لا شك أن أسوأ ما فى الثورة أنها أخرجت أسوأ ما فينا من أخلاق وسلوكيات مشينة ذلك أن البعض اعتقد أن الثورة تعنى الخروج على الآداب العامة وتجاوز كل الخطوط الحمراء وأنه لا حصانة ولا احترام ولا توقير لرمز أو مؤسسة أو كيان قائم بذاته وكأنها فوضى أريد لها أن تعم البلاد ولكن فى ثوب الثورة وممهورة بخاتم المناضلين المجاهدين ثوار الحرية والعدالة الاجتماعية!! حتى يكره الناس مجرد اسم الثورة التى لطالما حلموا بها مخلّصاً ومنقذاً من واقعهم الأليم ومستقبلهم الغامض. تثبت المعارضة المصرية إلاّ من رحم ربك يوماً بعد يوم أن هدفها الرئيسى هو (الكرسى) ولا شىء غير ذلك رغم النفى القاطع لكن الممارسة الفعلية على الأرض تثبت خبث النوايا التى لا نفتش فيها ذلك أننا مأمورون حسب شريعة الله أن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم, ورغم أن الطمع فى الكرسى من الناحية الديمقراطية أمر مشروع ومباح ولكن عبر الآليات الديمقراطية أيضاً وليس بالمولوتوف والخرطوش والأسلحة البيضاء وتقديم غطاءً شرعياً للعنف باسم الثورة وتحالفات مع أعداء الثورة والثورة المضادة وكل هذا لمجرد وجود شخص منتمى للفكرة الإسلامية التى يُعاير بها الآن وكأنها عار لابد أن يغتسل منه, يعرقلونه بشتى الطرق والوسائل ثم يعيرونه تعجيزياً بأنه لا يمت بصله للإسلام والمسلمين( لاحظ هنا نبرة التكفير رغم تشدقهم الدائم برفض التكفير كمنهج للمعارضة).
عندما أعلنت حركة 6 إبريل الجمعة 29 مارس الماضى اعتصامهم أما منزل وزير الداخلية رافعين ملابس داخلية نسائية ولافتة مكتوب عليها"الداخلية عاهرة على سرير أى نظام" بمنتهى الصفاقة وإساءة الأدب وبتغطية إعلام مسيلمة الكذاب بدعوى حرية الرأى والتعبير باتجاه واحد فقط يصبح فيه العارى العاهر بطلاً قومياً ويتهم غيره بالعهر(على طريقة رمتنى بداءها وانسلت)لمجرد الإفراج عن زملائهم الأطهار الأخيار المجاهدين المقبوض عليهم على خلفية جمعة"احنا مابنتهدتش" تؤكّد أن المعارضة المصرية تعيش بالفعل بالملابس الداخلية كرمز للعرى الأخلاقى وانحطاط القيم وتجسيداً حياً للبيئة التى تعيش فيها هذه المعارضة(إلاّ من بعض الشرفاء بطبيعة الحال والأمر لايخلو من الإستثناء الذى لاينفى القاعدة) من عهر فكرى وخلاعة سلوكية , فالصورة معبرة تماماً ولاتريد مزيد من شرح أوتفصيل . وللسخرية يتم اتهام الوزير بأنه صورة من حبيب العادلى فى جبروته وقسوته! وهل كان أحداً يجرؤ أن يمر مجرد المرور أمام منزل الوزير المخلوع؟!.
المعارضة المصرية تواصل السقوط اليومى بمزيد من الإنحطاط الأخلاقى والقيمى وتكشف عن قبحها وخبث مساعيها الحثيثة الرامية إلى اسقاط الرئيس مرسى حتى لو كان على حساب هدم المعبد على من فيه ولتسقط مصر وليذهب الشعب إلى الجحيم وتباً للديمقراطية الملعونة ما دام الهدف هو الإطاحة بالرئيس وجماعة الإخوان المسلمين من على الوجود.. يبدو أن المعارضة المصرية ستظل عارية بالملابس الداخلية ونحن مقبلون على فصل الصيف الحار الذى يخرج الناس فيه من ملابسهم, فهذه هى أخلاق المعارضة وتلك بضاعتهم وتلك هى أمانيهم ولكن هيهات هيهات لما يوعدون.