هاجم العديد من أعضاء البرلمان الأردني موقف نادي دول الخليج "المتفرج" على أزمة الاقتصاد الأردني على هامش جلسة صاخبة للبرلمان ناقشت مساء الأحد، قرار رفع أسعار المحروقات بنسبة 4%. وأشارت جريدة "القدس العربي" اللندنية إلى أنه بدا واضحا في السياق أن خطابات أكثر من 90 نائبا حتى منتصف ليلة الاثنين، طالت مساحتين في الجرأة لم ترصدا سابقا وهما القصف العنيف على حكومة عبدلله النسور وتوجيه رسائل من طراز خاص لدول الخليج وللسعودية بشكل خاص.
وأكد المحامي محمد حجوج عضو البرلمان ل "لقدس العربي" أنه لم يكن من المعتاد على مؤسسة مجلس النواب الأردني أن تتعرض بالانتقاد للحليف الخليجي لكن حمى أسعار المحروقات دفعت بهذا الإتجاه بعد خطابات نارية وقاسية قيلت في وجه الحكومة ورئيسها.
وكان أعضاء البرلمان قد أعاقوا خطابا لرئيس الوزراء عبدلله النسور عندما حاول الأخير شرح وجهة نظر الحكومة في مسألة الأسعار حيث بدأت موجة مناكفة للنسور وعملية تطبيل على الطاولات بحيث فشل في إكمال شروحاته.
وخاطب النائب عساف الشوبكي وهو مذيع سابق وشهير في التلفزيون رئيس الوزراء قائلا: "إرحل عنا".
وقبل ذلك اعترض النائب خليل عطية بشدة على قرار رفع الأسعار ثم وجه كلامه لرئيس الوزراء قائلا: "إنهم يمهدون الأرض من أجل عودتك للرئاسة .. أنت جالس في الكرسي فلماذا ترفع الأسعار؟".
ورأى عطية – من وجهة نظره - أن حكومة النسور الحالية وهي تعيش أيامها الأخيرة لم تكن مضطرة لرفع الأسعار، حيث كان يمكن توفير المبلغ المقصود بدلا من إحراج مؤسسة البرلمان الجديدة.
ولكن النائب محمد الظهراوي كان عمليا أول من يعلن حجب الثقة عن حكومة النسور بسبب رفع الأسعار.
وكانت الأجواء صاخبة في جلسة الأسعار والتداعيات لم تتوقف حتى ظهر الثلاثاء فقد سمح رئيس الجلسة وهو النائب عطية للمتحدثين بقول ما يريدونه في الوقت الذي تصر فيه بعض مراكز القوى في الدولة على ترشيح النسور رئيسا للوزراء للمرة الثانية تحت لافتة المشاورات البرلمانية.
ذكرت "القدس العربي" أن النائب عطية وهو أكثر البرلمانيين شعبية في تاريخ الانتخابات وأحد أبرز أركان المؤسسة البرلمانية ينوي الاستقالة من كتلة وطن التي أسسها سابقا بعد إعادة التصويت لصالح النسور في جولة ثانية من المشاورات الداخلية بالكتلة لتسمية رئيس حكومة.
أما كتلة حزب الوسط التي تؤيد ترشيح النسور علنا، أعلنت أنها ستتراجع عن تأييده لو أصر على رفع الأسعار في الوقت الذي تتحدث فيه بعض المصادر عن تراجع محتمل عن الرفع الأخير لأسعار المحروقات في جلسة الأربعاء المقبل على أن يعقبها الإعلان رسميا عن تكليف النسور برئاسة حكومة المشاورات الجديدة حيث ينتظر القصر الملكي تنسيبات النواب.
ووجه النسور خلال شروحاته التبريرية لرفع الأسعار، ملاحظة نقدية تستهدف نائبه والرجل الثاني في حكومته الدكتور عوض خليفات الذي "تغيب" عن جلسة البرلمان المخصصة للأسعار فقط قال النسور بأن مجلس الوزراء بأغلبيته بما في ذلك الغائبين اليوم وافق على رفع الأسعار.
والقصد من ذلك إظهار أن خليفات ليس معزولا عن مسألة رفع الأسعار ويتحمل مسئوليتها ومن المرجح ان النسور فعل ذلك بعدما علم بأن المنافس الوحيد عمليا الذي لازالت بعض الكتل تطرح إسمه رئيسا للوزراء هو الرجل الثاني في حكومته الدكتور خليفات.
ولوحظ في السياق، بأن وزير الصناعة والتجارة المختص باتخاذ قرار رفع الأسعار حاتم الحلواني لم يدافع عن القرار أو يتصدى لحملة النواب الصاخبة والقاسية فيما فعل ذلك زميله وزير الطاقة علاء البطاينة.
وفي ذات السياق، اقترح النائب الحجوج تشكيل وفد من البرلمان يزور السعودية ودول الخليج ليستفسر عن أسباب تجاهل الأشقاء لأزمة الاقتصاد الأردني والمح الحجوج إلى انه مستعد لتبني زيارة جماعية ل 150 نائبا في هذا السياق مقترحا لأول مرة: يمكننا الذهاب إلى إيران أيضا إذا تجاهلنا الأشقاء في الخليج العربي.
وكان رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الأردني محمد عشا الدوايمة قد زار السفير الإيراني في عمان الأسبوع الماضي وأبلغ عدة مرات في هوامش البرلمان أنه سيهتم بالاستطلاع عن التعاون في مجال الطاقة من إيران.
وقال الدوايمه: "إنه سيصدر بيانا توضيحا بخصوص ملف الطاقة ظهر اليوم"، مشيرا في خطاباته إلى أن الأردن هو حصن منيع لصالح دول الخليج العربي التي تتفرج على الأزمة الأردنية.