قبل أن نحاول الإجابة عن هذا السؤال سؤال الساعة الذى يقلق المصريين الغيورين على وطنهم ويرون فى ثورة25 ينايرالمخلص والمنقذ من أسر نظام مبارك المخلوع وجبروته.. لابد هنا أن ننوه عن أنه لولا أن قيض لنا الله تعالى هذه الثورة برغم تعثرها فى الطريق لما تنفسنا عبير الحرية التى نعيشها ويستغلها البعض للإنقضاض على الثورة, ولولا الثورة لما شاهدنا بأم أعيننا أنزه إنتخابات تشريعية (شعب وشورى) ومن قبل إستفتاء 19 مارس 2011ثم إنتخابات رئاسية لنرى أول رئيس منتخب لمصر على مدى تاريخها العريق رغم أن البعض يحاول الإلتفاف على هذه الإرادة الشعبية وإحتقارها والحجر عليها لأنها لم تأتى على هواه وهم فى ذلك يمارسون الإقصاء بعينه الذى يتهمون به غيرهم على طريقة (رمتنى بداءها وانسلت) ويطبقون التكويش والإستحواذ بالكتالوج وكما يقول الكتاب من محاصرة الرأى العام عبر وسائل الإعلام المختلفة وتوجيهه قسراً فى اتجاه واحد فقط وهو علمنة ولبرلة الدولة وبالتالى سيطرة طرف واحد على إرادة الأمة وهى نفس التهمة الموجهة للتيار الإسلامى بقيادة الإخوان المسلمين قبل وبعد مجىء الرئيس محمد مرسى إلى الحكم فى يوليو الماضى.
مشكلة الثورة المصرية هى ذاتها فى براءتها ذلك أن هناك شعرة تفصل بين كل نقيض ونقيض حيث أنه لابد أن تحمى كل ثورة نفسها من أعداءها وهم كثرإذ ينبغى أن نفرق بين الثائر والبلطجى وبين البرىء والجلاد – فعندما ضاعت الشعرة بين البلطجى والثائر صار قاطع الطريق والقاتل بأجرومثير الفوضى ثورجى وشهيد والنتيجة الحقيقة تائهة وزائغة فى بحرالمجاملات والمواءمات والموازنات.
عندما يسيطرفلول النظام الساقط على دولاب الجهاز الإدارى للدولة من موظفين صغارتربوا فى كنف الدولة العميقة وحتى مديرى العموم ووكلاء الوزارات وبعض الأجهزة الحساسة ومازالوا يمارسون العبث بمصالح الوطن – وعندما يسيطرقضاة نظام مبارك والمستفيدين من بقاء سياساته على منظومة العدالة والقضاء – وعندما تسيطرعقلية وفكر حبيب العادلى على المنظومة الأمنية( الداخلية والشرطة) - وعندما يسيطرإعلاميّو وصحفيّو تربوا وترعرعوا وانتفخت كروشهم وجيوبهم بنقاق مبارك وأركان نظامه على الساحة الصحفية والإعلامية سواء القومية والخاصة بتمويل أذناب النظام الساقط المنهوبة من دماء الفقراء تحت ستار حرية الإبداع والتعبير المسمومة ثم نجد من يحدثنا عن أخونة الدولة – وعندما يُشتم ويُهان رئيس الجمهورية وحزبه وجماعته والإسلاميين عموماً ليل نهارعلى صفحات الجرائد وعلى شاشات الفضائيات على طريقة( إذا أمنت العقوبة أسئت الأدب) – وعندما ترفض بعض الأحزاب والقوى السياسية(24 حزباً وحركة) بقيادة البرادعى وصباحى المسماة زوراً بالمدنية ( العلمانية) مقابلة الرئيس مرسى للحوار بشأن تأسيسية الدستورتحت دعاوى رخيصة ولم يكونوا يحلموا بإشارة واحدة من إصبع مبارك ليلتقوا به وقد قابله بالفعل د|البرداعى قبل الثورة ولم يرفض الحواروأثنى على اللقاء وأشاد بلطف الرجل أى مبارك فى التعامل معه ,لكنه الإبتزاز فى أخس صوره.
البعض لايريد أن يصبرشهرين ودعا إلى تظاهرات لإسقاط الرئيس (24أغسطس الماضى)فى الوقت الذى صبر30 عاماً على نظام مبارك الحنون لالشىء سوى مرض الإخوانوفوبيا أوبالأحرى الإسلاموفوبيا التى صدرها لنا الغرب فأصبح يعانى منها تيارفى مصرأكثر من الغرب نفسه. مشكلتنا هى مسك العصا من الوسط وغياب الحسم فى قضايا لاتقبل القسمة على إثنين ووضع مصلحة البلاد فى المقدمة منعاً للإستقطاب الحاد المصطنع والمتعمد لإلهائنا بعيداً عن قضايانا المصيرية, ولا أريد أن أخلى مسئولية الرئيس عن سوء الاوضاع التى نعيشها الآن وطريقته الرخوة فى التعامل مع المخربين والمتربصين ودعاة الفوضى إذ قبل أن يتهمنى البعض بالإرهاب الفكرى وهى التهمة الجاهزة لكل ما هو إسلامى أسألهم وهل البلطجة والتخريب والفوضى أصبحت وجهة نظرجديرة بالإحترام والأخذ والرد؟! وهذا ما يجيب على سؤالنا الذى طرحناه فى عنوان المقال ( لماذا تعثرت الثورة فى الطريق؟). [email protected].