في تحول لافت في لهجة الإعلام الدولي، أجمعت كبرى وسائل الإعلام العالمية، ومؤسسات حقوق الإنسان على تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث المجازر المتكررة، والمجاعة المتفاقمة، جراء الحصار والعمليات العسكرية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023. أقرأ أيضا| إسبانيا: سنرسل كل ما يلزم لغزة وسندين إسرائيل أمام الأممالمتحدة استهداف المدنيين ونقاط الإغاثة وفي تحقيقات صحفية كشفتها شبكات إعلامية بارزة مثل «بي بي سي ونيويورك تايمز وواشنطن بوست والجارديان»، وغيرها من الصحف العالمية، لتقارير استقصائية مدعومة بمقاطع فيديو وتحليلات صور الأقمار الصناعية، توثق استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين، بمن فيهم أطفال ونساء، خلال محاولاتهم الوصول إلى نقاط توزيع المعونات الغذائية، كما كشفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» و«منظمة العفو الدولية»، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مناطق قريبة من مراكز توزيع تابعة للأمم المتحدة، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من الجوعى الذين كانوا يصطفون للحصول على فتات مساعدات. الأممالمتحدة: إسرائيل تمنع دخول المساعدات شهادات متكررة من موظفي الأممالمتحدة على الأرض، بينهم مسؤولون في برنامج الأغذية العالمي ووكالة الأونروا، أكدت أن إسرائيل تعرقل دخول قوافل المساعدات الإنسانية وتمنع بشكل ممنهج وصول الغذاء والدواء إلى أكثر من مليون ونصف مواطن فلسطيني في شمال ووسط غزة، وكان أبرزهم فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، والتي أكدت ان إسرائيل لا تكتفي بالقصف، بل تستخدم الجوع كسلاح حرب، مشيرة إلى أن مايحدث يعد جريمة موثقة بموجب القانون الدولي. صوت من الداخل: كريستيان أمانبور تدين إسرائيل علنًا في موقف غير مسبوق، لم تتمكن الإعلامية الدولية الأشهر كريستيان أمانبور، مقدمة البرامج السياسية في شبكة CNN الأمريكية، من حبس دموعها خلال بث مباشر تناول أوضاع غزة، ما دفعها في إحدى الحلقات أن تقول: "من الصعب الحديث عن الصحافة والموضوعية بينما يُذبح الأطفال أمام عدسات الكاميرا، ما تفعله إسرائيل لا يمكن الدفاع عنه"، مما جعل كلماتها تثير تفاعلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها الكثيرون لحظة فارقة في الخطاب الإعلامي الغربي تجاه القضية الفلسطينية. شهادات فلسطينية رسمية توثق الانتهاكات في الوقت ذاته، عرضت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وسلطة المعابر، وثائق وشهادات موثقة تفيد بمنع إسرائيل إدخال شاحنات المساعدات رغم حصولها على تصاريح مسبقة، إضافة إلى تقارير عن استهداف مباشر لفرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف، كما أكد الدكتور منير البرش، مدير عام الصيدلة في غزة، أن ما يتم مواجهته في القطاع، ليس مجرد نقص في الأدوية، بل هو قرار استراتيجي بإبادة السكان المدنيين عبر الجوع والمرض. الإجماع الدولي يتسع لم تقتصر الإدانة على الإعلام، بل شملت رؤساء دول، وشخصيات سياسية وأكاديمية ومؤسسات دولية، من بينها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن عزمه الاعتراف بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، مشددًا على ضرورة إطلاق مسار جديد لحل دائم على أساس حل الدولتين خلال مؤتمر نيويورك في 28 و29 يوليو الجاري. كما أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إنه سيقف غدًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليُدين بشكل واضح وصريح سياسة «التجويع والقتل»، التي يتعرض لها سكان غزة. ولم يخلو ذلك من تنديد حكومات في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وبرلمانات أوروبية، حيث تتوالى المطالب بتحقيق دولي عاجل وتفعيل آليات المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين، مما يجعل الصورة تبدو جلية أمام الرأي العام العالمي، بأن قوات الاحتلال الإسرائيل ليست فقط طرفًا في الحرب، بل متهمًا رئيسيًا بارتكاب جرائم ممنهجة من تجويع متعمد ضد المدنيين في غزة، في ظل استمرار الإفلات من العقاب.