزيد من التوتر وتشكلت آنذاك لجنة تقصى الحقائق برئاسة النائب جمال العطيفي الذي وضع العديد من الحلول لوأد الفتنة الطائفية ..لكن تقرير اللجنة وضع حبيس الأدراج فتكرر مشهد الخانكة فى الزاوية الحمراء 1981 حيث أعلن مسلمون عن حقهم فى قطعة أرض كان ينوى الأقباط تحويلها إلى كنيسة وسرعان ما اشتعلت النار وتحولت المشكلة إلى معركة مسلحة .

وفى 32 ديسمبر 1999 وقعت أحداث الكشح فى محافظة سوهاج والتى أسفرت عن مقتل 19 قبطى ولم يعرف على وجه التحديد سبب اشتعال الأحداث .إلا أن معظم الروايات تشير إلى مشاجرة بين زبون مسلم وتاجر مسيحى ..وإن لم تكن تلك المشاجرة سوى القشة إذ كانت هناك حالة احتقان لدى الأقباط فى الكشح بسبب تعرض عدد منهم للاعتقال والتعذيب من جانب الشرطة أثناء التحقيق فى مقتل أحد المسيحيين قبل وقوع تلك المشاجرة بعام وهو ما اعتبره الأقباط تعنت مقصود منه إبعاد شبهة التهمة عن المسلمين ..وقد استمر الاحتقان فى الكشح عدة أشهر حتى إن الحكومة عملت على تغيير اسم القرية التى تعنى فى لهجة أهل الصعيد " إضمار العداوة " إلى دار السلام .مع ذلك ظلت النار تحت الرماد إذ اعتبر القباط الحكام التى صدرت بحق المتهمين المسلمين أحكاما هزيلة إذ تراوحت بين 10 أشهر وحتى عامين .

فى الأول من يناير 2011 وقعت تفجيرات كنيسة القديسين فى سيدى بشر بالإسكندرية عشية احتفالات رأس السنة وبعد الانفجار تجمهر بعض المسيحيين لاقتحام المسجد الموجود فى مواجهة الكنيسة وبعد الثورة سرت أقاويل بأن هذا الحادث دبره وزير الداخلية حبيب العادلى مع بعض العناصر المتطرفة بغية إسكات الأقباط وإلهاء الراى العام عن مشروع التوريث الذي كان يجرى على قدم وساق .

عقب ثورة 25 يناير وقعت حادثة إمبابة التى فجرها تجمهر السلفييين أمام كنيسة مار مينا بإمبابة التى قيل إنه تم بها احتجاز فتاة مسيحية أعلنت إسلامها وهو مايعد امتدادا لقصة كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين التى شهدتها مصر قبل الثورة أما الأولى فكانت زوجة للقس تادرس سمعان كاهن دير مواس بالمنيا والتى أعلنت إسلامها لكن تهديد البابا شنودة باللجوء إلى القضاء الدولى دفع الدولة إلى تسليمها للكنيسة وهو ما حدث مع وفاء قسطنطين زوجة كاهن أبو المطامير .

أصحاب البلد من يكونون ؟

الاحتقان الموجود لدى بعض المسلمين له مايبرره خصوصا عندما تدور الأحاديث عن أن المسلمين ليسوا مصريين وأن المصري الحقيقى هو القبطى وقد تكرر هذا القول فى أكثر من مناسبة منها ما جاء على لسان الأنبا بيشوي الرجل الثاني فى الكنيسة بعد أحداث كنيسة القديسين من أن الأقباط هم أصحاب البلد وأن المسلمين مجرد ضيوف عليهم .مثل تلك الأحاديث صنعت شرخا لا ينفع معه إصلاح وتسببت فى جرح لا يجدي معه علاج وانبري عدد من أقباط المهجر يطالبون بجعل اللغة القبطية هى اللغة الرسمية لمصر . وفى محاضرة بمعهد هدسون الإسرائيلي الأمريكي فى يونيو 2008 ، خرج توماس أسقف القوسية ليقول إن مصر مسيحية وعلى المسلمين العودة إلى شبه الجزيرة العربية .

ولذا فإن دعوة أحد المفكرين الأقباط وهو الدكتور وسيم السيسي إلى تأسيس حزب على اساس الجذور الفرعونية وإحياء الهيروغليفية وإلغاء مادة الدين من بطاقة الهوية وحذف لفظ " عربي " من اسم مصر، نظرت إليها بوصفه امتداد لفكرة أن الأقباط هم فقط المصريون لأنهم أحفاد الفراعنة .

ورأي الكثيرون أن فكرة هذا الحزب الذي رفضته لجنة تشكيل الأحزاب قبل الثورة " يحاول إلغاء فترة الفتح العربي لمصر . وهذه الأفكار غير علمية أو منطقية فالمفكر الدكتور ميلاد حنا وهو أحد أبرز المثقفين المصريين الذين اهتموا بدراسة الهوية المصرية وقدم فى هذا الإطار مؤلفه " الأعمدة السبعة للشخصية المصرية " سبق له أن قال :إن الحديث عن النقاء العرقي فى مصر هو حديث سخيف وغير مقبول والواقع يدحضه . فلا يوجد قوم يزعمون أنهم سلالة نقية للفراعنة . كما لا يوجد من يزعم أنه يحمل دماء عربية نقية أو أنه تركي لحما ودما فقد ذابت كل تلك العناصر وولدت شخصية مصرية تحمل بعض الملامح أو الخلفيات أو الانتماءات من هنا وهناك وإذا كان من الأقباط من يتوهم أنه يحمل أصولا فرعونية فمن بينهم أشخاص ببشرة ناصعة البياض وعيون شديدة الزرقة أو الخضار وشعور تحمل لون الذهب فمن أين لهذه العائلات كل ذلك إلا من خلال الاختلاط مع الفرنسيين أو بعض العائلات المسيحية التي هاجرت من الشام نتيجة الاضطهاد . وقد سبق وأن ظهرت جماعة سمت نفسها " الأمة القبطية " فى الخمسينيات . إلا أن جموع الأقباط عارضتها بشدة .

لقد تفاعلت الحضارة الإسلامية مع حضارات البلدان التي فتحتها وتحول الأقباط لاستخدام اللغة العربية وترجموا بها كتبهم وقام قبط مصر بالدور الاساسي فى بناء الأسطول العربي . وذهب عدد من العمال القبط الى الشام فى العصر الاموي واستعانوا بهم فى بناء مسجد دمشق والمسجد الاقصي وفى اعادة بناء الجامع النبوي فى المدينة المنورة وازدهرت الفنون والزخارف القبطية واصبح لها طابع مميز مما ادل الى شهرة النسيج القبطي فلبس الوجهاء والخلفاء النسيج القباطي كما كسيت الكعبة بالقباطي المصري

عرب مصريون

وهذا ما أكده المفكر القبطي أبو سيف يوسف فى دراسته القيمة " الأقباط و القومية العربي " فيشير إلى أن سكان شبه الجزيرة حتى قبل أن يسموا عربا كانوا على اتصال بمصر منذ زمن يسبق عصر قيام الأسر الفرعونية ففي أوائل عصر الأسر دخل العرب مصر فى أعداد كبيرة عن طريق ساحل اريتريا واستقروا بها . كما أن الأسر المصرية التي عبدت حورس كانت عربية ودخلت مصر عن طريق مدينة " مصوع " والنقوش الفرعونية تثبت ان العرب كانوا عام 200 ق . م يسكنون الصحراء العربية والشاطىء الأعلي للنيل . كما استوطنوا جبال سيناء والمنطقة الصحراوية الممتدة بين مصر وفلسطين .

كما أن وصف البعض للفتح العربي بالغزو أو الاحتلال أمر مردود عليه بالقرائن التاريخية .. لقد كانت مصر فى ظل حكم الرومان مجرد مستعمرة رومانية والمصريون فى ظل حكم الرومان كانوا فى أدني درجات السلم الاجتماعي بعد الرومان والإغريق واليهود وكانت تفرض عليهم ضرائب جزافية . هذا فى عهد الوثنية الرومانية وحتى عندما اعتنقت الدولة الديانةالمسيحية واخترع الإمبراطور الروماني مذهبا دينيا خاصا به لم يسلم المصريون من الاضطهاد طوال 600 سنة . واختلفت الصورة تماما بعد دخول عمروة بن العاص مصر فقد أتاح حرية العبادة واستدعي الباب بنيامين بطرك الأقباط الذي فر إلى الصحراء وظل مختبئا بها لمدة 13 سنة هربا من الروم . حتى أعاده عمرو وكان يستشيره فى أمور الدولة . وفى ظل الحكم العربي الإسلامي تحولت مصر من مجرد بقعة صغيرة محطمة ومهدمة إلى درة العالم الإسلامي فقد كان لها الأولوية والمكانة الكبري فى دولة الخلافة ومنها خرج أفضل العلماء . ومصر فى ظل الحكم العربي الإسلامي لم تعرف ابدا التمييز الديني .

وفى كتاب " مرقس الرسول " لقداسة الباب شنودة الثالث قصة أحد البحارة الكاثوليك الذي سرق رأس مار مرقس الرسول من كنيسة بوكاليسا بالإسكندرية التي كان بها رأس وجسد مرقس الرسول الذي أدخل المسيحية إلى مصر وأبلغ الأنبا بنيامين عمرو بن العاص حاكم مصر 644 م والذي فتش فى كل السفن الموجودة بالإسكندرية حتى وجدها وسلمها للبطريرك بل وسلمه مبلغ عشرة الاف دينار لعمل كنيسة لراس مرقس الرسول وهى موجودة حاليا بالإسكندرية .

الاستقواء بالخارج

ليس هذا فقط ما أدى إلى الاحتقان فى جانب المسلمين بل هو الاستقواء القبطي فى كثير من الوقائع بالقوى الأجنبية ولعل أول من فعلها فى التاريخ هو التاجر المصري يعقوب حنا الذي كون فرقا عسكرية من الأقباط استخدمها الفرنساويين أثناء حملتهم على مصر فى وأد ثورات المصريين التي شارك فيها المسلمون والأقباط الشرفاء الذين رفضوا بيع أوطانهم . وربما كان موقف يعقوب هذا الذي منحته فرنسا رتبة جنرال أول بذرة فى تاريخ الفتنة الطائفية بمصر .

وفى عام 1852طلب البابا بطرس حماية قيصر روسيا وترتب على هذا الطلب إلغاء سعيد باشا للجزيه ودخول الأقباط فى الجيش وحرية بناء الكنائس وإلغاء زفة إشهار إسلام القبطى وأثناء ثورة عرابى – كما تردد بعض الأقلام الغربية- طالب بعض الأقباط الحماية من الانجليز بوصف عرابى مسلما متعصبا قرر ذبح كل الأقباط واليهود سنة 1882 وبدأ ذبح الأقباط فى الأسكندريه وبولاق فتدخل الأسطول البريطانى وفرض الحمايه للأقباط وعين رئيس وزراء و رئيس مجلس نواب ووزير خارجيه ووزير ماليه أقباط وشغل الأقباط مناصب عاديه حتى طلب الأقباط من الأمم المتحده طرد الإنجليز ورفضهم الحمايه فقام الإنقلاب العسكرى 52 باسلمة مصر والإستيلاء على ثروات الأقباط وإستبعادهم من المناصب .

وقد استمرت مطالبة بعض الأقباط بالتدخل الأجنبى وخصوصا الأمريكى حديثا من جانب بعض أقباط المهجر الذين كانت لهم علاقات قوية بفرانك وولف عضو مجلس النواب الأمريكي عن المقاطعة العاشرة بولاية فيرجينيا الذي قدم مشروعا يدين مصر بانتهاك حقوق الإنسان وحقوق الأقليات ويطالب الحكومة المصرية بمنح الأقباط حقوقهم وذكر المشروع ما اعتبرهم أيضا أقليات فى مصر وهم الشيعة والبهائيين .كما انتقد التقرير ما أسماه ذم اليهود فى وسائل الإعلام المملوكة للدولة . ولا يمكن أن نحسن الظن بوولف فهو كان فى مقدمة من تبنوا مشروع منح الرئيس سلطة التدخل العسكري فى العراق أواخر 2002 ونادي بالتدخل فى دارفور وتبني قانون معاقبة السودان 2007 وهو أيضا شارك – بطبيعة الحال –فى تقديم مشروع قانون الحماية من الاضطهاد الدينى الذي أقره الكونجرس 1998 واحتوى على 16 عقوبة ضد الدولة التي تحكم عليها أمريكا ومن خلال التقارير التي تقدمها منظمات أمريكية .

لم يقتصر جموح بعض أقباط المهجر على المطالبة بالحماية الأمريكية .بل لقد طالب أحدهم بحماية إسرائيلية وهو ما فعله المحامي موريس صادق رئيس الجمعية الوطنية لأقباط الولايات المتحدة الذي طلب من السفاح شارون الحماية وهذا ليس مستغربا على شخص يجاهر بأحقية شعب الله المختار فى فلسطين أرض الميعاد وهو الذي جدد دعوته لطلب فرض الحماية الدولية على مصر زاعما أن الأقباط والبهائيين والشيعة يتعرضون للاضطهاد على يد الحكومة الإسلامية حسب زعمه . وهو ما فعله وردده المحامي نجيب جبرائيل ودعا إليه من داخل مصر.

حل المشاكل أولا

المفكر القبطى جمال أسعد يقول :إذا كنا نريج حل مشكلة الطائفية والحفاظ على سلامة الوطن فعلينا أن نعمل على توصيف الواقع توصيفا سليما حتى نصف العلاج الصحيح فالتوصيف الخاطىء يؤدى إلى علاج خاطىء ومن ثم تفاقم المشكلة. هناك تراكم تاريخي سياسيى واجتماعى واقتصادى ولا يجب أن نغض الطرف عنه فتغييب المشاكل أو إخفاؤها يجعلها تتفاقم . فمثلا المناخ الطائفي تختلف حدته حسب المنطقة الجغرافية ، فهناك مناطق النار فيها تحت الرماد يسهل اشتعالها وفى مناطق أخرى لا تعانى من أية تراكمات يكون فيها المناخ الطائفى غير موجود ..والحديث عن وجود مؤامرة سياسية وراء تلك الأحداث الطائفية ينقصه حقيقة مهمة وهى أن المؤامرة السياسية لا تختلق المشاكل ..فمن يرغب فى تدبير المؤامرات يرصد المشاكل الموجودة بالفعل ويعمل على تضخيمها ..فورقة الأقباط تسغلها قوى خارجية بالقطع منذ نابليون والحملات الصليبية التى جاءت إلى الشرق بمزاعم عدة كان فى مقدمتها حماية المسيحيين.إذا لابد من القضاء على المشاكل التى تأجج الطائفية وعلى كل مسئول القيام بدوره فى هذا الإطار بداية من المسجد والكنيسة مروورا بالمدرسة وافعلام وبهذا لن نعطى فرصة لأى متآمر باستغلال ورقة الأقباط

الرأى نفسه عبر عنه د. نبيل لوقا بباوى عضو مجلس الشورى الأسبق وأول قبطى يجرى دراسة عن الشريعة الإسلامية مؤكدا أن :ما حدث فى الخصوص سيتكرر فى مواقع اخرى من مصر مئات المرات طالما يظل هناك غض للبصر عن المشكلة والاكتفاء بجلسات الصلح العرفى بين الشيوخ والقساوسة التى يتظاهر فيها الجميع بتبادل القبلات بينما ما فى القلب فى القلب . ويقول :أعلم جيدا أن هناك من يستغل ورقة الطائفية من واقع خبرتى الشخصية عندما كنت مأمور قسم الظاهر حيث نشبت مشاجرة بين صديقين أحدهما مسلم والآخره مسيحى وسرعان ما تحول المر غلى خناقة بين مسلمين وأقباط ورغم انى وصلت إلى موقع الحادث بعد عشرة دقائق من البلاغ إلا أننى فوجئت بمندوبى وكالات النباء وقد سبقوننى غلى هناك ..فهناك من يهمه إزكاء الفتنة والحل هو إعلاء سيادة القانون وتطبيق الأحكام الرادعة على المخطىء مسلم كان أو مسيحي وعلى حكماء الأمة الجلوس معا لوضع السياسات التى تقضى على نار لطائفية كما ينبغي حل مشكلة بناء دور العبادة بعيدا عن قانون دور العبادة الموحد فلماذا لا يوجد قانون لبناء المساجد وآخر لبناء الكنائس حسب خصوصية كل حالة .كما ينبغي محاسبة المسئول عن إشعال الفتنة ايا كان فاللعب على ورقة الطائفية خط أحمر وأعداء المة يعلمون أن إشعال مصر يكون بإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبين السنة والشيعة هذه هى مخططات الدول التى تريد إحراق مصر وللأسف هناك من يعاونهم من المصريين مقابل الحصول على الثمن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.