ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد اهتماماتها على تصاعد حدة الأزمة السورية والاحتمالات الكبرى لفشل المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في إيجاد حل لمعاناة الشعب السوري، فضلا عن قضية محمد رشيد المستشار السابق للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، وفشل كافة محاولة السلطة الفلسطينية من أجل تسلمه. اقناع الإمارات
وكشفت صحيفة "العرب اليوم" الأردنية أن القيادة الفلسطينية فشلت في إقناع دولة الإمارات العربية المتحدة بتسليم محمد رشيد المستشار السابق للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من أجل محاكمته بتهم تتعلق بالفساد.
وقالت مصادر سياسية فلسطينية للصحيفة - في عددها الصادر اليوم الأحد - إن القيادة الفلسطينية كلفت كلا من عضو المجلس الثوري لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب ، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور نبيل شعث بالاتصال مع القيادة الإماراتية من أجل تسليم المستشار السابق للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى القضاء الفلسطيني .
وأكدت المصادر أن القيادة الإماراتية لم تعر الموضوع أي اهتمام أو تدرس الطلب الفلسطيني ولم تجر أي اتصالات رسمية بشأن ذلك رغم المحاولات الفلسطينية التي باءت بالفشل وعاد الوسيطان دون تسلم رشيد.
وكان النائب العام الفلسطيني أحمد المغني قد طلب من رجال أعمال عرب تجميد أسهم التداول العائدة لمحمد رشيد الشهير باسم "خالد سلام" في مجموعات استثمارية عربية ، كما أن محكمة مكافحة الفساد الفلسطينية برام الله حكمت في يونيو من العام الماضي على محمد رشيد بالسجن 15 عاما ، بالإضافة إلى تغريمه 15 مليون دولار ورد مبلغ يصل إلى 34 مليون دولار.
يشار إلى أن هيئة مكافحة الفساد حولت ملف محمد رشيد إلى محكمة جرائم الفساد، مؤكدة أنه متهم بتحويلات واختلاسات مالية ضخمة تقدر بعشرات الملايين من صندوق الاستثمار ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
تفاقم الأزمة السورية
ومن جانبها ، أكدت الصحف القطرية اليوم أن الأزمة في سوريا أخذت تتفاقم وأصبحت تشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم ، معتبرة أن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى "حوار يرتكز على رغبات السوريين " تعد تأكيداً على أن الأزمة السورية ستظل مكانها بانتظار حل لا يأتي أبدا بعد أن تعود العالم على مشهد الحرب المشتعلة في المدن والبلدات السورية ومشهد آلاف اللاجئين الذين يفرون بحياتهم إلى دول الجوار .
وأشارت الصحف القطرية - في افتتاحياتها الصادرة اليوم الأحد - إلى أن واقع الحال الماثل على الأرض في سوريا والعقلية التي يتعامل بها نظام الأسد مع المبادرات الرامية لحل الأزمة تجعل من سقف التوقعات منخفضا جدا إن لم يكن منعدماً بشأن إمكانية قيام الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي العربي إلى سوريا بإحداث اختراق حقيقي في اتجاه حل للأزمة السورية .
وتحت عنوان " الأزمة في سوريا تراوح مكانها " ، قالت صحيفة " الراية " القطرية إن ما بين توصيف المبعوث الدولي والعربي الخاص لسوريا من أن " الأزمة في سوريا تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم " ودعوة الرئيس السوري إلى "حوار يرتكز على رغبات السوريين" تعد دليلا على أن الأزمة السورية ستظل مكانها بانتظار حل لا يأتي أبدا بعد أن تعود العالم على مشهد الحرب المشتعلة في المدن والبلدات السورية ومشهد آلاف اللاجئين الذين يفرون بحياتهم إلى دول الجوار.
ولفتت الصحيفة إلى أن الموفد الدولي المشترك الذي يعترف بصعوبة المهم التي يقوم بها وشبه استحالتها لم يتطرق في تصريحاته إلى ضرورة وقف العنف وإطلاق النار ولم يطالب حتى بهدنة إنسانية تمكن المنظمات الدولية الإنسانية من الوصول إلى المواطنين السوريين المنكوبين وتقديم المساعدات الغذائية والطبية لهم خاصة بعد ارتفاع أعداد النازحين منهم إلى أرقام تلامس ثلاثة ملايين نازح ولاجئ داخل سوريا وخارجها.
وأشارت صحيفة " الراية " القطرية إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد اعتبر أن المشكلة الحقيقية في سوريا هي الخلط بين المحور السياسي وما يحدث على الأرض ، معتبرة أن هذه التصريحات يفهم منها أن النظام أبلغ المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي أنه لن يتوقف عن استخدام الخيار العسكري ضد الشعب وأن قواته ستواصل قصف المدن والبلدات السورية لإخماد الثورة الشعبية .
ونبهت الصحيفة - في ختام افتتاحيتها - من أن فرصة نجاح الإبراهيمي في مهمته ضئيلة للغاية إن لم تكن منعدمة تماما والاختراق الذي يمكن أن يحققه يكمن في التأثير على حلفاء النظام السوري "روسيا والصين وإيران " للضغط على النظام وإقناعه بوقف العنف والقتل والقبول بمطالب الشعب السوري بالحرية والتغيير.
من جانبها ، رأت صحيفة " الوطن " القطرية أن أنظار العالم تتجه إلى السيناريو الذي تمضي به مهمة المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي في دمشق سواء لجهة معطيات لقاءاته مع أطراف نظام الرئيس السوري بشار الأسد وما تنتجه من مؤشرات أو لجهة التوالي التي سوف تترتب على هذه المقدمات المهمة في باكورة مساعي الإبراهيمي وذلك لأن مهمة الوسيط العربي والأممي خلافا لسلفه كوفي عنان ستكون معطياتها مفصلية ومحورية في مسار الأزمة التي أسهم النظام السوري بتعقيدها.
وأكدت الصحيفة أن طرح الحوار من قبل نظام الأسد هو طرح متأخر ، داعية إلى استبداله بطرح آخر وهو تنحي الرئيس بشار الأسد ليعاد ترتيب الأوضاع في سوريا وفق أولويات شعبها وكنتيجة طبيعية لأداء الثورة وأجندتها وغاياتها وذلك لأنه لا مجال لإصلاحات وهمية ومن ثم فإن الطرح الوحيد المتاح هو أن تنتصر الثورة ليتنفس الشعب السوري الصعداء بعد طول معاناة وكبت وفساد وهدر للثروات.
بدورها ، قالت صحيفة " الشرق " القطرية إن اللقاء الذي جرى أمس السبت بين الدبلوماسي المخضرم الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية والرئيس السوري بشار الأسد لم يخرج بأي جديد على صعيد التقدم بخطوة عملية باتجاه حل الأزمة السورية المتفاقمة منذ أكثر من عام ونصف العام .
ولفتت إلى أن النظام السوري كرر ذات المواقف والاسطوانة المشروخة التي تتحدث عن حوار داخلي في حين تواصل آلته العسكرية عمليات القمع والإبادة الوحشية للشعب .
وحذرت الصحيفة من أن مبادرة الإبراهيمي لن تثمر أي جديد في ظل المجازر وحملة الإبادة الجارية في سوريا وفي ظل انقسام المجتمع الدولي بشأن حل الأزمة فضلا عن الصمت والتلكؤ الدولي في حماية المدنيين والذي لا تفسير له سوى أنه نوع من التواطؤ غير المسبوق ضد الشعب السوري .
وأشارت الصحيفة إلى أن الإبراهيمي قد اعترف بنفسه ومنذ تكليفه بهذا الملف بصعوبة مهمته إلى درجة أنه وصفها بأنها مهمة شبه مستحيلة وهو محق في ذلك بالنظر إلى تعامل النظام السوري مع المبادرات السابقة الإقليمية والدولية وما انتهى إليه جهد المبعوث السابق كوفي عنان من فشل ذريع.
وقالت صحيفة " الشرق " القطرية - في ختام افتتاحيتها - إن واقع الحال الماثل على الأرض في سوريا والعقلية التي يتعامل بها نظام الرئيس السوري بشار الأسد مع المبادرات الرامية لحل الأزمة تجعل من سقف التوقعات منخفضا جدا إن لم يكن منعدماً بشأن إمكانية قيام الإبراهيمي بإحداث اختراق حقيقي في اتجاه حل للازمة السورية ، مؤكدة على أن العالم وفي مقدمتهم الشعب السوري يدركون أن ما يحدث على الأرض تجاوز الحديث عن المبادرات والوساطات وأن أيام النظام السوري القمعي تقترب من نهايتها.
مواد متعلقة: 1. صحف القاهرة الصادرة اليوم تبرز أحداث السفارة الأمريكية وزيارة مرسي للإتحاد الأوربية 2. الصحف الألمانية : الفيلم المسئ عمل "رديء" أثر كثيرا على العلاقة بين الغرب والمسلمين 3. صحف غربية: دعم الرئيس أوباما لثورات الربيع العربي ربما يأتي بآثار عكسية