دمشق: انتقد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية موقف السلطة الفلسطينية بطلب تأجيل التصويت على تحويل "تقرير جولدستون" إلى مجلس الأمن فيما حذر من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد أجل الجمعة التصويت على تحويل تقرير ريتشارد جولدستون رئيس لجنة تقصي الحقائق في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى مجلس الأمن ومنه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة قيادات من الجيش الإسرائيلي ارتكبت جرائم حرب ضد الفلسطينيين خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وقال مشعل منتقدا موقف السلطة الفلسطينية : " إنه من العار أن يخرج هذا القرار من صوت فلسطيني". إلى ذلك ألقى مشعل خطابا رمزيا من دمشق يشيبد فيه بالمقاومة الفلسطينية ويحذر من التطبيع مع إسرائيل. وفي إشارة رمزية لا تخلو من التحدي اختار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل تمثال صلاح الدين الأيوبي في دمشق ليلقي من أمامه خطابه السياسي الذي يأتي بعد زيارته الأخيرة للقاهرة وإعلانه من هناك عن توقعاته بالتوصل لاتفاق مصالحة فلسطيني، وقبل أيام من زيارة ينوي الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيام بها إلى سورية. وذكرت صحيفة "القدس العربي" أن مشعل ألقى خطابه وسط إجراءات أمنية مشددة بحضور جماهيري سوري فلسطيني بقلعة دمشق وبحضور عدد من قادة الفصائل الفلسطينية الموجودة في سورية، فيما لوحظ غياب قادة حركة الجهاد الإسلامي عن المناسبة والتي هي ذكرى الفتح الصلاحي للقدس. وأكد مشعل في كلمته أن المقاومة الفلسطينية التي استطاعت أسر شاليط والاحتفاظ به 3 أعوام سليماً وأحسنت إدارة المفاوضات غير المباشرة لإطلاق سراحه قادرة على أن تأسر شاليط آخر وآخر حتى لا يبقى أسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية. واضاف مشعل أنه " إذا كان صلاح الدين الأيوبي قد حرر القدس من الصليبيين بعد 88 عاماً على احتلالها فإن الصهاينة لن يتمكنوا من البقاء في القدس وفلسطين 88 عاماً" ، مؤكداً أن القدس تعود بالمقاومة وليس بالاستجداء على طاولة المفاوضات، وأن "الجهاد هو نهج الحياة وليست المفاوضات" على حد تعبيره، مطالباً القادة العرب والفلسطينيين بالسير على نهج صلاح الدين والاقتداء به وبوضع القدس على رأس الأجندة العربية والإسلامية، داعياً إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الفلسطينية والعربية ووقف المبادرات تجاه إسرائيل. وقال "كفانا عرض مبادرات" واستبدالها بالتمسك بالقدس والأرض وكافة الحقوق. ودعا الدول العربية إلى عدم التطبيع مع إسرائيل. وقال: "لن نغفر لأحد إذا طبع مع إسرائيل"، واصفاً اجتماع نيويورك الثلاثي الذي ضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمخزي والمذل، منوهاً يإنجاز المصالحة الفلسطينية وانهاء حالة الانقسام. وختم مشعل خطابه بالتجديد على التمسك بالمصالحة الفلسطينية كخيار أول، مؤكداً أن حماس ومَن معها من فصائل فلسطينية قدمت الكثير لتضع قطار المصالحة على السكة. وشكر جهود مصر وسورية وبقية الدول العربية التي ساهمت في إنجاز المصالحة متمنياً حضوراً عربياً حين إتمامها.