قالت وكالة «الأسوشيتدبرس» الأمريكية أن إعلان الرئيس «محمد مرسي» أمام مؤيديه خارج القصر الجمهوري في نوفمبر الماضي معرفته بما حدث في اجتماع لعدد من منتقديه، يشير إلي أن جماعة الإخوان المسلمين تقوم بالتجسس على منتقدي الرئيس، مبرزة تصريحات نائب مرشد الجماعة «خيرت الشاطر» والذي يعد من أقوى الشخصيات في الجماعة حسبما تقول الصحيفة والتي قال فيها أنه لديه صلاحية الوصول إلى تسجيلات للقادة العسكريين السابقين ومسئولي الانتخابات، والذين كانزا «يهندسون» لتنحيته من الانتخابات الرئاسية السابقة. وتوضح الوكالة أنه وفقًا لأعضاء سابقين في الجماعة ومسئولين أمنيين، ف «الشاطر» يشتبه في إدارته عملية لجمع المعلومات، قادرة على التصنت على الهواتف والبريد الإلكتروني، موضحة إلى أن هذه التصريحات في مصر ينظر لها من قبل المسئولين الأمنيين والأعضاء السابقين في الجماعة والإعلام المستقل ك «تلميحات قوية» باحتمالية إدارة الإخوان ل «شبكة استخباراتية» خارج الوكالات الأمنية والتي تتمثل في «الحكومة والقنوات الرسمية»، لكن في دولة تعيش على نظريات «المؤامرة» حسبما تقول الصحيفة لم يظهر دليل قاطع للنور، وكل ما هناك مجرد شكوك وأقاويل.
وتتوافق مثل هذه المخاوف حسبما أفادت «الأسوشيتدبرس» عن الجماعة صاحبة التاريخ الطويل في العمل في الخفاء، مع شك أنها مازالت جماعة غامضة تجري عمليات ربما قد تتداخل مع الوظائف الطبيعية للدولة، إلى جانب تظاهر مؤيدة للإخوان بقدرات تشبه المليشيات في مظاهرات ديسمبر الماضي، بالإضافة إلى تهمة أخرى كثيرًا ما سمعت من «وزارة الخارجية المصرية»ن يشتكي فيها المسئولون من أن الرئيس مرسي يعتمد أكثر على مستشاري الإخوان الموثوق فيهم داخل الوزارة، من أجل صياغة السياسة الخارجية.
وترى الوكالة أن الهدف من العمليات الموازية ربما يكون بسبب حقيقة أن العديد من الهيئات الحكومية مثل الأمن والقضاء مازال يهيمن عليها المعينين من قبل النظام السابق أو معاديين للإسلاميين مع شكوك في الإخوان لفترة طويلة، فالتصور بمعاداة هذه الهيئات للحكام الإسلاميين الجدد يضفى علي حكمهم مظهر محاصر بالرغم من سلسلة الانتصارات الانتخابية.
وأفردت «الأسوشيتدبرس» تصريحات لعبد الجليل الشرنوبي رئيس تحرير سابق لموقع الجماعة قبل أن يغادرها في 2011 التي قال فيها أن مشكلة الإخوان هي أنهم مازالوا يتعاملون مع الدولة كما كانوا في المعارضة «لأنهم لا يستطيعوا الثقة فيها، لقد خلقوا دولة خاصة لهم».
وتنفي الجماعة إجرائها لأي أنشطة غير قانونية أو بمثابة دولة داخل الدولة، حيث يؤكد «أحمد عارف» المتحدث الرسمي باسم الجماعة أن الإخوان مستهدفة من قبل حملة تشهير ولكنها سوف تحمي دائمًا سمعتها ولن تقوم هذه المعارك غير الأخلاقية بتغييرها، مضيفًا: «مازال هناك نخبة في مصر أسيرة لوجهة نظر مبارك في الإخوان».
من جهة آخري ادعى «محمد الجبة» العضو السابق في الجماعة أن الإخوان كان لديهم ستة «مراكز استخباراتية صغيرة» أحدهم في المقر الرئيسي بالمقطم، ولكنه لم يقدم أي دليل، ومن ثم نفى «مراد عليّ » المتحدث باسم الجماعة هذا الأمر.