سلطت بعض الصحف العربية اليوم الضوء على بعض القضايا الهامة بالشارع السياسي ، وعلى رأسها خطاب الرئيس السوري بشار الأسد ، بالإضافة إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما اسماها بالشروط التعجيزية التي يضعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف المفاوضات بطريقة اعتاد هذا اليميني المتغطرس أن يطلقها كلما اقترب الفلسطينيون من إنجاز المصالحة المعلقة بينهم. من جانبها انتقدت الصحف القطرية اليوم الاثنين خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أمس، ووصفته بأنه لم يكن سوى "نسخة لخطابات مماثلة كررها قبله
طغاة كان مصيرهم على يد شعوبهم مشهودا في نهاية المطاف" ،بينما اعتبرت الصحف العمانية المبادرة التي طرحها الأسد للحل السياسي للأزمة السورية.
وقالت صحيفة "الشرق"- في افتتاحيتها- إن خطاب الأسد الذي وصف الشعب الثائر "بالمجرمين والجراثيم والإرهابيين والعصابات" كان بمثابة إعلان جديد لمواصلة حرب الإبادة والتطهير التي يقودها ضد شعبه وهم ينشدون الحرية والكرامة.
وأضافت: "أنه كان واضحا أن الأسد ونظامه القمعى لا يزالان في حالة إنكار وانفصال تام عن الواقع، وكأن الأسد لا يعلم أنه خسر حوالي 70% من البلاد وأن الثوار أصبحوا يطرقون أبواب دمشق ويتقدمون في الشمال والشرق ويغلقون المطارات الرئيسية للبلاد في العاصمة وحلب".
رد حاسم وأشارت الصحيفة إلى الرد الحاسم من قبل المعارضة السورية برفض ما جاء في الخطاب وردود الأفعال التي صدرت من المجتمع الدولي تؤكد كلها أن الاستجابة لدعوات نقل السلطة سلميا مقابل منح الأسد سبلا للخروج الآمن ليست سوى مكافأة لا يستحقها هذا النظام.
وأوضحت أن الخطاب الذي يحمل رفضا واضحا لمبادرة الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للجامعة العربية والأممالمتحدة وحتى المبادرات التي تروج لها دول حليفة مثل اتفاق جنيف، يستدعى من المجتمع الدولي كله اتخاذ مواقف فعالة وأكثر صرامة لضمان تحقيق تطلعات الشعب السوري المشروعة والتأكد من أن القتلة ومرتكبي جرائم الحرب والإبادة في سوريا سيحاسبون على هذه الأفعال.
ومن جانبها، قالت صحيفة"العرب" القطرية- في افتتاحيتها - "إن ما أثار الانتباه في خطاب الأسد هو أنه ظهر متحديا للجميع وخاصة شعبه، حيث أن الأسد يتكلم في خطابه وكأن الأزمة السورية بدأت أمس ولم تمض عليها قرابة العامين ولم يقتل فيها قرابة الستين ألف بريء سوري ولم تدمر مدن بأكملها بطائراته.
وأضافت "أن سياسة الإنكار التي مارسها النظام السوري منذ اندلاع الثورة يبدو أنها مازالت قائمة، وعلى الرغم من أن هذه السياسة أوصلت الوضع في سوريا إلى ما نشهده اليوم إلا أن النظام يصر على مواصلة السير فيها".
وتساءلت الصحيفة "إن كان الأسد يسعى لحل للأزمة عبر ما وصفه بالمبادرة أمس فهل يعقل أن تطرح مثل هذه المبادرات عبر خطاب أمام الجمهور، لماذا لم يسلمها إلى المبعوث العربي الأممى الأخضر الإبراهيمي، ولماذا لم يفكر الأسد بهذه الحلول مع بدء الأزمة".
الأسد وشعبه واختتمت "العرب" افتتاحيتها بالقول "إن الأسد لم يستمع لشعبه طيلة عامين ولا يمكن له أن يستمع إليه الآن، وبالتالي فإن على المجتمع الدولي أن يتحمل كامل مسئولياته ويبادر لوقف المجازر التي ترتكب من قبل أجهزة النظام، فالأسد يبدو أنه مصر على مواصلة حله الأمني، الذي لن ينفع مع شعب هو أيضا مصر على انتزاع حريته".
وتحت عنوان"الأسد يقفل الباب على الحل السياسي"، قالت صحيفة "الراية" إن رئيس النظام السوري لم يأت بجديد في خطابه غير أنه أعاد الأزمة إلى المربع الأول برفضه الاعتراف بالحراك الشعبي السوري المطالب بالحرية والديمقراطية والتغيير.
وأكدت أن ما قدمه يشكل نسفا لاتفاق جنيف ورفضا للتعاطي مع الجهود الدبلوماسية التي تستهدف التوصل لحل سياسي للأزمة.
وأضافت "أن موقف النظام ورفضه الحل السياسي للأزمة يستدعى من المعارضة السورية في الداخل والخارج المزيد من الوحدة والتوافق على برنامج المرحلة الانتقالية الذي يضع الأسس لسوريا الجديدة التي تحكمها الديمقراطية والتعددية وسيادة القانون".
ورأت أن "الحديث الآن عن حلول سياسية يمكن أن يكون النظام ورئيسه جزءا منها أو شريكا فيها حديث لا طائل من ورائه وهو سيطيل من معاناة الشعب السوري".
مبادرة للحل ومن جهتها قالت صحيفة"الوطن" العمانية تحت عنوان"إنها حقا.. مبادرة للحل"،"إن المبادرة التي طرحها الأسد للحل السياسي للأزمة السورية تقوم على ثلاث مراحل الأولى تلتزم فيها الدول المعنية بوقف تمويل وتسليح المسلحين ووقفهم لكافة الأعمال الإرهابية كي يعود النازحون إلى ديارهم، وفى المقابل يوقف الجيش السوري عملياته مع احتفاظه بحق الرد، وطرح إيجاد آلية لالتزام الجميع خاصة ضبط الحدود".
وأضافت "أن المرحلة الثانية تقوم على أساس أن هناك حوارا شاملا لميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا وسلامة أراضيها ويرفض الإرهاب، وتتضمن المرحلة الثالثة تشكيل حكومة جديدة وفقا للدستور وعقد مؤتمر للحوار وإصدار عفو عام ومصالحة وطنية مع تأهيل البنى الأساسية وتعويض المتضررين".
وأشارت صحيفة"عمان" العمانية "إن الجهود الروسية المبذولة الآن والتنسيق الروسي الأمريكي مع أطراف دولية أخرى وما يقوم به مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قد تصل إلى نقطة توافق تسمح بإفساح الطريق أمام الحوار بين الأطراف السورية من أجل التوصل إلى صيغة للانتقال بسوريا إلى ما يجنبها مزيدا من بحور الدماء والتدمير".
وأضافت:أن "كل الأطراف السورية تتحمل مسئولية سياسية وأخلاقية تجاه الشعب السوري، مما يفرض عليها ضرورة العمل بجد وإخلاص لإفساح المجال أمام تحقيق ما يطمح إليه الشعب السوري من استقرار وتوافق يحدد طريق الخروج من المأزق الراهن".
ودعت إلى ضرورة إيجاد الحلول لأن التطورات التي تشهدها سوريا والزيادة الملحوظة فى حجم واتساع ونوعية العنف امتد إلى كل قطاعات وشرائح المجتمع السوري.
تصريحات نتنياهو ومن جانبها انتقدت صحيفة "البيان" الإماراتية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما اسماها بالشروط التعجيزية التي يضعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف المفاوضات بطريقة اعتاد هذا اليميني المتغطرس أن يطلقها كلما اقترب الفلسطينيون من إنجاز المصالحة المعلقة بينهم.
وأكدت الصحيفة- في افتتاحيتها اليوم الاثنين تحت عنوان "شروط تعجيزية"- أن إطلاق مثل هذه التصريحات يهدف بالدرجة الأولى إلى تحريض المجتمع الدولي على السلطة الفلسطينية وإظهارها بمظهر الرافض للحلول السياسية التي يقبل بها نتنياهو أو أمثاله من السياسيين الإسرائيليين.
وأوضحت أن رفض الشروط التي يريد الجانب الإسرائيلي التفاوض انطلاقا منها لا يعني تصلبا أو تشددا فلسطينيا بل هو تمسك بأساسيات التفاوض القائمة على وضع إطار قانوني يمكن الانطلاق منه وهذا ما ترفضه إسرائيل ، معتبرة أن التفاوض يجب أن يبدأ من أرض الواقع بما في ذلك جميع التعديات والانتهاكات التي تعرضت لها الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967.
وأشارت الصحيفة إلى أن اعتبار قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام التي بنيت عليها فلسفة التفاوض مع الإسرائيليين منذ مؤتمر مدريد ليست شروطا تعجيزية ، فالجانب الإسرائيلي هو من يفرض شروطا تعجيزية ممثلا في حكومة نتانياهو وما سبقها من حكومات شبيهة.
تجربة فلسطينية ونوهت بأن السلطة الفلسطينية قد أدركت بعد تجربة الاعتراف الدولي بمقعد في الأممالمتحدة وبعد أن اتخذ الخلاف الفلسطيني ذريعة لرفض القرار في مجلس الأمن أن المصالحة طريق إجباري لابد منه للوصول إلى الحقوق المكفولة بالقانون الدولي.
وقالت " البيان " في ختام افتتاحيتها إن هذه الأجواء الصالحية الفلسطينية التي تعزز موقع السلطة الفلسطينية على طاولة المفاوضات وفي المجتمع الدولي لم تعجب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إضافة إلى أن مثل هذه التصريحات التي يطلقها نتنياهو على الرئيس الفلسطيني تعزز موقعه بين جمهوره اليميني المتطرف في الانتخابات المقبلة.
كما اهتمت صحفية "الخليج" الإماراتية بنفوذ وتأثير اللوبي اليهودي على سياسات الإدارة الأمريكية الداخلية والخارجية في غياب الممارسة الفاعلة للقوة العربية.
وقالت الصحيفة-في افتتاحيتها اليوم الاثنين تحت عنوان "اللوبي مرة أخرى"-"إن اللوبي اليهودي يظهر على المسرح من جديد في الولاياتالمتحدة والمشهد يتعلق بترشيح المسئولين في المراكز الوزارية الأمريكية وتحديدا في وزارتي الدفاع والخارجية.
وأضافت أنه بحكم الضرورة فإن المرشح لأي منصب حكومي أمريكي يمتاز بالولاء الكامل لجوهر السياسات الأمريكية الداخلية والخارجية ويقع في صلب السياسة الأمريكية ليس مجرد الدعم لإسرائيل وإنما الدعم المطلق لها في كل المجالات.
وأوضحت الصحيفة أنه إذا كان الإسرائيليون أنفسهم يختلفون أحيانا كثيرة في السياسات أو طرق تنفيذها فهذا طبيعي بالنسبة للمواقف الأمريكية تجاه هذه السياسات ، وحينما يختلف الساسة الأمريكيون مع خيارات إسرائيلية فهم إما يختلفون من منطلق الانحياز لتوجه دون آخر في إسرائيل أو لأنهم يرون أن بعض السياسات الإسرائيلية تهدد المصالح الأميركية بسبب قصر نظرها أو حماقتها .
وأشارت إلى أن هذا اللوبي تضخم حجمه بفعل الانتصارات التي حققها عبر السنوات الماضية في توجيه السياسة الأميركية بشأن القضية الفلسطينية ، وهو تضخم لا يعكس إلا ضعف الإدارات الأمريكية وسيؤدى بشكل أساسي إلى تشرذم عربي وفلسطيني الذي لا يسمح بممارسة فعالة لمواجهة اللوبي اليهودي .
وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها "إن غياب الممارسة الفاعلة للقوة العربية في مختلف مجالاتها يدفع الإدارة الأمريكية لعدم تحجيم اللوبي اليهودي". مواد متعلقة: 1. صحف عربية: المبادرة العربية للسلام ميتة والنظام السورى يقتل ب "الجملة" 2. صحف عربية تطالب بوقف "تسونامي الدم في سوريا " 3. صحف عربية : "صراع سلطة" في فلسطين والعراق يصنع "ربيع عربي"