قال الباحث الإسرائيلي « آريل بين سولومون » أنه مع زيادة الاضطرابات بين الإخوان المسلمين والمعارضة فإن سياسة الرئيس الأمريكي « باراك أوباما »لا تدعم بشكل نشط كتلة المعارضة، وفي المقابل فأوباما يؤمن أنه يصل إلى استقرار إقليمي عبر تعزيز قبضة الرئيس « محمد مرسي » على السلطة. يوضح « سولومون » في تحليله المنشور في صحيفة « جيرزاليم بوست » الإسرائيلية أن هذه السياسة لها مخاطر، مشيرًا إلى التقارير الصحفية التي تظهر من مصر وتثبت أن « مرسي » يستمر في التصرف ضد المصالح القومية لأمريكا، ضاربًا مثال بترحيب « مرسي » بالرئيس الإيراني « محمود أحمدي نجاد » بالإضافة إلى التصريحات المعادية للسامية ولأمريكا التي صرح بها « مرسي » وقادة الإخوان في السنوات الماضية.
ووفقًا للمحللين فإن هدف « أوباما » هو التأثير على « مرسي » بإستخدام المعونة الأمريكية لدفعه نحو تحقيق المصالح الأمريكية، ويبرر هذه السياسة بذكر الواجب الأخلاقي لاحترام نتائج الانتخابات المصرية، ولكن يرى « سولومون » أن « أوباما » يبدو عليه تفضيل نظام يعارض المصالح الأمريكية على حساب دعم معارضة لديها عناصر أكثر اتساقًا مع هذه المصالح.
يقول « ديفيد شينكر » زميل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن إدارة « أوباما » كانت منذ البداية غير قلقة بشأن وصول الإسلاميين إلى السلطة في مصر، وأنها وقفت على أرض محايدة بشأن من سيفوز في الانتخابات ورغم ذلك « على أرض الواقع فإن التصور هو أن الإدارة تدعم الإخوان المسلمين 100 % وتفعل ذلك منذ الثورة، هذا هو تصور غير الإسلاميين الذين لم يقوموا بالتصويت لصالح مرسي »
ولا يرى « شينكر » إمكانية واقعية من الإدارة أو الكونجرس لتغير السياسة الأمريكية في المستقبل القريب عبر قطع المعونة عن مصر وذلك لأنها لا تستطيع ذلك حتى إذا رغبت فيه بسبب الطريقة التي يتم بها هيكلة المساعدات الخارجية، موضحًا أن هناك تمويل يسمح لهم « بتمويل أنظمة الأسلحة على مدى عدة سنوات، وإذا قام الكونجرس بتجميد هذا فسوف تنهار الشركات الأمريكية التي تنتج 1.3 مليار دولار سنويا من الأسلحة »، مشيرًا إلى وقف المعونة سوف يؤدي بأمريكا إلى قطع اتفاقياتها مع مصر وسيكون من الضروري وضع تشريعات جديدة.
ووفقًا ل « شينكر » فإن الإخوان في مصر يفعلون مثل ما قام به الإسلاميون في تركيا تحت حكم « رجب طيب أردوغان » رئيس الوزراء التركي الذي استغرق عشر سنوات للسيطرة على الجيش وهذا هو ما بدأ « مرسي » في القيام به بإقالة قادة الجيش.
أما الأمريكي « دانيل بايبس » رئيس منتدى الشرق الأوسط فيرى أن دعم « أوباما » الضمني للنظام الإسلامي في مصر يعد « سياسة رهيبة »، مؤمنًا أن أمريكا عليها معارضة الإسلاميين ودعم الليبراليين دائمًا، مشيرًا إلى أن أمريكا تعاني من السذاجة بإيمانها أن تدريب وإعداد القوات الأجنبية وإكسابهم القيم الأخلاقية والسياسية الأمريكية يجعلهم حلفاء للولايات المتحدة.
ويرى « سولومون » أن إسرائيل سوف تجد صعوبة في التصدي مباشرة لدعم « أوباما » المستمر لمرسي، مشيرًا إلى أن سياسة إسرائيل على هذه الجبهة لا تزال مشلولة، ومبنية على أمل أن تبقي النفوذ الاقتصادية لأمريكا « مرسي » على الطريق بينما ستبدأ المشكلة إذا بدأ في دعم القوات الوكيلة التي تتعامل بما هو ضد إسرائيل