انتقدت أحزاب سياسية جزائرية الموقف الرسمي للحكومة إزاء الوضع في سوريا ، واعتبروا أن الموقف الرسمي لا يعبر عن حقيقة موقف الشعب الجزائري ،وبعيدا عن الإجماع العربي. ومن جانبه انتقد الأمين العام لحركة النهضة الجزائرية "حزب إسلامي معارض" الدكتور فاتح ربيعي، موقف حكومة بلاده تجاه الملف السوري.
وقال ربيعي إنه يتأسف لموقف الجزائر من الملف السوري وهذا الإخفاق تجلى حسب قوله في خفاق الدبلوماسية الجزائرية في التعاطي مع القضية السورية واصطفافها في موقف لا ينسجم مع ما قدمه الشعب السوري للثورة الجزائرية.
وأضاف ربيعي فى تصريحات نشرتها الصحف الجزائرية الصادرة صباح اليوم الخميس أنه في الوقت الذي أصر فيه شباب الثورة ومفجروها على سلميتها أمعن النظام الحاكم في صنوف القتل والتنكيل وانتهاك الحرمات، ما جعل الشباب أما خيار الدفاع عن النفس والعرض والكرامة بكل الوسائل الممكنة.
وطالب ربيعي الدولة الجزائرية بطرد السفير السوري من الجزائر وتمكين أصحاب الشرعية من التمثيل، وتقديم الدعم الإنساني للاجئين ولكافة الشعب السوري بعيدا عن الهلال الأحمر السوري لأنه طريق النظام.
وبدوره ، انتقد رئيس حركة مجتمع السلم "حمس" المحسوبة على الإخوان المسلمين فى الجزائر أبو جرة سلطاني تفسير الموقف الجزائري المتحفظ على منح مقعد سوريا في الجامعة العربية لأسباب "قانونية" .
وقال رئيس حركة مجتمع السلم "حمس" المحسوبة على الإخوان المسلمين فى الجزائر أبو جرة سلطاني فى بيان له إن حركة مجتمع السلم ساندت الثورة السورية منذ اندلاعها في درعا مؤكدا أن حركته مع الربيع العربي رغم أن البعض يعتبرها تهمة.
ووجه سلطاني كلامه للمعارضة السورية وقال :"ليس لدي شك في أن نظام الأسد سيسقط، ولكن ماذا بعد سقوط الأسد؟ لابد أن تفكروا ماذا ستفعلون غدا".
ومن جهته قال رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش، أشعر أننا لسنا في مستوى مبادئ ثورة التحرير الجزائرية كان من المفروض أن تكون الجزائر من الدول الأولى المساندة للثورة السورية.
وأكد أن الموقف الرسمي للجزائر لا يعبر عن طبيعة الشعب الجزائري ، واعتبر بن بعيبش أن مشكلة سوريا ليست روسيا ولا أمريكا ولكنها إيران، موضحا أن سوريا هي الدولة التي تتنفس منها إيران خارج حدودها وعبرها تتنفس من لبنان، وإذا سقطت سوريا فستنكمش إيران داخل حدودها، لذلك فإيران مستعدة لدخول حرب عالمية من أجل بقاء نظام الأسد.
وفى ذات السياق قال رئيس جبهة الجزائر الجديد جمال بن عبد السلام إما حل سياسي للأزمة السورية أو حرب شاملة معتبرا أن الصراع في سوريا بين محورين رئيسيين : الأول بقيادة إيران ومن معها في المحور الشيعي والثاني بقيادة قطر والسعودية، محذرا من أن يتم تقسيم سوريا مجددا.
وكانت الجزائر قد أبدت تحفظها إزاء منح المعارضة السورية مقعدا في جامعة الدول العربية مرجعة موقفها إلى "عدم اتضاح" معالم المعارضة السورية وممثليها حتى الآن.