أشاد السفير عمرو رمضان نائب مساعد وزير الخارجية لشئون عدم الانحياز والتعاون الإسلامي بالجهود التي بذلها الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي منذ توليه مهام منصبه فى العام 2005 وحتى الآن، والتي أسهمت في تعزيز وضعية المنظمة دوليا وتفاعلها مع مختلف القوى، داعيا الأمين العام القادم الدكتور إياد مدني إلى استكمال المسيرة والبناء على ما تحقق. وقال رمضان في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش المحاضرة التى ألقاها إحسان أوغلي الأربعاء الماضي في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية إن الأمين العام للتعاون الإسلامي استطاع أيضا من خلال زياراته للدول غير الأعضاء بالمنظمة سواء في الغرب أو الشرق التواصل معها وتأكيد حقوق ومصالح الأقليات المسلمة بما يعمل على تخفيف الضغوط التي يتعرض لها البعض وتوضيح هدف المنظمة والدور الذي تقوم به وأنها منظمة سياسية وليست دينية.
كما أسهمت هذه الزيارات وفقا لنائب مساعد وزير الخارجية في تحسين وضع المسلمين سواء في روسيا أو الصين أو غيرهما من الدول، حيث حصلت تفاهمات في مجال حرية التعبير والمعتقد والدين.
ونوه السفير رمضان بأن الفترتين اللتين تولى فيهما إحسان أوغلي الأمانة العامة للمنظمة كانتا ثريتين ومهمتين، حيث شهد العالم الإسلامي فيهما تحديات مختلفة منها ما يرتبط بازدراء الدين الإسلامي، حقوق الأقليات، ظاهرة الإسلاموفوبيا (المعروف بعداء الغرب للإسلام)، وتأجج بعض الصراعات والنزاعات في الدول الإسلامية وعلى رأسها فلسطين إضافة إلى الصومال ، اليمن ، السودان ، البوسنة ، كوسوفو ، جامو وكشمير ، ناجورنو كاراباخ، والشيشان وغيرها.
وردا على سؤال حول الجهود التي تبذلها مصر الرئيس الحالي للقمة الإسلامية، لتحقيق عملية المصالحة الفلسطينية، أجاب السفير عمرو رمضان نائب مساعد وزير الخارجية لشئون عدم الانحياز والتعاون الإسلامي بأن مصر لا تدخر جهدا من أجل إتمام عملية المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني ، فهي تمتلك علاقات طيبة مع الإخوان في كل من السلطة الفلسطينية وقطاع غزة.
وقال إن الجانبين (فتح وحماس) لديهما رغبة صادقة فى تجاوز الخلافات والدفاع عن حقوق فلسطين التاريخية، مشددا على ضرورة التوحد والدفاع عن هذه الحقوق قبل ضياعها.
ونوه بأن القمة الإسلامية الثانية عشرة التي عقدت في القاهرة يومي 6 و7 فبراير الماضي شهدت جلسة خاصة نظمتها مصر حول القدسوفلسطين ، وكان من ضمن توصياتها ضرورة العمل من أجل توحيد الفصائل إضافة إلى توحيد الخطاب السياسي الفلسطيني خاصة فيما يتعلق بالموضوعات التى لا خلاف عليها ومنها الحقوق الفلسطينية التاريخية.
وفيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية التي تتعرض لها مدينة القدس والمسجد الأقصى، أفاد السفير رمضان بأن هناك تحركا مصريا على الصعيدين السياسي والدبلوماسي مع الأطراف المعنية والمؤثرة أيضا ، سواء في المنطقة أو ذات التأثير على إسرائيل من أجل وقف هذه الممارسات، مؤكدا أن هذه المساعي المصرية تستهدف تحقيق المصلحة العربية والفلسطينية.
وردا على سؤال حول الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون، أكد نائب مساعد وزير الخارجية أن مصر تقوم بجهود كبيرة للتخفيف من معاناة الأسرى، منوها في هذا الإطار بالاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز في مايو 2012 قبل تسيلم الرئاسة لإيران.
وقال: "خصصنا جلسة لمناقشة موضوع الأسرى ودعينا وزير الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع، وصدر بيان ، وتم الاتفاق على بعض الخطوات لمتابعتها في الأممالمتحدة"، مضيفا "إن عدم تحقق الحق فوريا، لا يعني التنازل عنه".
وحول الأقليات المسلمة، قال السفير عمرو رمضان نائب مساعد وزير الخارجية لشئون عدم الانحياز والتعاون الإسلامي إن هناك خطة وإدارة معنية بالأقليات في الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي تختص بالتواصل معهم وترفع تقريرا سنويا لوزراء الخارجية حول الوضع في هذه المناطق، ومنها الفلبين، تايلاند، الصين، روسيا و بنجلاديش وغيرها.
وأضاف السفير رمضان: "إنه في حالة وجود مشكلة معينة يتم دعوة ممثلين عن هذه الأقليات للحديث معهم وتقديم الدفوع التى يرون أنه من الضروري أن نقوم بها "، منوها في هذا الإطار بالجهود والاتصالات التي يجريها الأمين لمنظمة التعاون الإسلامي مع حكومات وقادة الدول التي تستضيف أقليات مسلمة أو ربما بها أقليات مثل الهند (يوجد فيها ما بين 160 إلى 170 مليونا من الهنود المسلمين وهو ما يفوق إجمالي تعداد باكستان).
أما فيما يتعلق بأقلية الروهينجا .. أفاد السفير رمضان بأن المنظمة تعتزم عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في جدة يوم 14 أبريل الجاري لبحث كيفية وقف الهجمة الأخيرة من العنف ضد المسلمين في ميانمار.
وأشار إلى أن حكومة ميانمار كانت تقول في السابق إن المشكلة لا تتعلق بالمسلمين بل بأقلية الروهينجا لأنها تعتبرهم نازحين من الدول المجاورة وأنهم ليسوا ميانماريين وبالتالي لا حق لهم في إقامة شرعية، مشددا على أن الموضوع الآن وخاصة بعد الأحداث الأخيرة أصبح له بعد طائفي إلى جانب بعده العرقي.
ونوه في هذا الإطار بالاتصالات التي تجريها مصر مع حكومة ميانمار من أجل وقف هذا العنف، منوها بالبيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الأسبوع الماضي والذي يدعو إلى وقف هذه الأعمال وضرورة محاسبة المسئولين عنها ، والعمل على تنسيق وتوصيل المساعدات الإنسانية والتوصل إلى حلول سياسية تضمن حقوق هذه الأقليات.
وحول علاقات مصر مع دول حوض النيل .. قال السفير عمرو رمضان نائب مساعد وزير الخارجية لشئون عدم الانحياز والتعاون الإسلامي إن اهتمام مصر بدول أفريقيا عامة وشرق أفريقيا خاصة ضارب في جذور التاريخ ، حيث ساعدت العديد من هذه الدول على التحرر من الاستعمار في فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو ما جعل العديد من قادة هذه الدول يكنون لمصر هذا الدور كما كان لديهم وفاء لها حيث إنها دعمتهم واحتضنتهم واستضافتهم في القاهرة ودربتهم في سبيل استعادة استقلالهم.
وأضاف: "إن هذا الوضع تغير مع تغير الزمن ، خاصة وأن هذه الشخصيات السياسية التاريخية اختفت من المشهد السياسي، وأصبحت هناك أطراف أخرى تحاول أن تؤثر في هذه الدول، كما أن مصر لم يكن لها نفس الصنيع الذي قامت به فيما يتعلق بالاستقلال".
وتابع: "أصبحت علاقات هذه الدول مع مصر تواجه بعلاقات مع دول أخرى ربما ليس لها نفس الاهتمام المصري، وربما تعمل ضد المصالح المصرية، وهو ما دفع السياسة المصرية للتواصل مع هذه الدول في شكلها الجديد وفى معطيات جديدة".
وأشار إلى أن مصر باتت تعانى من أزمة اقتصادية كما أنها لم تعد قادرة على تقديم دعم مادي جديد لهذه الدول مثلما كانت قادرة خلال العقود الماضية، وهو ما جعل العلاقات تأخذ شكلا جديدا حيث دخلت أطراف جديدة في المعادلة، منها دول خليجية وإيران والصين حيث بات لديها اهتمامات لتعزيز التعاون الاقتصادي.
وقال: "إن مصر لم تعد اللاعب الوحيد لهذه الدول ..وهذا لا يعني أن العلاقات ساءت، بل هي طيبة وجيدة، اهتمام مصر كان و لا يزال قائما حيث تولي وزارة الخارجية هذه الدائرة الأفريقية اهتماما كبيرا لأنها البوابة الجنوبية لمصر ليس بسبب مياه النيل ، لأنه تحكمه اتفاقيات دولية، ولكن هناك مصالح مع دول جوار جغرافي، إن مصر يهمها أن تتحسن أوضاع جيرانها لأن أية مشاكل ستؤثر عليها بطبيعة الحال".
ونوه في هذا الإطار بالزيارتين اللتين قام بهما الرئيس محمد مرسي إلى أديس أبابا، حيث شارك في القمة الإفريقية إضافة الزيارات التي قامت بها وفود شعبية التي كانت تستمع أكثر لما يقوله مستقبلوها.
وشدد السفير رمضان في هذا الإطار - على أن وزارة الخارجية سيادية ومعنية بالمصالح القومية لمصر وليست محسوبة على شخصية أو أخرى وإنما كانت تلعب دورها، وهي مليئة بالشخصيات القديرة المحترمة الكفاءة التى لا تحسب على تيار سياسي، كما أنها معنية بالصالح المصري في المقام الأول.