أكد رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، أن المقاومة الفلسطينية أجبرت إسرائيل على القبول بشروطها فى الإفراج عن 20 أسيرة مقابل شريط فيديو للجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط مدته دقيقة واحدة. وقال مشعل فى الكلمة التى ألقاها بقلعة صلاح الدين الأيوبى بدمشق القديمة مساء أمس الجمعة، إن المقاومة القادرة على الاحتفاظ بشاليط لمدة ثلاث سنوات ومعاملته معاملة طيبة وحسن إدارتها للمفاوضات غير المباشرة قادرة على أن تحرر الأسرى الفلسطينيين والبالغ عددهم 12 ألف أسير، مشددا على أن المقاومة قادرة على أسر جنود آخرين حتى لا يبقى أسير فلسطينى واحد فى السجون الإسرائيلية. واعتبر أن انسحاب شارون من غزة وانتصار المقاومة اللبنانية على إسرائيل عام 2006 وفشل إسرائيل فى حربها على غزة نقاط مضيئة رغم أنها صغيرة. وأرجع مشعل التصعيد الإسرائيلى الذى يجرى حاليا ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس إلى فشل إسرائيل فى كسر صمود الشعب الفلسطينى رغم تفوقها العسكرى وانحياز معظم الدول الكبرى لها، مؤكدا أن الشعب الفلسطينى مازال يتمسك بالمقاومة ويتشبث بالقدس ومازال يحلم بالعودة. وأشار مشعل إلى أن القدس برموزها العربية والإسلامية مازالت تفضح كل جهود التهويد ومازالت إسرائيل رغم كل هذه الجهود المحمومة منذ عام 1967 لم تجد أثرا لهيكلها المعزوم. وحذر مشعل من أن إسرائيل تريد إخراج القدس من المفاوضات وكل الجهود السياسية والميدانية وخلق مدينة يهودية مقدسة موازية للمدينة القديمة، موضحا أن هذه المدينة بحسب مخططهم تمتد تحت المسجد الأقصى وحى سلوان والحى العربى القديم والحى اليهودى. وطالب بدعم الشعب الفلسطينى فى البلدة القديمة بالمال، موضحا أن الخطة الشاملة لتحرير القدس تتطلب وضعها على رأس الأجندة الفلسطينية والعربية والإسلامية ولا يجوز تأجيل بحثها، رافضا أى حل يستثنى القدس لأن التأجيل يعنى التجاوز وبيعها للصهاينة. وأكد رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل تمسك حركته بالمصالحة الفلسطينية، معتبرا أنها خيار الشعب الفلسطينى، موجها الشكر إلى مصر وسوريا على جهودهما فى إنهاء الانقسام الفلسطينى - الفلسطينى وصولا إلى المصالحة الوطنية الشاملة. وشدد على ضرورة التمسك بالأرض والحقوق رافضا المساومة عليها، مطالبا بوقف التنسيق الأمنى مع الجانب الإسرائيلى وإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام حتى تنتهى ما أسماه ب "مهزلة المفاوضات العبثية". وأقسم مشعل على أن الصهاينة لن يتمكنوا من البقاء حتى أكثر من 88 عاما وهى الفترة التى بقيت فيها القدس تحت الاحتلال الصليبى قبل أن يتمكن صلاح الدين من تحريرها فى العام 1187، وقال "إن العبرة هى بعودة القدس محررة فى ميدان المقاومة وليس بالاستجداء على طاولة المفاوضات". ودعا مشعل إلى إعادة النظر فى الاستراتيجية العربية والفلسطينية، وقال "يكفى عرض مبادرات وانتظار الحلول من غيرنا أعطينا فرصة لبوش الأب ولبوش الابن ولأوباما، وكانت النتيجة الفشل والطريق المسدود"، واصفا اجتماعات نيويورك الثلاثية بأنها كانت مخزية ومذلة. وحذر رئيس المكتب السياسى لحماس الدول العربية من خطورة التطبيع، معتبرا أن إسرائيل مازالت عدوا.