نظم عدد من الهيئات والأحزاب الإسلامية مؤتمر "نصرة الشعب الأحوازي العربي" في القاهرة، ويأتي على رأس الهيئات المنظمة الأزهر الشريف، المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي، حركة عدالة الأحوازية، منتدى المفكرين المسلمين، اتحاد المؤسسات الإنسانية العالمية، والحملة العالمية لمقاومة العدوان، فضلا عن حزب "الإصلاح" وحزب البناء والتنمية وجمعية اتحاد سفراء الطفولة العرب، و"صحيفة التغيير" الراعي الإعلامي . وقد شارك في المؤتمر العديد من الشخصيات الإسلامية من مختلف بلاد العالم، من أبرزهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والداعية السعودي الشيخ محمد العريفي.
وفي ختام اعمال المؤتمر تلا صباح الموسوي القيادي بحركة العدالة الاحوازية ما توصل اليه المشاركون من توصيات وقرارات التي تضمنت إنشاء أمانة عامة تقوم على متابعة تنفيذ توصيات المؤتمر، وقررت الأمانة العامة عقد المؤتمر بشكل دوري على أن يعقد العام القادم في سوريا المحررة من نظام الأسد، أو في فلسطين.
واشار إلي ان الهدف من المؤتمر هو تسليط الاضواء علي ماساة الشعب الاحوازي الذي يعاني من الاحتلال الايراني"، وان المؤتمر هو صيحة تحذير للدول العربية مطالبا التنبه للخطر الإيراني بنزعاته التوسعية والطائفية والشعوبية، وحث الدول العربية كافة على تبني القضية الأحوازية، ودعم الشعب الأحوازي لاستعادة حقوقه المغتصبة".
وقال البيان الختامي إن "قضية العرب الأحواز حظيت بظلم تارخي من قبل الدولة الفارسية سواء في العهد الشاهنشاني أو في العهد العهد الجمهوري الحالي، كما ظلمت إعلاميا وحقوقيا وإنسانيا من قبل المجتمع العربي والدولي وانه آن الآوان لكي تتصدر قضية الأحواز أجندات أي منظمات حقوقية أو سياسية عربية وعالمية".
وناشد المؤتمر "القوى الأحوازية كافة من أجل أن تعمل على اجتماع كلمتها ورص صفوفها وتكامل جهودها من أجل خدمة قضية الشعب العربي الأحوازي في المحافل الدولية والإقليمية والرأي العام بمختلف شرائحه.
يذكر ان ويعود تاريخ دولة الأحواز التي تحتلها ايران منذ عام 1925إلى سبعة آلاف عام، وقد قامت على أرضه الحضارة العيلامية وهي على غرار الحضارات البابلية والآشورية والسومرية في بلاد ما بين النهرين، وهذا التاريخ المتجانس لتلك الدولة مع حضارات العراق المتتابعة يبين بوضوح الانفصال الكامل بين الأحواز العربية وبلاد فارس.
وقد عمل الاحتلال الايراني الفارسي جهده على تدمير هذه الآثار لطمس هوية هذا الإقليم حيث تعرضت منطقة اثرية ترجع لحضارة العيلاميين للتخريب بجرافات البلدية بحجة توسيع شارع محاذي للمنطقة الأثرية. و أضاف المسئول انه و اثناء الحفريات تم العثور على تمثال عملاق يرجع لتلك الحقبة التاريخية السامية.
وتقدر مساحة الأحواز العربي المحتل بنحو 185000 كم مربع، وهي ثمانية اضعاف مساحة فلسطينالمحتلة وعاصمته مدينة المحمرة التي تقع عند مصب نهر كارون الشهير، ويتميز الإقليم عن غيره بأنه غني بالنفط والغاز حيث يبلغ إجمالي المستخرج من أرضه من الغاز الإيراني 90%.
كما تمتاز أرضه بالخصوبة الزراعية حيث يصب فيها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يسقي السهول الزراعية الخصبة، وتساهم الموارد المتواجدة في هذه المنطقة (الأحواز) بحوالي نصف الناتج القومي الصافي لإيران، وأكثر من 80% من قيمة الصادرات.
والمفارقة المحزنة أن الأحواز التي هي من أغنى المناطق على وجه الأرض بالثروات الطبيعية الهائلة يعيش فيها أفقر شعب في العالم، وهناك مقولة شهيرة تدل على تمسك الفرس بنهب خيرات الأحواز وهي للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي يقول فيها "إيران با خوزستان زنده است" ومعناها (إيران لاتحيا الا بخوزستان ).